حـــوار الانــبـطــاح
تبدو الآن فقط مؤشرات نجاح مؤتمر الحوار ضئيلة جدا عكس ما كان يروج له قبيل وفور انطلاقه على اعتبار أن مؤتمر الحوار سيحل مشاكل البلد، لكن اليوم ومن ألمسلم به أدركنا تماما ومع مرور ألوقت أن نتيجة هذا ألمؤتمر محسومة سلفا والقاعة ستكتفي بالتصويت عليها فحسب، أنسحب بن علي و بقي مكاوي يتحدث هو وفريقه المنشقون باسم الجنوب الذي يرفض الاعتراف بالحوار وشرعيته.
خلال الأسبوع الماضي التقيت بشخصية سياسية كبيرة بصنعاء صدمت عندما أخبرني بما يحاك ضد الجنوب في هذا ألمؤتمر شاهدت ألغبن والقهر ألذي بلغ بهذا الرجل مبلغه وهو يخبرني بأن أي من الأحزاب ألمشاركة بالحوار لم يقدم روية بخصوص الجنوب عدا تلك الكلمات ألتي تلقى بالميكرفونات وأمام عدسات الكاميرا مفرغة من أية مشاريع حقيقية.
أستطاع هادي خلال الفترة الماضية أقناع الغرب بضرورة الحفاظ على الوحدة وحسم معهم هذا الأمر تماما وباتت قناعة الرجل أكثر من غيره بتقسيم اليمن لخمسه أقاليم أثنين في الجنوب مع ضم إليهم محافظات من الشمال وثلاثة أقاليم تضم بقية محافظات الشمال، ضاربا بكل المشاريع ألتي قدمت من بعض ألمكونات الجنوبية سوا روية الحزب الاشتراكي ألذي طرح حل الإقليمين أو ألتي قدمت من قبل مكون الحراك الجنوبي ألتي كانت أكثر زخما وقوة في بادئ ألأمر و المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية ثم تلاشت بغضون أيام بعد موافقة مكون الحراك على الإقليمين.
لم يستطع بن علي أدارة دفه الحوار وقيادة فريقه كما وصف بأنه لا يمتلك مهارة في السير قدما بمبادرته إذ وأفق وفريقه على ألأقلمة وهو من الأشخاص الذين يوصفون بالمحاور اللحظي هات وخذ الأمر ألذي شجع جنرالات وقوى الفيد بقلب الطاولة على رؤوس المكون الجنوبي ذو٨٥ عضوا وتمكن هادي من شق ألصف ألجنوبي واختراقه بسرعة فائقة عبر شراء الكثير منهم بالتعيينات وأسال لعابهم بالمال والسيارات ومثله فعل صالح وعلي محسن فلم يعد بمقدور ألكثير من هولا وللأسف سو الانبطاح أمام أغرات هادي ورفاقه . بن علي ومن بقي معه من فريقه أدركوا.
جيدا بأنهم وقعوا في فخ لكنهم أيضا والحق يقال سرعان ما أعلنوا انسحابهم من هذه الهزلية مدركين بأن ألحل جاهز لكن ألمحزن حقا أن نصف المكون الجنوبي مازال يواصل مسلسل الانبطاح لا الحوار مع علمهم يقينا بأن الحوار يسير كما رسمه هادي والقوى المتحالفة معه بطريق ألأقلمة ألخماسية الذي كان يفترض به كرئيس أن يدع ألمتحاورين يمضون في طريق رسم معالم الدولة الجديدة بدلا من استباق عجلة الحوار وإقناع الغرب بتقسيم البلد لخمسه أقاليم وكأن لا دور لحوار يذكر عدا الصياح بداخل القاعات وتحسين المستوى المعيشي ، فالأجدى لبقية المكون ألجنوبي أن يحاور باسمه لا باسم شعب الجنوب وقضيته ألتي يجري حاليا وبخطى حثيثة طمس هوية وحدود دولة الجنوب وإذابة تاريخه بعلم هولا في الوقت ألذي يحتشد فيه ملايين الجنوبيين لمطلب استعادة دولتهم.
اليوم فقط على شعب الجنوب إن يدرك جيدا بأنه مثلما كانت هناك بصمات واضحة لمن شارك في احتلال دولته هم جنوبيون فهاهم اليوم أيضا جنوبيون يسعون لتمزيق وطمس دولة الجنوب وأذابتها في أقاليم بعيدة عن حدود دولة الجنوب .
فهل سيرحم التاريخ المنبطحون أمام أغرات المادة لأجل طمس هوية الدولة كما فعل الآخرون في صيف٩٤ ..