شركة عدن للأمن والسلامة

  

متفرقات
اقرا ايضا

الطاعون الاسود كان احد الاسباب في اسقاط هيمنة الكنيسة واندحار الفكر الديني اللاهوتي في اوروبا

عدن اليوم - ندى | الثلاثاء 12 نوفمبر 2013 11:42 صباحاً

البحث في اسباب النهضة الاوروبية لم يتوقف ولن يتوقف ومع ان هناك اجماع على العناصر الرئيسية وهي الاكتشافات الجغرافية وما تسببت به من ثراء على طبقة التجار ونزوعهم اثر ذلك لتقليص سلطة الكنيسة والاقطاع
الا ان هناك نظريات طروحت أن الدمار الذي تسبب به الموت الأسود (مرض الطاعون ) في فلورنسا، والذي أصاب أوروبا بين عامي 1348 و 1350 كان سبباً في تحول نظرة الإيطاليين للعالم من حولهم في القرن الرابع عشر. ومن ثم نظرة الاوروبين عموما نحو الكنيسة والدين واللاهوت .
حيث بدأ الناس يشككوا بالكنيسة وباللاهوت الذان عجزا عن مواجهة الطاعن الذي فتك بملايين البشر .
فق ضرب الطاعون إيطاليا بالذات بشكل شديد، وقيل أن الألفة مع الموت جعلت المفكرين يتأملون أكثر بحياتهم على هذه الأرض بدلاً من الحياة الآخرة والروحانية.

فوباء الموت الأسود أصاب جميع أنحاء أوروبا، وقد نُقل الطاعون عن طريق البراغيث على السفن الشراعية العائدة من موانئ آسيا، وكان ينتشر بسرعة كان عدد سكان إنجلترا آنذاك حوالي 4.2 مليون نسمة، قتل منهم 1.4 مليون شخص بسبب الطاعون . انخفض عدد السكان في فلورنسا إلى النصف تقريباً في عام 1347. وكنتيجة لهذا الانخفاض في عدد السكان، فقد ازدادت قيمة الطبقة العاملة، وأيضاً جاء العامة ليحظوا بحرية أكبر. ولسد الحاجة المتزايدة إلى العمل، فقد سافر العاملون بحثاً عن المكان الأفضل من الناحية الاقتصادية.

كان للانخفاض السكاني بسبب الطاعون بعض العواقب الاقتصادية: انخفضت أسعار المواد الغذائية، وانخفضت قيمة الأراضي بنسبة 30٪ إلى 40٪ في معظم أنحاء أوروبا بين 1350 و 1400.
كما واجه ملاك الأراضي خسارة كبيرة، ولكن بالنسبة للرجال والنساء العاديين، فقد كانت تلك مفاجئة سارّة. لم يجد الناجون من الطاعون فقط أسعار الغذاء منخفضة، بل وجدوا أيضا العديد من الأراضي المتاحة، والغالبية منهم كان قد ورثها من أقاربه الذين ماتوا.
كان انتشار المرض أكثر بكثير في مناطق الفقر. دمرت الأوبئة المدن، وخاصة الأطفال، كما انتشر الطاعون بسهولة عن طريق القمل، ومياه الشرب غير صحية، والجيوش، وقلة النظافة. كان الأطفال أكبر المتضررين لأن أمراضا مثل التيفوس والزهري كانت تهاجم جهاز المناعة لديهم، وتجعلهم غير قادرين على مقاومة الأمراض. الأطفال في مساكن المدينة تأثروا من انتشار المرض أكثر من الأطفال الأثرياء.
تسبب الطاعون باضطرابات في البنية السياسية والاجتماعية لفلورنسا أكثر مما تسببته الأوبئة اللاحقة. على الرغم من العدد الكبير للضحايا الذين لاقوا حتفهم من الطبقة الحاكمة، إلا أن حكومة فلورانسا استمرت في العمل طيلة هذه المدة. عُلقت الاجتماعات الرسمية للممثلين المنتخبين في ذروة الوباء نظراً لظروف الفوضى في المدينة، ولكن تم تعيين مجموعة صغيرة من المسؤولين لتسيير شؤون المدينة والتي تضمن استمرارية الحكومة.

كان لهذه الموجة العاتية من الموت الاسود حيث كانت الجثث مكدسة في الطرقات وعلى ابواب المنازل اثرا كبيرا في نفوس الايطاليين حين رأو الكنيسة عاجزة عن انقاذ ارواحهم وارواح اطفالهم فبدوا اولا بالملامة ثم بالتندر والازدراء ثم باتهامها بالعجز والكذب .. وانتهت باحتقار الكنيسة والكهان معا .. وظهرت تاليا اعمال فنية وادبية تعبر عن حالة التذمر الشديد من الكهنة والكنيسة ومع انها قمعت بشدة الا انها غرست الذكرى بالوجدان وكانت بمثابة ميزان الحساب للكنيسة
الى ان اصبح هدف الخلاص من الكنيسة وتسلط الكهان مطلبا علنيا وعاما هوت عروش الكنيسة بعد ذلك على اعقابها .