شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
فتحي لزرق

هذه هي حكايتي مع ( عدن الغد )!

الثلاثاء 25 فبراير 2014 12:52 صباحاً

في الحياة لكل قصة نجاح "حكاية" ولعدن الغد حكاية كنت أريد ان اكتبها بعد سنوات من اليوم وليس اليوم ولكنني وجدت نفسي مضطرا لكي اكتب كل مايدور ويجول بخاطري بعد ان وجدت ان معاول الهدم تنهال علينا في "عدن الغد" من كل جانب وهي معاول الهدم التي تنهال على الجنوب منذ سنوات وتظن أنها تملك القدرة على هد "قصة نجاح" تشاركت فيها كل الناس البسيطة، المقهورة ، المظلومة على طول خارطة الوطن الذي نحبه وسندافع عنه إلى الأبد ..

أكثر الأسئلة التي واجهتها في حياتي كيف نجحتم في "عدن الغد" وفشل آخرين ؟ حينما يقابلني هذا السؤال أتذكر رحلة شاقة من الألم والمعاناة عشناها لسنوات والحمد لله أنها كانت مثمرة رحلة اختلط فيها الألم بالأمل والفشل بالنجاح وأشياء أخرى كثيرة تداخلت فيما بينها  .

منذ وانا صغير كنت أتمنى ان أكون صحافي متميز وناجح وعشت بداياتي كطفل وسط مكتبة بها أمهات كتب الأدب والسياسة وعلى ذلك تتلمذت وتشرفت بالكتابة لاحقا  في صحيفة "الأيام" وعمري لايتجاوز الـ 13 .

كنت احلم وانا صغير ان ادخل كلية الإعلام والصحافة ولكن ونظرا لظروفي الأسرية وانحداري من أسرة فقيرة لم أتمكن من ذلك  وذهبت إلى الحقوق بدلا عن الإعلام، كبرت وفتحت عيوني على حرب صيف 1994 واجتياح الجنوب وكان أول مقال لي في عالم الصحافة يتحدث عن الجنوب وقضيته .

كبرت وكبرت بداخلي قضية الجنوب وهمها ووجعها وألمها وعشقت هذه القضية أكثر من عشقي لأشياء أخرى كثيرة وكبرت وتخرجت من الثانوية العام وفي العام 2002 دخلت كلية الحقوق ومعها بدأت التصفح على شبكة الانترنت وبدأت المشاركة في المنتديات وأحبب منتدى باسم "شباب اليمن" وهناك قضيت أعوام من الكتابة عن قضية الجنوب وكنت من أوائل الأشخاص الذين كتبوا باسمهم الحقيقي عن الجنوب وقضيته فيما كان كثيرون يكتبون باسمهم .

تخرجت من كلية الحقوق في العام 2006 كان يومها ضجيج ثورة الجنوب قد بدأ يعلو رويدا رويدا وكأي شاب جنوبي خرجت إلى الرصيف لا الوي على شيء طرقت كل الأبواب بحثا عن وظيفة عمل دونما جدوى ، كنت أحس بألم شديد لمقدار الطاقة التي بداخلي ولكنني لا استطيع ان اعمل شيء .

كتبت ذات يوم رسالة لصديق مغترب في السعودية ترجيته لو يجد لي عمل ولو حتى بمحل "بنشر"وحاولت ان اعمل أكثر من مرة بهذه الأماكن لكن دون جدوى .

غادرت بعد سنة كاملة من العذاب إلى محافظة الحديدة للعمل في شركة لبيع الأخشاب وكنت اقضي يومي صباحا حاملا للخشب وليلا صحافيا على شبكة الانترنت مدافعا عن قضية الجنوب ، كنت اخجل ان أقول لكثيرين إنني صحفي بدرجة "حمال خشب".

كان أصدقائي من عدن يسألوني ماذا تعمل فأقول في شركة "أخشاب" لكنني كنت اخجل ان اكشف عن

كنت أعيل أسرتي وكنت افخر بذلك ورغم المعاناة التي كنت أعيشها إلا إنني تحملت كل شيء ، انطلق حراك الثورة السلمية في الجنوب ولبيت النداء وعشت أيامي مابين الحديدة وعدن وشاركنا في كل الفعاليات حتى جأت واقعة اعتقال القيادات الجنوبية في 2008 وبدأت حدة الفعاليات الجنوبية تضعف حتى ضننا ان جذوة ثورة الجنوب قد انطفئت وحينها قررت ان أعود ولم أبال قط بأي أشياء أخرى .

عدت إلى عدن وأصدرنا انا والإخوة "فهمي الضالعي" وأمين الشعيبي" صحيفة "الجنوب" وكانت صحيفة نطبعها بجهود شخصية وهي عبارة عن مجموعة من المنشورات وتمكنا من إصدار عدد من إعداد هذه الصحيفة.

عدت يومها إلى وضع مادي صعب ولم أجد حتى مصروف يومي ولكنني كنت فخور إنني اخدم "قضية الجنوب" وشعب الجنوب وذات يوم تحدثت إلى الزميل "لطفي شطارة"وقلت له إنني تعبت نفسيا وجسديا من وضعي كون إنني لا أجد قوت يومي ورجوته ان يتوسط لدى أسرة صحيفة "الأيام" وطلبت منه ان يتم اختباري وكان ان تم ذلك.

التحقت بالعمل في صحيفة "الأيام" في أول أيام شهر رمضان من العام 2008 ومع انتهاء الشهر التجريبي استدعيت من قبل الأستاذ "هشام باشراحيل "وتم توظيفي كعضو أساسي في هيئة التحرير بصحيفة "الأيام"

عملت في صحيفة "الأيام" بكل حب وعشق وجنون وتضحية لها وكنت أرى فيها بيتي وأسرتي ومقامي الأول ورويدا رويدا كشر نظام صنعاء عن أنيابه ضد هذه الصحيفة وتعرضت لهجوم مسلح في مايو 2009  وأتشرف إنني كنت يومها بداخل الصحيفة وظللت لشهور طويلة مرابطا في الصحيفة ليل نهار ولم اتركها ولم أتخلى عن أسرتها قط حتى تعرضت للهجوم الثاني يوم الـ 5 من يناير 2010 ، يومها أغلقت أبواب صحيفة "الأيام" قسريا واعتقل المرحوم "هشام باشراحيل" وكنت احد أخر من غادر الصحيفة .

إلى الرصيف عدت والى حياة التشرد بعيدا عن كل شيء عن أسرتي وأهلي وأشياء أخرى كثيرة ،لا املك في الحياة شيء وبعد أشهر تقرر فتح وكالة أنباء عدن ووجدتها فرصة للعمل وترتيب الأوراق وعملت فيها لأشهر وكان بداخلي حلم تأسيس موقع إخباري خاص .

ذات ليلة التقيت على الماسنجر بالقيادي الجنوبي "محمد علي احمد" وكانت ولازالت تربطني به علاقة حسنة وأخبرته إنني احلم بان أؤسس لموقع إخباري وطلبت منه يد العون وكان للأمانة كريما وساندني يومها بـ100 ألف ريال وذهبت في اليوم واستلمتها من احد أقاربه وبدأت أفكر بتأسيس موقع إخباري وكنت قبل أشهر قد تداولت الفكرة مع زميلي "أنيس البارق" وكنا اخترنا اسم "عدن الغد" لموقع إخباري كان سيطلقه الزميل "عبدالناصر الجعري" مدير قناة "عدن لايف" حاليا لكن فكرة المشروع تعثرت لاحقا وكان الناطق المحجوز على الدوت كوم.

كنت انا من اختار "الاسم" وكنت ارمز به ال "عدن الغد" التي نحلم بها في الجنوب عدن الحرة الكريمة التي تؤمن مستقبل جميل لكل أبنائها .

لجئت إلى الزميل "فهمي الشعيبي" مالك موقع الطيف وكان صديقي وطلبت منه ان يحجز لي نطاق (الدومين" لـعدن الغد وفعلا تكرم بذلك وحجزه ودفع قيمته من حسابه الخاص لكنه كان باسمي الشخصي وكانت فرحتي كبيرة وكبيرة للغاية .

وبدأت التواصل والبحث عن مصمم مواقع "الكترونية" وسالت حتى وصلت إلى الزميل "معاد شيباني" وهو مالك موقع محرك السجل اليوم وتواصلت مع الزميل "ياسر عبدالباقي" والتقينا الثلاثة مساء بساحة العروض بمقهى صغير وكتبنا عقد تصميم موقع "عدن الغد" وكانت فرحتي لاتوصف .

انتظرت ثلاثة أشهر كاملة حتى تسلمت تصميم موقع "عدن الغد" وقررت انا والزميل "ياسر عبدالباقي وفواز منصر ان ندشن العمل فيه واخترنا يومها ان يكون موعد إطلاق الموقع هو تاريخ 10 ديسمبر 2010 وأطلقنا الموقع يومها .

بعد ساعات فقط من إطلاق الموقع فوجئت بخبر منشور ببعض المواقع الإخبارية وبينها مواقع جنوبية هي "صدى عدن والطيف" تقول ان موقع "عدن الغد" يتبع سكرتير الرئيس اليمني السابق "عبده بورجي" وآلمني بشدة ان اقرأ الخبر بموقع شخص كان هو من اشترى لي نطاق الدومين" من فلوسه وأهداه لي .

تألمت بشدة يومها وحاولت الاتصال بالزميل "فهمي الشعيبي" لأفهم لماذا طعنني في ظهري ولماذا عمل هذا ؟ ولم أتمكن من ذلك حاولت مرارا وتكرارا وبدلا من أتلقى التهاني والتبريكات من الآخرين كنت استقبل الاستفسارات؟ وكان هذا يؤلمني بشدة .

أحسست ان حلمي الوليد تعصف به الرياح ولم يكن أمامي إلا ان اصمد وان أبرهن إننا لانتمني لهولاء وأننا أصحاب رسالة سامية تؤمن بحق الجنوب وستدافع عنه وعلى ذلك مضيت وأصررت على الانتصار .

منحت موقع "عدن الغد" جل وقتي وجهدي واهتمامي ويوما عن يوما كنت أرى فيه حلم يكبر ويكبر وجأت أحداث 2011 وبرهنا انا وطاقم "عدن الغد" على قدرتنا على الصمود وتقديم الخبر الصادق والصورة الواضحة .

التقيت بالزميل "فهمي الشعيبي" بعد ستة أشهر مع فعلته تلك وسألته لماذا فعلت بي ذلك؟ طلب مني السماح فقلت له " لا املك إلا ان اقول "ربنا يسامحك".

وكبر "عدن الغد" ومعه كبرت أحلامي وامانيي ووجدته مساحة لكي اثبت لكل الأبواب التي أغلقت في وجهي إنني كصحفي شاب املك الكثير مما يمكن لي تقديمه ورغم كل ما أشيع حولنا كنا نتقدم ونكسب حب الناس وثقتها واحترامها وتقديرها .

كان العام 2011 عام النماء والظهور الحقيقي لموقع "عدن الغد" وبدأنا نخوض حربنا ضد نظام صالح والى جانب نظام صالح كان حزب الإصلاح وأعوانه في الجنوب طرف أخر ناصبنا العداء وحاول الوقوف بوجهنا وخضنا المعركة بكل شرف واقتدار إلى جانب أهلنا في الجنوب .

في نوفمبر من العام 2011 غادرت إلى العاصمة المصرية القاهرة للمشاركة في المؤتمر الوطني لأبناء الجنوب (مؤتمر القاهرة) وكانت حينها تراودني فكرة تحويل "عدن الغد" من موقع الكتروني إلى صحيفة "ورقية" لكنني كنت لا املك المال الكافي .

حينما وصلت إلى القاهرة والتقيت بالمئات من الجنوبيين هناك وسمعت الإشادات بأداء "عدن الغد" أدركت أنها حانت اللحظة التي يجب ان يتحول الحلم الثاني إلى حقيقة في اليوم الرابع من وجودي في القاهرة التقيت بالقيادي في الحراك الجنوبي "احمد عمر بن فريد"  والوالد "محمد علي السعدي" وجلسنا على ضفاف النيل نشرب الشاي عصرا وأخبرتهم إنني احلم ان أحول موقع "عدن الغد" إلى صحيفة "ورقية" .

قال العميد السعدي قم بنا إلى عند الأستاذ "عبدالرحمن الجفري" لنعرض عليه الأمر واعتقد انه لن يبخل بمساعدتك وكان منزل "الجفري" ليس ببعيد وأتذكر يومها إننا سرنا الثلاثة انا واحمد عمر بن فريد والعميد السعدي ووصلنا مع حلول المساء إلى منزل الجفري الذي رحب بنا واستقبلنا وعرضنا عليه الأمر ورحب ومد يد العون وقال :" انا سأساعدك ب1500 دولار وسأعاونكم شهريا بألف دولار وفعلا أوفى الرجل بعهده وكان نعم المعين لنا ولم يطلب لذلك مقابل من أي نوع كان حتى اليوم .

عدت إلى "عدن" احمل بين يدي 1500$ وكان ذلك في نهاية شهر ديسمبر من العام 2011 وذهبت إلى مؤسسة 14 أكتوبر والتقيت بالأستاذ احمد الحبيشي وأبلغته إنني إصدار صحيفة أسبوعية بمسمى "عدن الغد" ورحب بالأمر .

كان مشروع إصدار صحيفة "أسبوعية" يتطلب أكثر من 1500$ فوجدت ان يجب علي ان ابحث عن ممولين جدد ، التقيت ذات مساء بالزميل "عواد الشعبي" وعرضت عليه الأمر ونصحني الرجل ان اعرض الأمر على مالك شركة "إنماء" الشيخ "حسين الهمامي" وفعلا ذهبنا إليه والتقينا بالأسرة الكريمة وعرضت عليهم الفكرة وطلبت منهم الوقوف إلى جانبنا .

تكفلت يومها شركة "إنماء" بطباعة الستة الأعداد الأولى من صحيفة "عدن الغد" وبدأ الحلم يتحول رويدا رويدا إلى حقيقة ،كنت احلم بان أؤسس لصحيفة تغني الناس في الجنوب عن أي صحف أخرى ، صحيفة لاتتاجر بوجع الناس ولاتمضي تباعا لتوجهات حزبية وغيرها .

كنت ولا أزال وسأظل ممتنا لأسرة "ال الهمامي" لوقوفهم الكبير والجميل إلى جانب "عدن الغد"

أصدرنا العدد الأول فجر يوم الأحد 1 يناير 2012 ويومها لم يكن في المطبعة سواي انا رئيس التحرير والمحاسب والموزع وكل شيء .

التقيت مع المغرب انا والزميل "أنيس البارق" وأنجزنا أعمال الإخراج لدى الزميل المخرج "مراد محمد سعيد" وسهرت طوال ليلتي تلك وعدت متعبرا مع سيارة دينا إلى المنصورة بسبب تأخر الوقت وكنت حينها لا املك سيارة .

كنت لازالت يومها أعيش في عزبة يقطنها مجموعة من الإخوة من أبناء مدينة "تريم"  ومنها كنت أدير موقع "عدن الغد" وكان ان صادف ان يوم الـ 1 يناير ان موعد "الطباخة" في العزبة عندي فقضيت يومي اكنس واطبخ ومع المغرب ذهبت إلى الشيخ لكي أرى صدى الصحيفة لدى الناس.

كان الصدى رائعا وحققت  الصحيفة مبيعات رائعة ومنذ أول عدد ، كانت سمعة موقع "عدن الغد" قد منحت الصحيفة دفعة قوية وقبولا كبيرا ، حققت الصحيفة الأسبوعية نجاحا منقطعا النظير وكان صوت الجنوب الذي لاقى صداه في قلوب الناس.

كانت معاول الآخرين تطرق جدران "عدن الغد" قالوا فينا كل الأشياء "صحيفة مملوكة لياسر يماني" صحيفة مملوكة لعلي عبدالله صالح" صحيفة مملوكة للصريمة ، صحيفة مملوكة لفلان وعلان وزعطان والحقيقة غير كل ذلك والحقيقة أنها صحيفة مملوكة لشعب الجنوب ولقضيته العادلة .

دفعنا نجاح الصحيفة الأسبوعية في الـ17 يونيو 2012 إلى التحول من صحيفة أسبوعية إلى صحيفة يومية، وكان التحدي اكبر والمغامرة أعظم وقررنا ان نجتازها  .

وفعلا بدأ التحول السريع وخضنا الصراع على أشده وزاد طرق معاول الهدم والاعتراض والتهديد والوعيد وكل شيء وظلت "آلة إعلام حزب الإصلاح" وأدوات إعلام كثيرة في الشمال تشكك في "عدن الغد" ومن يقفون عليها وفي المقابل كنا نسعى جاهدين لأجل ترميم الوعي الجنوبي والانتصار لقضية الجنوب بخطاب إعلامي يفيد القضية .

خلال أشهر قليلة تمكنت صحيفة "عدن الغد" من إزاحة الكثير من الصحف وتمكنت من ان تكون صحيفة "الجنوبيين الأولى بلا منازع واعترف أنها حققت مبيعات رائعة خلال العام 2013 وهذا ما اغضب الكثير من أعدائها ومنافسيها .

من كانوا يهاجمون "عدن الغد" كانوا يقولون بان سبب بقائها هو أنها تطبع بالمجان وحينما تم تغيير الأستاذ احمد الحبيشي وجيئ بإدارة فيها بعض أطراف حزب الإصلاح ذهبت هذه الأطراف إلى مراجعة جميع سندات مؤسسة "14 أكتوبر" وكانت المفاجئة : صحيفة "عدن الغد" الصحيفة الأولى في تسديد  المستحقات المالية التي عليها وجن جنونهم ولم يجدوا أي شيء يمكن لهم ان يدينوا به صحيفة "عدن الغد" وظلت الصحيفة تصدر وهي تسدد كل المستحقات المالية الخاصة بالطباعة أفضل من أي صحيفة أخرى بل ان صحيفة "عدن الغد" كانت تصرف أكثر من 25 ألف ريال يمني في اليوم الواحد لأجل موظفي مؤسسة 14 أكتوبر بعيدا عن تكاليف الطباعة الرسمية  .

لم تفلح كل الطرق في ترويض صحيفة "عدن الغد" حاولوا مرارا وتكرارا وهنا سأعترف إنني استدعيت أكثر من مرة إلى صنعاء وقابلت مسئولين بارزين في الحكومة اليمنية وطلبوا مني تغيير النهج مقابل تسهيلات واسعة واغرءات مادية ضخمة .

تعرضنا للجرجرة في ساحات القضاء عبر القضية الشهيرة "سكارى الجنوب" وبعد أشهر من العذاب اثبت القاضي إننا أبرياء من كل ما نسب ألينا من اتهام وكان هذا الحكم شهادة نعتز بها وتضاف إلى رصيد نظيف وجميل.

التقيت قبل أشهر من اليوم بمسئول حكومي بارز وبارز جدا وطلب مني تغيير نهج وخط الصحيفة وفي المقابل سيتم توفير كل ماتحتاجه وذهب إلى الوعد بإطلاق قناة فضائية باسم "عدن الغد" ، حينما أنهى عرضه هذا سألته :" هل تتخيل ان تشتري الناس "عدن الغد" ان غيرنا في توجهها ، قال – لأيهم المهم تغيروا خطكم .

قلت له – أبوابنا لكم مفتوحة ان أردتم عرض وجهة نظركم اما نحن فجزء من هذه الناس ونجحت "عدن الغد" لأنها كانت جزء من الناس وان ذهبت بعيدا لن تفلح في شيء .

حاولوا مع "عدن الغد" بكل الطرق وحينما وصلوا إلى طريق مسدود لجئوا إلى إغلاقها ناسين ومتناسين ان الجنوب وشعب الجنوب وقضية الجنوب ليس صحيفة ولكنها قضية حقة وعادلة وستنتصر لا محالة .

هذه باختصار واختصار شديد قصتي مع حلم صار حقيقة اسمه "عدن الغد" بنته الناس وشيدته السواعد الجنوبية السمراء وحمته الأماني بغد عدن الجميل .

هذه باختصار "عدن الغد" المظلومة وهذا انا صحيفة وشخص بإذن الله الواحد الأحد إننا لن نساوم في شعب نحبه ونتمنى له .

هذه "عدن الغد" باختصار قصة كفاح مجموعة من الشباب من أبناء الجنوب الذين رفضوا واقع التهميش والإقصاء والتدمير وسطروا قصة نجاح اسمها "عدن الغد" .

هذه هي "عدن الغد" قصة مجموعة من الشباب من أبناء الجنوب الجنوبيين الذين رفضوا ان يكونوا اجرا عند أيا من سادة صنعاء وكان لهم ما اردوا .

اخيرا .. كل من وردت اسمائهم في هذه المادة أحياء يرزقون ويمكن الرجوع إلى كل شخص فيما يخص جزئيته

فتحي بن لزرق

عدن مساء الـ 24 فبراير

2014