شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
عباس السفياني

رسالة آلم ودماء الى العام الجديد

السبت 04 يناير 2014 12:23 صباحاً

عام آخر مر على وطني الجنوب، أفرغ حقائبه المثقلات بالآلم والمآساة ، بشجونه الحزينة المثقلة بالبكاء، وقع إمضاءه بالدماء المضرجة بالساحات ،بالشوارع،بالاحياء السكنية ،في البيوت المهدمة على رؤؤس ساكنيها،بلاشلاء المتناثرة على قارعة الطريق، لملم أشياءه الملطخة بالدماء، المعطرة برائحة ألبارود ، جمع ذكرياته المؤلمة شد رحاله على نغمات الدبابات وايقاع قذائفها،يخطو برفق على اضوء ملونة تلعلع من فوهات مدافع دبابات الاحتلال
اليمني بعد ان اشتد الظلام المخيم على بلادي الجنوب ،وقف والدماء تنزف من حقائبة ،بقع الدماء
ارتسمت على الطريق التي مر بها، مر على كل بقاع الجنوب المحتل ،جبلآ جبلآ وأديان وسهول حتى صار على ابواب عام جديد ،وقف هزيلآ مثقلآ بمآساة شعب ،سلم الرآية المنكسة ،سلم حقائبة بكلما فيها من امتعة ملونة ببقع الدم معطرة برائحة البارود،
وكإن العام يترحل بمافية للعودة مرة اخرى على وطني الجنوب المحتل .
عام 2013 لم يغادرنا بل إرتحل ليعود بارقام  مختلفة ،إستوطن الوجدان، ترك فينا نار الثورة تعلو إلى فضاء المجد شمسا تضيء نهارآ تحلم بها الأجيال. زرع في جوارحنا عشقا يلد الإصرار والتحدي والصمود. فرش فضاءاتنا رؤى حقيقية تطارد الأوهام، تقتلع أشواكها الهمجية ليزهر فيخرج من رحم ثراه الوطن الموعودة به الأجيال مجنحا بالحرية.
عام 2013 شد رحاله لا يبتغي الرحيل إلى غياهب الماضي في ذاكرة كل انسان جنوبي  يحفر على جدرانها اسم شهيد.ينحت في ساحاتهاأسم بطولة. يرسم على آفاقها لوحة مجد وفخر. يلون جدرانها إصرارا على عبور المستحيل، يقيم في ميادينها أعراسا للذكرى ويقدم قربانا للحرية.
لا تموت الأعوام ولا الأيام الجنوبية. ، تتوج جبين الجنوب بغار التمرد على الاحتلال والطغاة، قد تتساقط بعض أوراقها حينا في خريف طالت أيامه ولياليه، لكنها تظل تحلم بربيع ،تحلم بمطر أخضر ينساب عليها مدرارا يهبها القدرة على التحدي والحياة. لا تموت قبل أن تأذن بطلوع شمس يوم جديد تتلالا خيوطها الذهبية لتضيء روح تنير الحياة لأجيال لم تولد بعد تروي لهم ملحمة العشق بين الإنسان وتراب الوطن ملونة بالدم، معطرة بنسائم الحرية، مسافرة في فضاء الإنعتاق والمجد.لا تموت الأعوام والأيام الجنوبية وإن كان الإنسان والوطن، مكبلين بالقهر المغمس بغرورشهوة الإستحواذ على حقهما في الحياة الكريمة والوجود . وإذا ما عدها الانسان الجنوبي فلأنه يطويها انتظارا لفجر لا يرى إلا نور الإنبعاث الأخير والحرية والاستقلال.
ها هو العام الجديد عام 2014 يطل على وطني الجنوب وهو يرضخ تحت الاحتلال اليمني يستبيح الارض والعرض فيها وعلى مرئ ومسمع من العالم
يرتكب المجزة تلو الاخرى والعرب والمسلمين الذين
نحن جزاء منهم  يغمضان عيونهم عما يجري فيها.
لقد رحل عام 2013م الذي لايمكن ان اسمية الا بعام الحزن ونزيف الدم الجنوبي حيث حصد من ابناء الجنوب اكثر من 180شهيدآ كان للاطفال والنساء نصيب الاسد من هؤلا الشهداء.
رحل عام 2013م الذي كانت بدايتة مجزرة في العاصمة عدن في ساحة خور مكسر في 21فبراير راح ضحيتها اكثر من 24شهيد وجميعهم تم قتلهم برصاص جنود الاحتلال اليمني ومليشياتة الارهابية المتطرفة ..كما اختتم ايامة بمجزرة اخركانت بطريقة بشعة حيث اقدم الاحتلال اليمني على قصف بالدبابات على مخيم عزاء في منطقة سناح  محافظة الضالع في يوم الجمعة الموافق27/12/2013م راح ضحية هذاء القصف الهمجي 24شهيد اغلبهم من الاطفال وعشرات الجرحى..
لم يرحل باحداثة ولكنة رحل بارقامة فاحداثة لازالت مستمر على الجنوب من اول دقيقة لدخول العام الجديد2014م والجنوب يتعرض لابشع الجرائم واعنف القصف الذي لايفرق بين مسكن ومدرسة وشارع وسوق وبمختلف انواع الاسلحة من قبل الاحتلال اليمني ومليشياتة الامتطرفة والصمت المميت من قبل العرب والمسلمين مستمر لم يتغير بتغير العام ..
لقد كنا نآمل من العام الجديد ان ياتي بتغيرات ومواقف جديدة تزيح الظلام الموحش على الجنوب
وتفتح في جدار الصمت نافذة امل تحرك المياة الراكدة التي اضحلت في مواقف المجتمع الدولي والاقليمي المخزية تجاة مايتعرض له الجنوب من حرب ابادة وجرائم ضد الانسانية لم يشاهد لها مثيل حتى في فلسطين التي لم اجد وجة للمقارنة بينها
وبين وطني الجنوب فائذا قارنا اجرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين خلال 2013م وما يرتكبة الاحتلال اليمني من جرائم في الجنوب العربي المحتل لوجدنا الفرق شاسع ففي فلسطين كان عدد الشهدا خلال العام12شهيدآ اما في الجنوب المحتل
فكان العدد مضاعف حيث بلغ اكثر من183شهيدآ
والاعداد في تزايد لتدهور حالة عدد من الجرحى
الذين دخل عليهم عام2014م وهم في العناية المركزة.
وطني الساكن في وجدان الانسان الجنوبي، وذات الإنسان المسكون بالوطن، وما زال عشاق الوطن يدخلون في محرابه أفواجا يرتلون له أنشودة يروي نزيفها عطش الحرية لعل العام القادم يولد من رحم الحرية، ولعل رحم الحرية يلد أعواما وأعواما للوطن لا تعرف إلا لون الحرية، ولا تتفيأ إلا ظلالها.ونحن أيا كنا جنوبنا ومهما كانت قساوة المحتل ومهما كان صمت وتخاذل الامم لم ولن نفقد الأمل بالحرية والتحرر واستعادة وطننا المسلوب. لم نفقد الامل بإن الربيع العربي الذي انطلق من هنا ما زال حلما، وأما ما يحلو للبعض بتسميته ربيعا فهو والحق يقال ان ازهارة لم تتفتح في اي من البلدان التي حل بها وما زالت غارقة في بحور الفوضى السياسية والأمنية، تحصد المزيد من الآلام والضحايا والعذابات. رحل ولم يرحل بل ترحل عام الدم على وطني الجنوب محملا من رقم الى رقم اخر وكل اوجاعة ومآسية تعصف بكلما تجد امامها الارض والعرض وحتى الطفولة والحرمات ..اغتالوك ياوطنى ، اغتالو الطفوله ، قتلو الاطفال ، أن ﻧﺴﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ  نحن ﻟﻦ ننساهم .صور الاطفال الابرياء وطفولتهم المشرقة المخضبة بالبارود والملونة بالدما لن تبرح عقولنا
واذهاننا..
رحل العام او ترحل الى مابعدة ونحن صامدون على ارضنا نعاني الويلات نكابد الالم من قبل الاحتلال اليمني ومليشياتة المتطرفة ومع هذا صامودون وبكل اصرار على هذة البقعة الجغرافية من هذا الكوكب الموحش ولن نرحل منه لاننا لسنا ضيوفا علية، فهو لنا، وقد كنا قبلكم ايها المحتل بملايين السنين، لقد تعايشتم مع كافة الحيوانات والكائنات بطريقة ما، بينما مارستم أسوأ انواع الاحتقار والارهاب تجاهنا! فكيف سننسى ابادتكم المستمرة لنا وعدم احترامكم لوجودنا البشري على هذة الارض..ولم تتركوا املاكنا وحياتنا وحقنا في العيش والحياة.
مهما ترحل عام2013م الان اننا صامدون واملين ببصيص ضواء اوشعاع خافت ينطلق من اي بقعة محيطة بنا تساعدنا على صناعة الامل لتضيء طريق الحرية الموحش والمليئ بجلاوزة الاحتلال ومجرمية.
عام ترحل وسوف تتاي اعوام اخرى على وطني الجنوب ونحن صامدون بكل اصرار وتحدي وكبريا باننا
لن نرحل من ارضنا ومستمرين في ثورتنا حتى تسطع شمس الحرية لتعم كل الجنوب من المهرة الى باب المندب ويزهار ربيعنا ازهارآ ملونة ينتشر عبقها فواحنا برائحة الحرية في كل ارجائة.