شطارة لــ "قدس برس: الجنوبيون يرفضون التقسيم ويتمسكون بحق تقرير المصير
انتقد العضو المنسحب من مؤتمر الحوار الوطني في اليمن لطفي شطارة تصريحات المستشار السياسي للمبعوث الأممي الى اليمن عبد الرحيم صابر التي قال فيها بأن التمويل قد يصبح العقبة الرئيسية أمام الاتحادية، وشدد فيها على أن التحدي الأكبر أمام النظام الاتحادي لن يكون سياسيا وإنما اقتصاديا بالأساس.
واعتبر شطارة ان هذه المخاوف هي ذاتها التي دفعت بفريق الحراك الجنوبي للانسحاب من الحوار الوطني، لان جوهر لقضية سياسي واقتصادي في آن واحد، وأن فريق الحراك الجنوبي كان قد تنبه الى هذه المخاطر في وقت مبكر، ووضعها على طاولة الحوار، مفندا استحالة قيام اكثر من إقليمين بين الشمال والجنوب لذات الأسباب التي نبه اليها صابر في تصريحاته التي تناقلتها وكالات الانباء الدولية اليوم الاثنين
ورأى شطارة، الموجود حاليا في العاصمة البريطانية لندن لإجراء اتصالات سياسية تتصل بالشأن اليمني ومخرجات الحوار، ان التركيز على الجانب الاقتصادي وتغيب الجانب السياسي الذي وصفه بانه بل القضية اليمنية بشكل عام وجوهر القضية الجنوبية بشكل خاص، هو تضليل وهروب من مواجهة الحقيقة وتأجيل لحسم الإشكالات التي يعاني منها اليمنيون، والمرشحة الى مزيد من التفاقم لا سيما وان حكومة الرئيس عبد ربه منصور تعيد انتاج ذات النهج الامني في الجنوب لقمع الحراك وإغلاق الصحف واعتقال الصحفيين الذين لا يسيرون في اتجاه الاقلمة ويركزون على الشأن الجنوبي، معتبرا ذلك انتكاسة في مسار الانتقال الديمقراطي والثورة اليمنية وطعنة لأهل الجنوب الذين توسموا خيرا في إمكانية ان يكون الحوار الوطني مخرجا آمنا لحسم الخلافات اليمنية بشكل عام، وحل القضية الجنوبية بشكل نهائي.
واعتبر شطارة ان وصول الحل الامني الى حد القتل والاعتقال وترهيب الناشطين في الحراك الجنوبي رسالة خاطئة عن الثورة اليمنية الى اليمنيين خاصة وأصدقائهم والدول الراعية للعملية الانتقالية في اليمن وللمجتمع الدولي بشكل عام.
وأضاف: "لقد أبلغت من التقيتهم من البريطانيين ان خيار الإقليم الستة الذي انتهى اليه الحوار الوطني، والذي انسحبنا لهذا السبب، كان انقلابا على قواعد الحوار وتفاهم اتجه الاساسية التي تقوم على اعتبار اليمن إقليمين جنوبي وشمالي على ان تكون العلاقات بينهما قائمة على أساس التكافؤ العادل وتقاسم السلطة والثروة في مرحلة انتقالية مدتها خمسة أعوام تنتهي باستفتاء يعطي الجنوبيين حقهم في تقرير المصير. وهناك دول اقترحت خيار الإقليمين بشرط ان يتعهد الجنوبيون بإلغاء الاستفتاء حول تقرير المصير، وقد فرضنا المقترح في حينه، على اعتبار ان هذا حق تكفله كافة المواثيق الدولية علاوة عن انه حق ملون بدم عشرات بل مئات الشهداء الجنوبيين في معركة الحرية منذ نهاية حرب ٩٤ حتى يوم الناس هذا".
ودعا شطارة العقلاء من اليمنيين والوسطاء الى النظر بعين فاحصة بعيدا عن الحسابات الضيقة والأنانية المقيتة من اجل اخذ مطالب الغالبية العظمى من ابناء الجنوب بعين الاعتبار، والأتعاب من تجارب سابقة أكدت ان الظلم مؤذن بخراب كما قال ابن خلدون.