خارطة بلون الألم
أعادوا تثاؤبهم بعد التلاشي ذات ليل كئيب، أماطوا قبحهم فتداعوا ومضوا نحو ديجورهم الأسود حيث اعتادوا نشأتهم المتهرئة، الظلمة تحيط بهم ويتوسط بهو الديجور صنم هزيمتهم (آلهتهم) المعبودة، كان الصنم ملفوفة ساقيه بقطعة ورق متهرئة تكاد تتناثر حروفها المزعومة على أنها آلهة النصر، وعلى اصفراره وهمهم شرعوا ينتجون خديعة أخرى.. بيعة أخرى، انكمشوا على نظرياتهم الملعونة فتأججوا وشرعوا يفتشون بين دهاليز تاريخهم الموبوء بالفاجعة.. الدهشة عن لحظات فشلهم الأولى التي جسدوها كملاحم لا تنتهي، ثم تمددوا على مشروع اللعنة، ضحكوا.. لعبوا.. ألقوا خطب التسابق نحو جلادهم الأزلي، بحثوا في أحشاء الليالي المتعبة عن بقاياهم المتناثرة وفي طريقهم حملوا المخدوعين إلى ركبهم المفضوح ومضوا يرشفون من كاس اللعنة عصير احمر لا يعرفون سوى ما بمزاعمهم أنها خمرتهم المفضلة، لم يدركوا أن للدم ذات الطعم وذات الاستهتار، ذات الألم، حملوا فضيحتهم (بيعتهم) نحو اندثارهم وبلا ثمن عرضوا كل ما أجادوا به في سوق لا يرتادها سواهم منذ أقبية لا يدركونها، عصفروا نكبتهم من جديد وفي ذات الديجور الذي يحتويهم وآلهتهم، مسخوا قذارتهم في هيئة أجساد صغيرة متناثرة ثم استغلوا لحظات الصمت في الليالي البلهاء ونثروها في جميع الأرجاء.. قيل أنها شفاعتهم في ذات ضربة قادمة، وقد حلت الضربة لكنهم باتوا في ديجورهم يحتشون بلاهتهم، قال قائل أنهم باتوا يرقصون على إيقاع قذارتهم.. لعنتهم، وأقرت ملامحهم أنهم سجدوا في ذات مقبرة على بلوغ جرائمهم ألفيتها، وفي حين استمر مسلسل سفك الدم في خارج القبو المطمور بعفنهم، ظلوا يرشفون ذات اللون، يصنعون وهمهم، تفدرلهم، أقاليم، تقاسم، تشضي، وعلى وهلة منهم تجبلت مؤامرتهم ووجدوا أنفسهم يعيشون ذات التسلق.. ذات الحقارة.. ذات التردي.. ونفس المقت، لكنهم ورغم انتشائهم لم يدركوا أن ثمة من يجيد فك طلاسم لعنتهم، وان الدم المسفوك لن يدعهم بسلام.