شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
هائل المذابي

تداعيات فتاوى التكفير في اليمن

الأحد 29 ديسمبر 2013 10:05 مساءً

اليمن مجتمع تختلط فيه السياسة بالدّين، وحالياً يُعَدّ دور السُلطة نائباً عن الإله (أي ثيوقراطية، سواء حَكَم رجال دين مباشرة، أو اتّخذت الدولة مؤسّسة دينيّة)، وفي مجتمع ما زال يسوده العنف الدينيّ، يُصبح رأي التكفير بمثابة إطلاق رصاصة قد تقتل أو تشلّ المستهدَف، ورُبّما ينجو إن كان محظوظاً، وهذا ما يسمى علمياً " اغتيال الشخصية "وقد تُطلَق الرصاصة مِن طرف سياسيّ أو أهليّ أو كليهما، وقد تتطوّر الرصاصة إلى قنبلة عنقوديّة تطول المستهدَف وعائلته وجماعته ومَن يُعتبر أنّه على شاكلته، والتاريخ اليمني مليء بهذا وضحاياه كثر فمنهم من نجا ومنهم من ناله الأذى ....

تكفير الأدباء

ظهرت قبل اسابيع جماعة متشددة تطلق على نفسها "جماعة التوحيد " كفرّت الكاتب أحمد عبد الله الصوفي  بسبب روايته الصادرة مؤخراً " مأساة ابليس " التي اتهم فيها بالخروج على الأفكار والمعتقدات الإسلامية ..

وفي العام 2000م الصحفي سمير اليوسفي اتهم بالردة إثر إعادة نشر صحيفة الثقافية رواية «صنعاء مدينة مفتوحة» للراحل محمد عبد الولي، ورأوا فيها تعدياً على الذات الإلهية. كذلك الروائي وجدي الأهدل الذي نالته فتوى التكفير في التسعينات إثر نشر روايته " قوارب جبلية " وفر بسبب تحليل دمه إلى خارج البلاد ..

الشاعر والروائي عبد الكريم الرازحي اصدرت بحقه فتوى تكفيرية واتهمته ذات الجماعة بالتجديف بحق الذات الإلهية وأباحوا دمه.

شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح، صدرت ضده أكثر من فتوى تكفيرية كان اولها بسبب قصيدة في كتابه ( بسيف الثائر علي ابن الفضل )في الثمانينات، وآخرها في العام 2004م من قبل جماعة متطرفة بتعز، بُعيد اختتام مؤتمر "حوار الحضارات" الذي دعا فيه المقالح الى تعزيز الحوار الثقافي والحضاري ونشر قيم التفاهم والتسامح وإشاعة ثقافة السلام ورفض ثقافتي العنف والتكفير.

الشاعر والروائي علي المقري تعرض للتكفير في العام 1997م إثر نشره بحثاً عن الخمر والنبيذ في الإسلام- وجاء تكفيره الثاني في العام 2007م من على منبر خطبة الجمعة وعلى لسان ناصر الشيباني وزير الأوقاف الأسبق.

تكفير المفكر والسياسي

وفي البرلمان وتحت قبّته تم تكفير الصحفي  نبيل سيف الكميم وهدد بسحب الجنسية اليمنية منه لأسباب فكرية  ، و في العام 2008.تعرض «أحمد سيف حاشد» لهجمة شرسة تحت قبة البرلمان بذريعة نشر صحيفة المستقلة التي يرأسها مواضيع  عن مخاطر العادة السرية لدى الفتيات.

وفي العام  2007م كفر الكاتب احمد الحبيشي وطاقم صحيفة 14 اكتوبر الذي يرأس تحريرها بسبب نشر الصحيفة مقالا للمفكر الاسلامي احمد صبحي منصور رد فيه على كتاب ايمن الظواهري (فرسان تحت بيارق النبي).. وفي العام 2008 م تجدد تكفير الصحيفة وهيئة تحريرها بسبب موقف الصحيفة الداعم لمهرجان عدن الغنائي الذي أحيته الفنانة أصالة نصري.

كذلك المفكر والمحلل السياسي عبدالجبار سعد تم تكفيره على اثر كتاباته وانتقاداته لحزب الاصلاح وكان ضمن قائمة المكفرين التي اصدرها متشددون أوائل العام 2003م

الشهيد جار الله عمر الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني اغتيل في  ديسمبر 2002م، على يد متطرف امتداداً لفتاوى 1994م التي كفرت قيادات الحزب وأباحت دماء أبناء الجنوب.

الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي، تم تكفيره عندما كُفرت قيادات الحزب الاشتراكي، ثم في عام 2003م من قبل رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، وتكررت للمرة الثالثة أواخر 2012، من قبل عضو كتلة الإصلاح البرلمانية عارف الصبري، والكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور ابو بكر السقاف تعرض لهجمة تكفيرية شرسة عندما أعلن صرخته في وجه ما يتعرض له أبناء المحافظات الجنوبية أثناء وبعد حرب 94م .

تكفير الفكر النسائي

عام 1999م الصحفية والأكاديمية الراحلة الدكتورة رؤوفة حسن كُفرت بعد تنظيم مركز الدراسات النسوية الذي كانت ترأسه مؤتمراً حول الجندر أواخر القرن الماضي.

كما طال ذلك الإرهاب الصحفية والناشطة  بشرى المقطري التي تم تكفيرها بسبب مقال لها عن مسيرة الحياة الراجلة من تعز إلى صنعاء ..

أيضاً تعرضت الصحفية سامية الاغبري للتكفير بسبب كلمة القتها  في مهرجان الذكرى العاشرة لاستشهاد جار الله عمر انتقدت فيها بعض قيادات التجمع اليمني للإصلاح .

تكفير " الفيس بوك "

أتهم القاضي علي علي السعيدي بالردة وطالبت النيابة العامة بإعدامه والتفريق بينه وزوجته وفصله من الوظيفة العامة بسبب نشره لأفكاره على الـ"فيسبوك".

كما تعرض الصحفي والكاتب فكري قاسم  أحد الأربعة الذين شملتهم فتوى تكفير ووقع عليها الزنداني والديلمي على خلفية كتاباتهم في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

أول المكفرين

كُفر الكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور حمود العودي بسبب اصداره كتاب (المدخل الاجتماعي في دراسة التاريخ والتراث العربي والاسلامي) ووجهت له احدى عشرة تهمة من واقع الكتاب ليكون حينها أول المكفرين في اليمن وتعرض لأشهر محاكمة في التاريخ الحديث لليمن نهاية الثمانينات قضت بإعدامه وفر حينها هاربا إلى عدن.