شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
عباس السفياني

مجزرة الضالع مآساة شعب وخذلان آمة

الأحد 29 ديسمبر 2013 10:02 مساءً

من الضالع بوابة الجنوب الغربية تداعى ابنائها لتلبية نداء الواجب .نداء الوطن نداء التحرير،النداء القادم من الشرق من حضرموت فهبت الضالع في الهبة الشعبية التي اعلنتها قبائل حضرموت فخرجت في 20ديسمبر في مظاهرات حاشدة في المديرية لاسقاط نقاط الاحتلال اليمني الامنية واسقاط مبانيها الحكومية ورفع علم الجنوب على سطوحها وطمس كلما يمس بصلة للمحتل اليمني من شعارات ولافتات واستبدالها بشعارات ولافتات جنوبية ..فكانت بدايتها من راس نقيل الربض حيث تم في ليلة 20ديسمبر اسقاط نقطة  النقيل واسر كل الجنوب الذين كانوا متمركزين بها ورفع علم الجنوب عليها وبسط سيطرة ابناء الضالع عليها..وبعداسقاط نقطة نقيل الربض قام الاحتلال اليمني باخلاء نقطة مفرق الجمرك واعادة الجنود الذين كانوا يسيطرون عليها الى معسكر الامن المركزي في تراجع واضح امام اصرار وصمود ابنا الضالع..
ومع بداية انطلاق الهبةالشعبيةاستطاع المتظاهرون السلميون رفع اعلام الجنوب على كل المرافق الحكومية والامنية في مديرية الضالع ومراكزها لم يتبقى الا مبنى المحافظة الكائن في منطقة سناح الحدودية مع العربية اليمنية تم تحديد موعد اسقاطة لرفع علم الجنوب علية فهب ابنا الضالع من كل حدب وصوب الى الضالع يوم الاحد22/ديسمبر 2013م
فانطلقت المظاهرة الحاشدة من الضالع باتجاة سناح لاسقاط مبنى المحافظة وعند وصول المتظاهرين الى ساحة مبنى المحافظة باشرهم حراسات المبنى بالرصاص الحي من مختلف انواع الاسلحة فسقط شهيد وسبعة وعشرين جريح من التظاهرين وتم تفريق المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي واسعاف الجرحى الى مستشفيات الضالع ..
استمرت المظاهرات السلمية في الضالع تماشيآ وتجابآ للهبة الشعبية التي اعلنتها قبائل حضرموت طيلة ايام الاسبوع الاول من الهبة وحتى يوم الجمعة
الموافق 27/12/2013م وبينما كان ابناء الضالع
يآبنوا الشهيد فهمي محمد قاسم في مخيم عزاء
في مدرسة سناح بعد صلاة الجمعة حيث انطلق المشاركون الى مخيم العزاء لتقديم واجب العزاء لاسرة الشهيد فهمي بحضور قيادة الحراك في مقدمة صفوف المشاركين لتقديم واجب العزاء لاسرة الشهيد ومع قرب اكتمال الحضور في المخيم يتفاجى الحاضرين بحمم تتفجر على رؤؤسهم واجسادهم ،،حمم تدميرية تدك جدار وساحة المدرسة المزدحم بالمشاركين يتطاير شررها في المكان.حمم من قذائف الدبابات تطلقها دبابات الاحتلال اليمني المتواجدة بجوار مبنى المحافظة ..فاختلط الحزن بالموت واختلط الدم بالتراب وفتات الاسمنت الساقطة من جدران المدرسة بالاشلاء وتعطر المكان برائحة الاشلاء المحترقة والممزقة في ساحة المدرسة،فسالت الدماء لتختلط برائحة البارود الاسود فتلون المكان باللون الاحمر المائل الى السواد فغطت المكان سحابة داكنة مخلوط برائحة الدم والاشلاء المحترقة ..توقفت اصوات الانفجارات في ارجاء المكان المزدحم بالحاضرين واخرصت اصوات الميكرفونات بعد ان علت عليها اصوات الانفجارات بداء المكان بالانكشاف تدريجيآيظهر المشاركون من الاطفال والشباب والشيوخ  جثث متفحمة ،اشلاء متناثرة،اطفال في احضان ابائهم وايديهم ملتفة على بعضهم من هول ماسقط عليهم من حمم واخرى على بعضها البعض تغطيها الدماء واشلائها متناثرة.
طلعت انات الجرحى واهات الجرحى والمكلومين حتى طغت على المكان بعد ان خيم الصمت على المكان بضعة دقائق..فانصدم من تبقى على قيد الحياة سقطوا صرعى من هول المآساة ..ومن شدة الالم وقوة الانفجارات التي هزت المنطقة .
 تداعى ابناء المنطقة الذين تاخروا عن الحضور الى مخيم العزاء الى المكان لتسقطهم المناظر المآساوية
صرعى فمنهم من اغمي علية ومنهم من فقد اعصابة فانهار نفسيآ مما ادى الى هول المآسات فصار القوم صرعى في بحيرة من الدماء المخلوط بالبارود والاشلاء،، فتداعى سكان  القرى المجاورة بعد سماعهم اصوات الانفجارات وصعود الدخان الاسود المخلوط من المدرسة لمعرفة ماحصل  الا ان مرتكب المجزرة وقف حاجز منيع منع وصولهم الى المكان حيث اطلق عليهم رصاص رشاشاتة من كل مكان في عملية منظمة ومخطط لها مسبقآ ..
هرعت سيارات الاسعاف وسيارات خاصة للمشاركة في اسعاف من تبقى من الجرحى ونقل جثث الشهداء الى المستشفيات باصرار وصمود تجاوزوا رصاص المجرم حتى وصلوا الى المدرسة فينصدم بعضهم بهول المآساة وصار بحاجة الى مسعف ليسعفة ..فانتقل خبر المآساة بسرعة البرق الى كل مناطق الضالع فهب الناس بسياراتهم الى المكان للمشاركة في اسعاف الجرحى ..
قناة عدن لايف وبسرعة الصوت نقلت الصورة من باب مستشفى النصر الذي تداعى الية ابناء الضالع للمشاركة في الاسعاف والتبرع بالدم فكانت الصورة مؤلمة جدآ حيث اعادة الى اذهاننا مجزرة صبراء وشاتيلاء ومجزرة قانا واستشهاد الطفل محمد الدرة الذي اغتالة الاحتلال الاسرائيلي في حضن والدة فانتجت مجزرة سناح صورة مطابقة له حيث سقط الطفل شجاع فارس صالح شهيدآ في حضن والدة الشهيد فارس صالح باختلاف الاداة المستخدمة في عملية الاغتيال ففي فلسطين تم اغتيال الطفل محمد الدرة برصاص الرشاش الافئن الذي يتسلح فية الجندي الاسرائيلي اما الشهيد شجأع فارس صالح  فقد سقط مع والدة بقذائف الدبابات وهو في حضنة في صورة تقشعر منها الابدان ..
خيم الحزن والالم والذهول والفاجعة على ابناء الضالع والجنوب بشكل عام من هول ماشاهدوا من صور ومقاطع فيديوا نشرتها قناة عدن لايف والمواقع الالكترونية الجنوبية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي ،،جريمة ابادة جماعية للمدنيين الامنيين
يرتكبها الاحتلال اليمني تضاف الى جرائمة التي ارتكبها خلال عشرين عام من احتلاله للجنوب..مآساة
انسانية يتجرع مرارتها شعب الجنوب في ضل صمت عربي واقليمي ودولي مخزي اشبة بموت الضمير والانسانية في اجسادهم .
ابادة جماعية غلب على شهدائها اطفال وشيوخ..
مجزرة موحشة ومآساة شعب يقابلها خذلان امة
صمت المسلمين ،صمت العرب والعجم ،،صمتت الامم
ومنظمات حقوق الانسان العربية والدولية فلم تحرك ساكنآ.صمتت وسائل اعلامية .
صمتت  فضائيات اتنتجت افلام في استيديوهاتها عن ثورات في سوريا ومصر ليس لها وجود على الواقع.فضائيات تنتج افلام لمجازر ضد الانسانية ليس لها وجود على الواقع وتعلن عن اعداد لقتلى وهم احياء يرزقون..فضائيات اختفت وصمتت عن مجزرة حقيقية ارتكبها الاحتلال اليمني في الضالع منطقة سناح حين قصف مخيم عزاء بقذائف الدبابات.
مجزرة مرعبة لاتحتاج الى امكانيات ولا تحتاج الى ممثلين وكمبارس ..مجزرة تحتاج فقط الى المهنية الى الاخلاق والضمير الانساني ..تحتاج الىالمصداقية
في نقلها الى المشاهد فقط.
مجزرة ساهم فيها من صمت من الامم والشعوب والاعلام والوسائل الاعلامية .