شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
علي القحوم

مخاطر الاعلام الموجه وانتهاج سياسة الكذب والتظليل

الثلاثاء 19 نوفمبر 2013 11:34 مساءً

المعروف عن الإعلام أنه رسالة مقدسة تقدمها المنابر الإعلامية بكل صدق وحيادية لكن في اليمن نرى إعلاما موجّها يستهدف من يعارضه أو يخالفه في الرأي .. فهو بذلك يسعى لاستهداف الرافضين للتدخلات الأمريكية والسعودية بشكل واضح وعلني .. فتارة يخترع الخزعبلات ويروي القصص الخيالية والوهمية ويروجها في منابره الإعلامية ويقدمها للشعب اليمني بأنها حقيقة .. وتارة أخرى يتحدث عن إيران وتدخلاتها في اليمن والذي في الأصل لا وجود لهذا التدخل فلو نقارن بما يقوم به السفير الأمريكي والسفير الإيراني في اليمن .. لنرى فارقا كبيرا بأن الأول يتحرك في اليمن ويلتقي بكل أطياف الشعب اليمني ويتدخل في كل مفاصل الدولة بل الذي يتابع أخبار السفير الأمريكي يجد انه الحاكم الفعلي لليمن ..

أما السفير الإيراني الذي لا اعتقد أن أي مواطن يعرف هذا السفير والذي لا يلتقي بأحد وكأنه لا يوجد سفيرا لإيران في اليمن .. فلماذا بالله نصدق مثل هذه الترهات الأباطيل ؟ ..
ندرك جميعا أن الحكومة اليمنية وأبواقها الإعلامية ومنابر حزب الإصلاح الإعلامية يسعون لإلقاء الاتهامات وكيل الأكاذيب على أبناء الشعب اليمني من يرفضون التدخلات الأمريكية بكل إشكالها لكي يغطوا على عمالتهم الواضحة فهم يدقون على الوتر الأمريكي والسعودي وهي إيران .. وهم بذلك يغطوا على فسادهم وإجرامهم ويشرعنوا لأنفسهم أن يقمعوا الشعب ويقتلون أبنائه تحت مبررات وذرائع ودعايات كاذبة وتظليلية ..
فما حصل في المحافظات الشمالية من ظلم وتجبر وقمع وقتل واقتراف جرائم ومجازر يندى لها الجبين من الأطفال والنساء وتدمير المنازل والمدارس والمزارع طيلة ست سنوات من حروب عدوانية وغير مبررة سوى حربا بالوكالة .. وفي ظل صمت دولي وإعلامي رهيب بل سارعت العصابة الإجرامية في النظام اليمني إلى تحويل الإعلام الرسمي والحزبي بان يتناول الأكاذيب والخزعبلات والترهات التي حشدوها على أبناء المناطق الشمالية .. لكي تشرعن الحروب الست ويضلل الرأي العالمي والمحلي فأصبح الإعلام في تلك المرحلة إعلام موجّه فسوقوا الأكاذيب واستهدفوا الحوثيين بذرائع واهية منها سياسية ومنها طائفية لما من شأنه الخلط بين الأوراق وتكون الحروب الست طائفية ومذهبية وسياسية وعنصرية ومناطقية فهذا هو حال النظام اليمني وإعلامه مروج الأكاذيب والفتن ..
فتارة يريدون إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء والإمامة وتارة أخرى بأنهم يتبعون إيران وحزب الله وروا فض وجاروديين وأثنى عشريين ومتمردين وغيرها من التسميات والذرائع التي كان يستخدمها النظام الظالم والعميل خلال الحروب الست .. كما أن حزب الإصلاح شارك في هذه الحروب والذي هو جزء لا يتجزء من النظام الظالم والعميل بشقيه السياسي والعسكري والقبلي ومنابره الإعلامية هي أيضا شاركت في الحملة الدعائية على الحوثيين ..
فمؤسسة الشموع كان لها الدور الأبرز في تزوير الأخبار وقلب الحقائق وتشويه الحوثيين وتلفيق القصص والروايات الكاذبة ضدهم .. فلو نجمع كل أعداد الصحف الصادرة من مؤسسة الشموع منذ أول وهلة للحرب الأولى إلى اليوم لنرى الكثير من القصص والأكاذيب .. والافتراءات التي تلاشت واثبت للشعب اليمني أنها كلها كانت حملات وإعلام موجّه يخدم تلك العصابة المجرمة والعميلة فهم بذلك استهدفوا الحوثيين سياسيا وإعلاميا وعسكريا واقتصاديا واستخدموا كل الأساليب والطرق المختلفة في كل المجالات .. وكذلك شاركوا في حرب الجنوب 94م واستخدموا نفس الأسلوب والسياسية الشيطانية التي انتهجها النظام الظالم والعميل طيلة 33عاما من الظلم والتجبر والقمع والتسلط ..
 وفي ظل الثورة الشعبية يستهدف الحوثيين من جديد من نفس الجهات التي أشعلت الحروب الست فهم بذلك يستهدفون من قبل ومن بعد .. من قبل الإعلام الموجّه والكاذب الذي لا يمثل إلا النبرة الإعلامية المتشنجة التي تثير النعرات الطائفية والمناطقية وتسوق الأكاذيب .. والافتراءات بدون حياء أهم شيء أن تشوه صورة الحوثيين أمام المجتمع اليمني والرأي العالمي بأي طريقة كانت وأي أسلوب كان حتى لو وصل بهم الحال إلى تأليف قصص وأخبار غير واقعية .. كالذي تردد في صحيفة الأهالي التابعة لحزب الإصلاح عن تقارب بين قائد الحرس الجمهوري والحوثيين .. وكذلك إرسال ضباط من الحرس إلى صعدة للتدريب الحوثيين فهذا نموذج من الكذب المصطنع والمفبرك فلا يتسع المقام لشرح الكثير من أكاذيبهم وقصصهم الوهمية والزائفة ..
فمن العجيب أن أصبح حزب الإصلاح بإعلامه وكوادره التي شاركت النظام طيلة 33عاما في حالة هوس وجنون الكرسي فهم سيضحون بالشعب ومقدراته على أن يمسكوا مقاليد الحكم في البلاد .. فالارتهان للأمريكان عندهم طبيعي وبشكل علني ويلتقوا بالأمريكيين ويتلقون الدعم منهم ومن النظام السعودي بشكل علني .. ففتحوا الباب بمصراعيه للتدخلات الأمريكية والسعودية في اليمن ففرضت أمريكا هيمنتها على البلد ونهبت خيراته ومقدراته وكثفت في نشاط استخباراتها وتحركات سفيرها المريبة وتحليق طائراتها الاستطلاعية وطائرات بلا طيار .. فهذا كله عادي ولا يحق لا حد أن يتحدث به لأنه طبيعي أهم شيء إيران وتدخلاتها في اليمن .. فالاجتماع الذي عقد في الفرقة بحضور سفراء الدول الاتحاد الأوروبي وسفير أمريكا والسفير السعودي وبحضور اللواء المجرم علي محسن الأحمر وبعض القيادات العسكرية والشخصيات السياسية من يمثلون الجناح السياسي والعسكري للحزب الإصلاح لكي يبحثوا طرق الحد من النشاط الإيراني .. وكيفية الخروج من الساحات الثورية وإخلائها ..
هنا نتساءل أين الإعلام الحر الذي ينقل الحقيقة ويفضح هؤلاء العملاء ومؤامراتهم التي يحيكونها على أبناء الشعب اليمني الذي خرج إلى ساحات الحرية يهتف بصوت الحرية .. والخلاص من نظام ظالم وعميل ظل يمارس سياسية القمع والتسلط وثقافة الكذب والعمالة والتدجين والتهيئة للمحتل بل وصل بهم الحال أن يشعلوا فتيل الحروب تلبية للمستعمر الخارجي ليقتل ويسفك دماء اليمنيين .. ويعيث في الأرض الفساد خدمتا للأمريكيين فالشعب اليمني قد ذاق مرارة الظلم والعمالة والقتل وهتف الشعب يريد إسقاط النظام وتقديم المجرمين والقتلة إلى المحاكم الشعبية لينالوا جزائهم  وما اقترفته أياديهم طيلة 33عاما ..
وبالتالي نرى كثيرا ما يتردد على منابر الإعلام الموجّه في صحفه وقنواته ومواقعه الإخبارية انه ليش ما يشكل الحوثيين حزب سياسي وينخرط في العملية السياسية ويترك السلاح جانبا وهم بهذا ليسوا حريصين على إشراك الحوثيين في العملية السياسية .. هنا نقول لهم لماذا لم تقولوا هذا الشيء قبل أن تشنوا ستة حروب ظالمة وغير مبررة أليس كان من المناسب هذا ؟؟
أما وقد شاركتم النظام في الحروب الست ودمرتوا البيوت والمزارع والمدارس والبنى التحتية والطرقات وحولتوا المناطق الشمالية إلى ثكنات عسكرية .. وأصبحت مدن مدمرة وقتلتم الآلاف من أبنائها وارتكبتم المجازر وسمحتم للنظام السعودي أن يدخل في الحرب السادسة وكذلك الطيران الأمريكي والخبراء الأمريكيون العسكريون الذين شاركوا في الحرب السادسة ..
فكيف تريدون من أبناء المناطق الشمالية أن يشكلوا حزبا سياسيا وهناك الكثير من الملفات الشائكة التي خلفتها الحروب .. وهي إلى الآن لم تحل ولم تعالج فالواقع أن هؤلاء المؤدلجين الذين يسخرون إعلامهم في تشويه الحوثيين أن يبتعدوا عن المناورات السياسية والإعلامية وان يدركوا أن الأمور لن تبقى كما يتصورون فان الله بيده كل شيء وبيده المتغيرات ..
فلا بد أن نساءل هذه الأطراف التي لطالما ظلمت أبناء المناطق الشمالية وخاضت ضدهم حروبا بالوكالة لماذا لا تسعون في حل كل ما افسدتوه ؟ وتسارعون في معالجة كلما اقترفته أياديكم الإجرامية والظالمة ؟؟
ومن هذا كله يريدون أن يقدموا الحوثيين عبر إعلامهم وحملاتهم المنظمة بان الحوثيين جماعة مسلحة لا مشروع لديها ولا هدف من شأنه تضليل المجتمع اليمني والرأي العالمي بمثل هذه الخزعبلات وكيل الاتهامات والأكاذيب .. فهم لم يكتفوا بشن الحملات الدعائية والمشاركة الفعلية في الحروب الست نراهم اليوم يقومون بنفس الأسلوب في ظل الثورة الشعبية .. لكن الواقع خلاف ذلك كله بتصرفات النظام بشقية وسياسته العقيمة والحمقاء وعمالته الواضحة للأمريكان جعلت أبناء المناطق الشمالية يحملون السلاح للدفاع عن أنفسهم .. والآن تحملونهم مالا يطيقوه فقد ظلمتموهم ست سنوات سواء على المستوى الإعلامي والسياسي والعسكري ..
حيث جعلتم محافظة صعدة معزولة وبعيدة عن العالم لكي تمارسوا وحشيتكم وظلمكم وتقترفون المجازر دون أن يعلم العالم بمأساة ومعانات أبناء هذه المحافظات .. والآن ومع الثورة الشعبية تحاولون أن تسوقوا بعض الأباطيل والأكاذيب المصطنعة لكي تحققوا مكاسب سياسية .. وتستمرون في الحكم حتى ولو خرج الشعب اليمني يثور ضدكم ويطالب برحيلكم فهذه سياستكم المكشوفة والمعروفة فان حاولتوا أن تفككوا المكونات الثورية سواء في الجنوب أو في الشمال .. وكذلك في الساحات لكي تفشلوا الثورة وتحولون دون نجاحها باختلاقكم أكاذيب وتشغيل أبواقكم الإعلامية لبث الفرقة بين أوساط المجتمع اليمني الثأر ..
فهل تريد هذه الأطراف والأحزاب أن تعيد الكرة من جديد وتدخل اليمن في دوامه ومستنقع الصراعات والحروب والمؤامرات الأمريكية والسعودية وان تكون مسرحا لهذه المؤامرات ؟؟
ألا يكفيهم 33عاما أجرموا وقتلوا وتحالفوا مع الشيطان الأكبر واستهدفوا الأحرار في هذا الوطن بكل والوسائل الشرعية وغير الشرعية ؟؟
أليس للشعب اليمني حق أن يعيش في حرية وخارج الوصاية الأمريكية السعودية وان يبني دولته المدنية التي لطالما حلم بها ؟؟