فقة التمـديد
لا أعتقد أن هناك مبررا" سياسيا" أو عسكري لمرحلة انتقالية في حياة الأمم الثائرة .ربما لا أقول ذلك جزافا" فلكل قاعدة معطياتها وطبيعتها ,وطبيعة المرحلة الانتقالية أنها يلفها الكثير من الغموض بسبب تبعات الوضع الجديدومخلفات الصراع مع الوضع السابق وهي في الوقت ذاته مرحلة اختلاف ميزان القوى في أي مجتمع وذلك بسبب انهيار المنظومة السابقة بعد ها تطفو إلى السطح قوى وفئات وجماهير جديدة كما أنها بطبيعتها مرحلة مشحونة أيضا" بسبب الجو المعبأ بالشك تارة والتشكيك تارة آخري . وتتصف أيضا" بالقلق السياسي والاضطراب الأمني من جهة والتذبذب والانفعالات من جهة أخرى .
فبمجرد ماتدق طبول الانعتاق والارتهان حتى تتفجر الأمراض الاجتماعية والأوبئة النفسية المجتمعية التي ربما تركتها مراحل الحكم التسلطية .
واليمن من أكثر البلدان العربية تجربة لمثل هذه المراحل منذ قيام ثورة 26سبتمبر والثورات والصراعات المتعاقبة شمالا" وجنوبا" حتى يومنا هذا
ومن تلك الثورات والصراعات جاء ما يسمى اليوم ( التمديد )للقوى الحاكمة وقد يأتي تارة بصبغة قبلية وأخرى عسكرية أو دينية على الأرجح , معللين ذلك بفقه المرحلة .وكل ما مرت مرحلة تمديد لعنة أختها وقد تأتي اللعنات ربما من صاحب ( فقه المرحلة نفسه )وفي يقيني أن القوى الثورية والسياسية والعسكرية والقبلية , لازالت تعيش تحت مؤثر فقه المرحلة أو التمديد إن صح التعبير
فلا فرق عندي في التسمية فجميعها وجهان لرئيس واحد تشرع له إن يحكم ماشاء الله له أن يحكم . ولكي نترك الحديث لأصحاب الفقه , لا يسعني ألا إني أقول : ( أن الحديث عن الفقه السياسي لا يزال متأخرا" بمراحل كثيرة )
والله المستعان