شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
رائد الجحافي

مليونية الحسم اسقطت مؤامرة حوار صنعاء ومخرجاته

الجمعة 21 فبراير 2014 09:33 مساءً

صنعاء التي انتهت قبل اسابيع من مؤتمر الحوار واعلنت مخرجاته  لم تكن تدرك أن شعب الجنوب الذي رفض المشاركة في حوارها منذ الوهلة الأولى انه سيتحدى كل الالاعيب وسيواصل نضاله وانتفاضته السلمية وتكرار مليونياته التي خرجت في العاصمة عدن وغيرها من مدن ومناطق الجنوب، ولم تكن تدرك أيضا أن هذا الشعب قد عشق ساحات النضال وألفها واضحت بالنسبة له ملاذ ومتنفس، بل ومنبر يعبر فيه عن ارادته الشعبية، عن رفضه القاطع لأي حلول زائفة لقضيته التي يناضل من أجلها وهي تحرير واستقلال الجنوب، هذه المرة السلطات اليمنية التي حاولت خلط الاوراق وضرب ثورة الجنوب من خلال الترويج لما يسمى بمخرجات الحوار اليمني عمدت إلى اتخاذ تدابير أمنية شديدة للتصدي للجنوبيين ومنعهم من اقامة مليونية الحسم التي تداعى لها شعب الجنوب للتعبير عن رفض الحوار اليمني ومخرجاته والتأكيد على تمسكه بهدف استقلال الجنوب ورفض اي مشاريع أخرى، وخلال أيام الأسبوع الماضي قامت السلطات الأمنية بوضع خطة انتشار أمني لتطويق العاصمة عدن فاغلقت مداخل العاصمة وتمركزت قواتها في كافة النقاط الواقعة على الطرق المؤدية  إلى عدن كما عملت على نشر قواتها من آليات عسكرية وجنود بكثافة في كل الشوارع والأحياء وكذلك قامت بنشر قوات كبرى داخل ساحة الحرية وطوقتها من كافة الاتجاهات وحاولت منع وصول حشود المشاركين القادمين من محافظات الجنوب الأخرى، لكنها فشلت فشلا ذريعا، كما فشلت في قمع وتفريق مئات الالاف ان لم يكن عددهم المليون من الجنوبيين الذي خرجوا للمشاركة في المليونية، تلك القوات استخدمت كل ما لديها من أسلحة كالقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والاعتقالات لكنها أصيبت بذهول أمام صلابة وشجاعة الشباب الذين حولوا العاصمة عدن كلها إلى ساحة لاقامة مليونيتهم، وانتصرت إرادة شعب الجنوب باقامة مليونيتهم بكل نجاح واستطاع الشباب تحويل ممارسات جنود الجيش والأمن لصالح المليونية التي من خلالها اوصلوا رسالة قوية إلى العديد من الأطراف، ومنها صنعاء في بالدرجة الرئيسية وإلى الأمم المتحدة ورعاة المبادرة الخليجية والرأي العام الداخلي والخارجي مفادها إن شعب الجنوب لم ولن يقبل بتزييف وتزوير وقتل إرادته، مهما كانت الظروف، وأننا نرفض القبول بسياسة الأمر الواقع التي تخاولون فرضها علينا، ولن نهدأ حتى نستعيد دولتنا