شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
علي البخيتي

"ياسين عليك" يا ياسين...ليبقى الجنوب موحداً

الثلاثاء 24 ديسمبر 2013 02:18 مساءً

وحوش مدمرة, ذئاب مُعمرة, لا يجد الموت اليهم سبيلا, وكأن الله غافلاٌ عنهم, يختبرهم؟ أم يختبرنا؟ نعم... تذكرت, فقد قال لنا..غيروا أنفسكم أولاً.
 تركناهم ولم يتركونا, قبلنا بهم ولم يقبلوا بنا, حصناهم ولم يُحصنوا أنفسهم وأيديهم من دمائِنا وأموالنا, مصممين على مواصلة العبث بالوطن وبالإنسان, أوجدوا جرحاً و شرخاً مجتمعياً بين الشعب في الشمال والجنوب, لم يكن موجوداً حتى في زمن التشطير, قتلوا الوحدة في النفوس وفي القلوب وفي العقول ايضاً, جعلوها غنيمة, اغتنوا هم,  وأفقروا المواطن شمالاً وجنوباً, نقلوا البراميل الى إلى النفوس, لينصبوا براميل نفطهم في كل الحقول.
أوجدوا جرحاً داخل الشمال, فتناً طائفية, حروباً مذهبية, جماعات جهادية, قواعد عدة ومتخصصة, اغتيالات, انفجارات, رمي خبطات, وصلوا حتى الى المُستشفيات.
 رُحماك يارب, عفوك, مغفرتك, أين قَدَرُك؟ أين عزرائيلك؟ يزورنا و يتركهم! يحوم حولنا ولا يقربهم! حتى العَين مصروفة عنهم! ..عين ..تطال بقرة عجوز في الريف, أو ناقة شايب في الصحراء, أو عنزة طفل يرعى الغنم, حتى المرض يحتالون عليه, أكباد جديدة اذا تليفت أكبادهم, قلوب مستوردة اذا تلفت قلوبهم, الهند جاهزة لتوفير قطع الغيار لأجسادهم, ومستشفيات أسيادهم جاهزة لاستقبالهم لينفخوا فيهم الروح من جديد ولو اصيبوا بقنابل نووية, عليك برؤوسهم يا رب قبل أن يتمكن النصراني من تبديل الرؤوس, مهلاً!! دع رؤوسهم تتبدل برؤوس من الهند, فقد يصبح أحدهم غاندي.
"ياسين" على ياسين, احفظه يا رب, وحده الباقي من الزمن الجميل, زمن جار الله والجاوي, زمن عبدالفتاح والشعبي, يصيح وحيداً بين الذئاب, بين شركاء الحروب, بين مُدمري الشعوب, بُح صوته, قلت حيلته, أحدهم يقُسم أيماناً مغلظة أن ياسين باع مثلهم, ويطلب الكتاب المقدس ليحلف عليه! مهلاً يا هذا...لقد اقسمتم في 94م على جثث الأطفال والنساء بحُجة "التَتَرس", زاعمين حلال قتلهم, تستعجلون دخولهم الجنة, لتبقوا أنتم وأبنائكم في الدنيا تأكلون الرمان, لا مشكلة لديكم ستُقسمون فوق الكتاب, فقد اقسمتم فوق رؤوس العباد.
اجتمعوا خفية, واتفقوا, طلبوا البقية ليشهدوا زوراً على فضيحتهم, باغتوهم قائلين: سَنَقسم الضُرة نصفين, وباقي الجسد أربعة, وسنعلن ذلك في نشرة التاسعة, صاحت البقرة : لن تجدوا حليباً اذا فعلتموها, ستجدون دماءً, قالت الذئاب "إما الحليب كاملاً واما الدماء وتجارة الحروب".
ما دخلهم في الجنوب ليُقسموه, ما صفتهم فيه  ليذبحوه, يرفضون ان يكون اقليماً واحداً بعذر الحفاظ على الوحدة, لكنهم يسعون ليكون اقليمين, ليصنعوا صراعات جنوبية جنوبية, يقتاتون عليها, ويكونوا هم الحَكم فيها, يمولون هذا وذاك حتى يُنهِكوهم, ليعودوا جميعاً لهم صاغرين.
لا يُريدون جنوباً موحداً, نموذجه قد يُحرجهم اذا نهض, وقد يكون ملجأ لمن هرب, منارة كما كان للعرب, لا يريدون شمالاً موحداً أيضاً, يسعون للأقلمة, على معايير مصالحهم, المذهبية والطائفية والمناطقية... طبعاً, لتكثر الصراعات والفتن التي يقتاتون عليها ويحكمون بها.
انقل معركتك يا "ياسينُ" الى الشارع, التحم بالجماهير و بالرأي العام, بالشعب وبالنخبة تُغير الأقدار.
لم يعد الشعب بسيط ينتظر الرب ليخوض صراعاته, ويدافع عن مصالحه, لم يعد مُخدراً بدينهم وفتاوى علمائهم الذين جعلوه افيوناً, قائلين للمواطن :تحمل وان جُلد ظهرك ونُهب مالك, تحمل لتدخل الجنة, تحمل, وجاهد, لتصعد روحك سريعاً الى ربها وجنتها, ستلقى أنت بنات الحور, ونحن نواصل حفر القبور.