الزَّعيم حتَّى آخرِ قطرة ..!
( يُحدِّثُ ) حياته فور طُروءِ أيَّ جديدٍ على السَّاحة ! ، كأنَّه يُحدِّث صورةً له في صفحته الرئيسية على الفيس ، وحتى على مستوى تحديث الصورة يعمل بشكلٍ متوازٍ يبدو شبه منطقيِّ ، ولكنه مفتعلٌ وواضحٌ لمن أراد فهماً ، تتغير التَّموضعات حتى على مستوى الصورة ، بحالة تداعٍ متناغمةٍ يُعتقد أنها تخدم الزعيم وأهدافه ، ولكنها قد تؤتي ثماراً معاكسة في بعض الأحيان لما يريده ساسته ، زعيم الخُرافة الذي لا يموت ، تعوَّد على الظُّهور ولا يُطيق غيره بديلاً ، يُحبُّ أن يُشغل الناس كي تهدأ نفسه وتستكين ( يحبُّ أن يتصدَّر المشهد ) ، فهل نريد - مثلاً - أن نعرف من وراء إشاعة ( موت الزعيم ) ، إنه نفسه ذاك الذي بعث برقية "تهنئة الانتصار على الإرهاب" للرئيس المصري عدلي منصور ، وهل نريد أن نعرف المخطَّط الجديد الذي تتَّجه البلد إليه ، والذي تم التخطيط له بدقةٍ متناهية ، فلنقرأ سقطات وفلتات الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام ( بن دغر ) غير المقصودة والتي أنبأت عما يُخفيه الزعيم في جعبته للأيام القادمة حينما قال واثقاً " سنفشل مخططاتكم " لم يقلها الرجل من فراق بل كشف عن سيناريوهاتٍ آتية عميقة قد تثير فوضاً عارمة وتفرض سياسة الأمر الواقع ..!
عندما يُعلن عن موت الزعيم فإنَّه يحيى حياةً أخرى في ( طرفٍ مُقابل ) ، وهكذا فإنَّ الفريق الإعلامي لفخامة الزعيم المفدَّى قد بات يرتكب أخطاءاً واضحة ، لكثرة تكريره سيناريوهاتٍ وتكتيكاتٍ أضحت مُتشابهة لأخرى سابقة ( هذه المرة الخامسة التي يُشاع موته ) ليظهر الزعيم المغوار بمظهر القط ذي السبعة الأرواح ، وقبل الخامسة أُشيع موته ثم أتى بمقابلة كانت أهدافها محددة مسبقاً ، وبهذا يفهم البعض لمصلحة من مات الزعيم ! ؛ إنَّ حالات التتبع المنطقي لحوادث موته المتداعية بين الحين والآخر ، قد أضحت محل ( شكٍّ ) بين أوساط الجماهير العريضة ، عندما لا تُستخدم تكتيكاتٍ مُغايرة ، وهذا الموت بين الفينة والأخرى يجري تسريبه بشكلٍ خاطئ وعبر أُناسٍ خاطِئين ، ولو كانوا يسكنون ضفَّةً مقابلة ( مُعادين لتوجُّهه ).. ! .
إن هذا يُبدي حالةً من الارتباك في وسط هذا الفريق الاعلامي المُدَرَّب ، على إدارة الأزمات في الأوقات الصعبة والمُتخصِّصٌ في هذا الشَّأن والذي يُبذِخ الزعيم عليه ملايينه ، وحيث يعتقدون أنهم يستقلُّون كل شاردةٍ وواردة لصالحهم ، ولا يُسمح لدخول أحدٍ على الخط أبداً ، ويعتقدون - أيضاً - أنهم يجب أن يزعجوا العالم بمرضه أو عدمه بتعازيه أو بتهانيه يقول باختصار ( أنا هنا لكم بالمرصاد ) ، ونحن هنا لا ننتقص من أعمال هذا الفريق وذكائه ، ولكن الاستخدام المُفرط للذكاء أو حتى كثرة العمل يظهر أشياء لم تظهر في أيام العمل الاعتيادية ، وهذه التكتيكات المستخدمة لأشياء لا نحتاج لاستخدامها في مثل هكذا مواضع هشَّة ، حيث أنها تنبش الإستخدام الذكي والموظف لحوادث سابقة وبطريقةٍ مؤطرةٍ وذكية .
كتلك الحادثة التي حدثت في النَّهدين مثلاً ، حيث - بهكذا توظيفاتٍ سلبية - تُنسف هذه الحادثة كلياً ، وتشكك في من له الخلفية الحقيقية وراء استخدام تلك الحادثة ، وتوظيفها كلِعبةٍ سياسيةٍ توظف توظيفاً حقيقياً وتُستَثمر استثماراً أذكى ، حيث يتم زرع كل عناصر الواقعية فيها من قتلٍ وتدميرٍ أيضاً ذكي ، واستثمار ذلك يدخل في ابتزاز بعض الأطراف على المدى الطويل وإن بتوريط أطرافٍ معادية أخرى ، ضمن اللعبة التي تستخدم أطرافاً وشخوصاً حقيقية يتم اختراقهم وفق منهجية واضحة ، للسيطرة عليهم ضمن ما يسمى بقدرة ( التأطير والاحتواء ) ، العقلية الكبرى تحتوي العقلية الأصغر منها ، بحيث لا تستطيع العقلية الصغرى التمييز بينما هو لمصلحتها وما هو ليس لمصلحتها ، مما يجعلها تنجرُّ مُذعنةً ، لمَ تم التَّخطيط له مُسبقاً من شدَّة الضَّغط عليها ، أو حتَّى ارتباكها أو سطحيَّتها في التَّفكير ، فتحقق بهذا الأهداف المطلوبة التي يُساعد في المستقبل على ابتزازها بجرجرتها الى المحاكم ، ولذا نسي الطرف الأصغر أنَّ العاطفة أو الهشاشة في الفكر لا تصمد أمام دهاء السياسة بل تسقط فوراً .