أي مخرجات خارج نطاق استعادة الدولة هي حرب جديدة فوق الحروب الدائرة
هناك بدأ يتشكل في الأُفق الإعداد لحرباً جديدة تحاك ضد شعب الجنوب العربي وهذا ما كان متوقعاً وليس مفاجئً لنا في ارض حضرموت الكبرى إذ حذرنا من ذلك في وقتاً مبكر قبل أن يتم الإعداد لمؤتمر الحوار اليمني وأثناء تدشين أعماله وبينا تحفظنا على كل المثالب الذي سوف ينتجها هذا المؤتمر المرعي دولياً والذي ليس فيه ما يتحدث صراحة عن جوهر الصراع في الجهوية اليمانية وأسباب هذا الصراع والذي يجب أن تصوب كل الجهود المبذولة دولياً ومحلياً وأممياً لمعالجته وليس ما هو ظاهراً تكتيكياً أرادت صنعاء أن تجعل منه جوهراً لتشتيت الأنظار والبصيرة عن حقائقه ولكن للأسف الشديد لم يكن هناك من خيراً لدى كل القوى الدولية والأممية خاصة لتستمع من خلاله للجنوبيين في الثورة السلمية الشعبية
(الحراك الوطني الجنوبي ) وعوضاً على ذلك قامت هذه القوى بخلق المعاذير في غير محل تحت ذرائع شتى , وفي نهاية المطاف كان تشجيع صنعاء الماضية في الاستنساخ والتفريخ الذي تقوم به داخل المنظومة الجنوبية فاضحاً وواضحاً وجليء من قبل الدول الراعية الدولية وممثلو المنظمة الأممية ضناً منهم أنهم جميعاً سوف يفرضون على شعب الجنوب العربي أمراً واقعاً يبدد أحلامه وينهي ثورته ويفرغها من مضامينها وفي اقلها يضعف قرارها ويجعلها في زنزانة الجبروت الدولي بوجه صنعاء القبيح والمتعارف عليه .
لقد حذرنا مراراً وتكراراً أن كل الأدوات التي أفرزتهااستراتيجية شرق وغرب السويس بين الشرق والغرب بعيد الحرب العالمية الثانية لم تعد صالحة في هذا الضرف الجديد من عمر شعبنا الجنوب العربي ويجب أن تتغير فيما يخصنا نحن شعب الجنوب ارض حضرموت الكبرى إذ لا ولم نقبل أن نكون مع صنعاء في مربعاً واحد وبكل صراحة ووضوح كما أننا نطمح في فتح أفاقا جديدة تتواكب مع المرحلة التاريخية التي تمر بها البشرية كافة ومنظوماتها الدولية ترتقي لتحقيق السلام في منطقتنا والتنمية والازدهار وخلق وئاماً حقيقياً بين شعبنا في الجنوب العربي وكل الجيوغرافيا والجيوسياسية في المحيط .
أن مخرجات كل ما يعمل في صنعاء ينذر بأخطار كبيرة ليس على الجنوب لوحدة بل على المنطقة كافة إذ نعتبره نحن في الجنوب العربي المحتل من قبل صنعاء ورعاية المجتمع الدولي لها يعد بمثابة إعلان حرباً جديدة على الجنوب مفادها وأد مقاومته السلمية والتي إن حدث ذلك عبر هذه المخرجات التي لا تلبي حق شعب الجنوب في استعادة دولته التي سيطرة عليها صنعاء بحرباً ظالمةأمام مرأ ومسمع العالم كله دون أن يحرك ساكناً وأحتل شعباً حراً وأرضاً حرة وخيارات تكفلها كل الشرائع السماوية بما فيها النظم الدولية ومع هذا ثار شعب الجنوب كله ثورة سلمية شعبية مكفول حقها في كل النظم الدولية كما هو مكفولاً للشرائع السماوية ويصم العالم أذنيه عن الحق ويغمض عينيه عن الجرائم التي ترتكب في حق شعب الجنوب كل يوماً تشرق فيه شمس النهار سوف يكون بعد كل هذا ليس وأداً للثورة السلمية بل التحول للكفاح المسلح ولن يكون على صنعاء فقط هذا التحول بل سوف يشمل كل شيء دولي وغير دولي فلسنا على قارعة الطريق نستجدي بل نحن شعباً وجد على الخارطة منذ السبعة آلاف عام وقد عاصر حضارات كثيرة غابت شمسها ولا زالت شمسنا مشرقة ولن تغيب إذ نحن لدينا الإرادة لقلب المعادلة عندما نريد ذلك .
وتفرض علينا خيارات لا تلبي مطامحنا وتحاول أن تُصهين عن استحقاقات عادلة من المفترض الدفع بها دون أي مساومة إذ هي في صالح كل الأبعاد وليس لشعب الجنوب العربي وحده .
26/نوفمبر/2013م
كاتب سياسي وباحث في قضايا التاريخ ..