آنـس الـقـاضـي
الحب في زمن الحرب والربح
الاثنين 18 نوفمبر 2013 10:14 مساءً
{وحدها هُدى رأت فينا شيء يستحق الحياة }
لاشيء غير التوجس ما يربطنا ببلاد الشمال ،تراثنا مصابٌ بعقده ريح الشمال ،وواقعنا مُصابٌ من جهة الشمال، تلك الصحراء لم تقدم لنا سوى الرجعية سوى جشع الربح الراسمالي سوى مسخ إله وهابي، سوى الكره والعنف والإرهاب ،يذهب صعاليكنا ليعودوا ملوكاً ومشائخ ليبتاعوا بنا وترابنا ، تلك الكروش النفطية تمتص أجمل وأثمن ما فينا شبابنا حضارتنا ووقودنا وحدودنا وجونا وأرضنا ،سيادتنا...تاريخ "آل سعود" -باختصار- هو مقدار الفجائع التي تلقاها هذه الشعب اليمني وهذه الأرض اليمنية ..
وحدها (هُدى) من الجوار البغيض جاءتنا وكلها حُب وحدها هُدى رأت فينا شيء يستحق الحياة ، ووحدها من نضرت إلينا بإنسانيتها التي تتجاوز الحدود ولم تستأذن كي تبادلنا العاطفة . لو لم تؤمن بإنسانيتنا التي نسيناها نحن لم تطلب اللجوء الإنساني إلينا ،ونحن شعب جدير بأن يتذكر إنسانيته وأن يتحمل التزاماته لتوقيعه المعاهدة ..
حين صرخت :يا يمنيين أنا بوجيهكم يا يمنيين... لا نريد أن نقابلها بهذه القسوة ليعود الصدى :كالمستجير من الرمضاء بالنارِ ، هدى فتاة حجازية أحبت عرفات شاب يمني ، هربت من نظام بلادها الثيو قراطي من سلاله آل سعود الحاكمة بكل ما تعنيه من تخلف وتوحش وشرطه آداب وفصل عنصري وحيوانية مجتمعية ،لتنعم بالهدوء والحب ولتؤسس كوخ صغير في بلد تخلص من هذه الأشكال البدائية للدولة وأصبح "الجمهورية اليمنية " دفاعاً عن الجمهورية التي أرادت أن تنتمي لها هدى يجب أن ندافع عنها.. قد لا نملك ذاك المال الذي تستثمره خيام النفط بالمشيويات والسهرات وسبقاقات الهجن لكنا نملك ما هو أثمن من ذالك نملك الموقف الإنساني الحضاري المدني قيمه التعايش هذه القيمة التي لجأت إليها هدى تاركة مملكةً تطفوا مظلمةً في النفط .
قد تكون هدى محك ثوري من نظر الشارع السعودي الذي يكاد ينفجر من هذا النظام ،فكيف سيقارنون بين بلد جمهوري ديمقراطي وبلد ملكي ديكتاتوري ! وما الفرق ؟ كيف سينظر إلينا المجتمع الخليجي حين نتخلى عن هدى ، كيف سيفسر يمن ما بعد الثورة ، إن القينا بها إلى حظيرتهم الآن ، نخشى أن نُصيبهم بيأس ثوري .
هدى إنها فرصتنا الأخيرة لندافع عن إنسانيتنا وجمهوريتنا وديمقراطيتنا وثوريتنا وحريتنا وكل تلك الأشياء الجميلة التي ندعيها ونحلم أن نكونها يوما.