امبريالية الحوثي هل تنجح مع ضعف الحكومة ؟
تختلف الدوافع والأسباب التي تنشأ من اجلها الأحزاب والجماعات في بلدِ ما باختلاف الأهداف التي تحاول تلك الجماعات اوالأحزاب تحقيقها والتي تتمثل غالباً برغبةِ في مشاركة القرار السياسي للبلد ومد نفوذ فكر معين كما تختلف الطرق والسبل التي تُحقق تلك الرغبات .
والحركة الحوثية منذ أن تأسست في عام 2004م بعد مقتل زعيمها والأب الروحي لها " حسين بيد الدين الحوثي"وهي تطمح إلى المشاركة السياسية مع صناع القرار في الجمهورية اليمنية التي خاضت حكومتها السابقة ستة حروب ضدها وتطمح أيضا إلى توسيع نطاق فكرها (امبريالية فكريه ) القائم على أسس دينية بما يمكنها في ما بعد من التوسع الجغرافي لتكوين دولتهم المنشودة ذات الطابع الإسلامي الأصولي .
وقد نجحت الحركة الحوثية بنشر فكرها في عددٍ لا يستهان به من أبناء الشعب اليمني البسيط وعدد من محافظات الجمهورية التي أصبحت مبانيها تتزين بشعار الحركة وصورٌ لقياداتها خصوصاً بعد مشاركتها في الثورة الشبابية الشعبية التي نقلت صورة جيدة نسبياً عن الحوثي وفكره ولمعت الصورة السيئة التي رسمها النظام السابق عن الحركة في مخيلة المواطن اليمني .
كما أنها قد خصصت بعض الأماكن والمدارس في محافظة صعده لتدريس الفكر الحوثي واستقطاب الشباب من مختلف محافظات الجمهورية إلى صعده بغرض تدريسهم ذات الفكر والمرتكز على أسس دينية في محاولة منها لإيجاد قاعدة فكريه إمبرياليه تروج فكرهم الذي وجد انتقاداً كبيراً من بعض الطوائف والجماعات الدينية المختلفة معها فكرياً مما أدى إلى وجود صراع جسدته حروب دماج بين الفكر السلفي والفكر الحوثي .
كما عملت الحركة الحوثية على توسيع نطاقها الجغرافي لتحقيق هدفها الأساسي والمتمثل بتكوين دولة دينية ذات طابع أسلامي أصولي فبعد أن كانت الحركة الحوثية تسيطر على بعض المناطق في محافظة صعده أصبحت ألان تسيطر على كل مناطق صعده بما فيها دماج التي كانت المعقل الوحيد لأهل السنة في ذات المحافظة التي أصبحت خارج نطاق سلطة الحكومة المركزية فلها حاكمٌ يسمع ويطاع ومسلحون من رجال القبائل يحمونها ويدافعون عن الأمن بداخلها .
وتحاول الحركة الحوثية في هذه الأيام توسيع نطاقها الجغرافي على حساب بعض المحافظات المجاورة لها كحجة وعمران وما الاقتتال الحاصل بين الحوثيون وقبائل مسلحة من حجه وحاشد إلا خير دليل على الفكر الامبريالي الذي تنتهجه الحركة الحوثية فالصراع الحاصل هذه الأيام ليس صراع مصالح خاصة إنما هو صراع توسع ومد نفوذ .
وقد تنجح الحركة الحوثية في تطبيق فكرها الامبريالي بسبب ضعف الحكومة الجديدة وحالة عدم الاتزان التي تعيشها وانتشار الفكر الحوثي بشكلِ كبير بين عامية الشعب اليمني .
فهل تظل الحكومة مكتوفة الأيدي كما عهدناها تراقب الوضع فقط بدون أي عمل يحد من هذا الانتشار والسيطرة على حساب سيادتها ؟؟