شركة عدن للأمن والسلامة

  

أخبار
اقرا ايضا

نعمان: الحزب الاشتراكي لن يتخلى عن مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة

عدن اليوم/متابعات | الثلاثاء 12 نوفمبر 2013 12:36 صباحاً

تحدث الامين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان في محاضرة له قدمها خلال ندوة سياسية نظمتها الامانة العامة للحزب أمس الاول تدشينا لفعاليات التحضير لعقد المجلس الوطني الحزبي المقرر عقده نهاية فبراير الجاري.

وعندما يتحدث الدكتور ياسين لا يتحدث بصفته السياسي وحسب لكن تجد نفسك أمام ياسين المثقف والاديب والمفكر السياسي، الذي يزيح من خلال حديثة الكثير من الغشاوة والغموض الذي يكتنف المشهد الوطني اليوم.

ففي الندوة التي كانت عن التطورات السياسية الراهنة في البلاد وينشر "الاشتراكي نت" نصها تحدث الدكتور ياسين عن مجمل القضايا الوطنية وتعقيدات المشهد السياسي وعن وضع الحزب الحالي في مكاشفة اتسمت بالشفافية والدقة في التشخيص للأوضاع على الصعيد الوطني والاوضاع الحزبية الداخلية التي يتوجب على الحزب اصلاحها من خلال عقد المجلس الوطني الحزبي والانطلاق بعدها للمؤتمر العام السادس.

"نص محاضرة الدكتور ياسين"

نحن على مشارف مرحلة مهمة واستحقاقات وطنية وسياسية كبيرة تفرض علينا هذه المكاشفة لنعرف من نحن؟ واين نقف وماهي الاوضاع التي تتصدر الى داخل هذا الحزب؟ وايضاً ما يصدره الحزب الى البيئة التي يعمل فيها؟ .

انا سأحاول اركز على الوضع الحالي للحزب الاشتراكي اليمني ونحن نتجه معاً نحو المجلس الوطني.

والسؤال لماذا المجلس الوطني وليس المؤتمر السادس كما يتطلع البعض لماذا المجلس الوطني في ظل الوضع الحالي وهل هناك إمكانية لتأجيل هذا المجلس.. ماهي مهامه في اللحظة الراهنة؟ ولكن قبل هذا اريد ان اعود قليلا الى الوراء الى المرحلة التي كان فيها هذا الحزب محاصرا منذ 94م حتى الثورة الشبابية الشعبية السلمية والحراك في الجنوب ودور الحزب - اقول المتواضع - ولكن الدور الذي قام به الرفاق الحزبيون في مختلف ساحات العمل الثوري في الحراك في الجنوب، في العمل السياسي، في التضحيات التي قدمت، كلنا نعرف باختصار ان هذا الحزب منذ عام 94م كان محاصراً وهذا الكلام الذي نقوله ليس جديدا، فقد كان يراد لهذا الحزب في مرحلة معينة بعد ان انتهت الحرب، وبدأ فرقاء السلاح يقتسمون الغنيمة في اليمن، بدأوا يتحدثون عن مصير وضع الحزب الاشتراكي، كان من يرى انه لابد من اجتثاث هذا الحزب، واسدال الستار النهائي عليه وهي فرصة حصلت حرب ولن يستنكر أحد و..و..الخ، يغلق باليوم والتاريخ وبالأصح تاريخ الحركة الوطنية اليمنية بشكل عام، واخرون قالوا لا.. يبقى الحزب كشعار..كيافطة او كلوحة، لتؤكد ان هذا النظام الذي افرزته الحرب ديمقراطي وانه يفتح الطريق للجميع وان حربا حصلتن لكننا تسامحنا، هذه كانت طبعاً واحدة من القضايا التي نشأت بعد الحرب مباشرةً وفي الأخير قالوا: يبقى الحزب ولكن يحاصر ويبقى لافتة والوضع الذي سيعمل عليه اعضاؤه وضع الملاحقة والتشرد والانتقام ومحاولات الاختراق.. عموماً استقر هذا الوضع وكان يعتقد المنتصرون في حرب 94م انهم يستطيعوا أن يجتثوا هذا الحزب بالوسيلتين اما بالمصادرة واسدال الستار او بمحاصرته في يافطة.

ودعوني أقول كل الشكر والتقدير للرفاق الذين حملوا هذا الحزب في اصعب عمره.. واجهوا كل التحديات، ومن منطلق التضحيات القديمة، الوفاء لتضحيات الحركة الوطنية في هذا الحزب اشتغل الناس في ظروف صعبة، اشتغل رفاقنا في ظروف صعبة واكثر من 80% منهم لا زالوا الى اليوم في قيادة الحزب بالأمانة العامة، هؤلاء المناضلون انا اقول الذين تمتعوا بالصلابة، والوفاء لهذا الحزب هم الذين حملوا الحزب ومنهم من استشهد مثل جار الله عمر، ومنهم من يعاني كالرفيق مقبل وغيرهم من رفاق تلك المرحلة التي كانت تواجه اهم التحديات لكن ايضاً لا ننسى اعضاء الحزب الذين صمدوا في مختلف المواقع والمحافظات وتحملوا المطاردات والفصل التعسفي من اعمالهم، وتحملوا كل محاولات الاذلال على الصعيد الشخصي وعلى صعيد تاريخ هذا الحزب.

اذا من الوفاء لهؤلاء جميعاً نقول هم الذين حملوا هذا الحزب في تلك اللحظات التاريخية المهمة التي كان القابض فيها على موقفة السياسي والحزبي والمبدئي، كالقابض على جمر.. الى هؤلاء جميعا نتوجه بالشكر والتقدير والوفاء وعليهم ان يثقوا كل الثقة أن هذا الحزب بكل مكوناته، وأعضائه ومنتسبيه لن يكونوا الا اوفياء لكل هذه التضحيات، من هنا اعتقد ان هذا الحزب في اصعب الظروف واكثرها قساوة حمل جراحه وانتقل الى ميدان النضال السلمي السياسي ولا نريد شهادة من احد في هذا الموضوع يكفي ان هذا الصمود البطولي انتج هذه اللوحة التي رأيناها اليوم ورأيناها بالأمس ورأيناها في ساحات الحرية والتغيير في اطار الثورة الشبابية الشعبية السلمية، في اطار النضال السلمي للحراك السلمي في الجنوب، وفي كل ساحات التغيير، التي كان الحزب الاشتراكي اليمني في الصدارة.. - واقول في الصدارة بجدارة- من حمل هذه الراية ومشى.

اذا هذا الوضع حقيقة يضع امامنا أن هذا الحزب ليس حزباً طارئا، لكنه يتجذر بأصالة داخل المجتمع الذي خرج منه، لم يأت بقرار فوقي من أي سلطة سياسية، ولا بقرار من احد، ينتهي بمجرد خروج احد من القيادة او الشخص من السلطة، هذه أصالة تاريخية للحزب، والتي على المناضلين ان ينقلوها للشباب، هناك شباب يتدفق الى داخل الحزب ويتطلع اليه، لكن للأسف يصطدمون ودعونا نقول بوضوح بجزء من امراض الماضي، نحن عشنا مراحل طويلة، في كل المحطات التاريخية اللي عشناها كانت تفرز لنا تشكيلات مختلفة سواء وهذا الحزب في الحكم في جزء من الوطن، او وهو في السجون والمعتقلات، هذه المعادلة حقيقة وهذا الوضع لم يعشه حتى اليوم كثير من الشباب، الذين يتطلعون الى هذا الحزب كفكرة لا تختلط الفكرة مع الاشخاص، الا في حالة واحدة، عندما تصطدم الفكرة بالسلوك، بسلوك الافراد بسلوك الاشخاص بسلوك الرموز هنا تبرز المشكلة، وتبرز حالة الفجيعة او الصدمة عند كثير ممن يعتقدون أن هذا الحزب باستراتيجيته ولا اقول بتاريخه لان تاريخه مجهول لا زال حتى الان.. أنا أقول هذا اختلال موضعي لا يستطيعون ان يروا من الحزب الا "قمة جبل الثلج اللي فوق" لكن الجزء الاعظم من هذا الحزب لا زال حتى الان في الارض تحت، في البحر، ولذلك عندما يأتي اليوم الذي يستطيع فيه هذا الحزب ان يخرج بكل تاريخه وبكل تضحياته، اعتقد نستطيع في هذه الحالة ان نقول اننا قد استطعنا ان نظهر هذا الحزب للناس ومع ذلك حتى هذا الجزء البسيط اليوم يقدم جزءا من التاريخ ويجب ان لا نسلك أي سلوك مغاير او متناقض مع ما يحمله هذا الجيل من فكرة عن هذا الحزب وتضحياته..

دخل الحزب في غمار العملية الثورية، واشترك بفعالية في الحراك السلمي قدم تضحيات على صعيد الحراك السلمي في الجنوب وقدم التضحيات على صعيد الثورة الشبابية الشعبية السلمية، في ساحات التغيير عشنا ظروفا ندركها جميعا، كانت معقدة وصعبة وجاء الجميع الى ساحات التغيير وساحات الحرية وكل واحد يحمل رؤيته الاجتماعية والسياسية والفكرية و..و..الخ، ويريد ان يفرضها كشروط لهذه الثورة التي كان القاسم المشترك الاعظم بيننا جميعاً هو تغيير النظام.

الصدامات هذه الذي حصلت في الساحات، عدم القدرة على ادارة هذه الثورة بالشكل الذي يجسد التوافق والاختلاف لكن كان كثير ما يبرز الاختلاف كقاعدة اساسية لهذه القوى، وشهدنا المشكلات التي حصلت في ساحات التغيير و..و..الخ حتى جاء تجميع الثورة في ساحات بعيدة، وهذا التجميع كان للأسف واحدة من الاشكاليات الرئيسية التي وضعت أمام القوى السياسية التي حاولت في مرحلة معينة أن تنفصل جزئياً حتى لا يفرض عليها دولياً معادلات سياسية من نوع ما، لكن كان المقابل والذي كان يفترض ان يتحقق في اللحظة هو ان تتوحد الساحات تحت قيادة تنتجها الساحات. هذا لو كان نشأ كان ممكنا في هذه الحالة تكفي القوى السياسية مشقة او الشعور بالمجتمع الدولي بالتطابق ما بين القوى السياسية وساحات الثورة.

حاولنا في الساحات حقيقة وكل الشباب الذين عاشوا في هذه الساحات في تلك اللحظة التاريخية الهامة ما لم يستطيعوا ان يتفقوا على اللجنة التنظيمية وهذا أغرى النظام آنذاك بأن يبدأ خطته في تمزيق الثورة بوسائل مختلفة مثال ذلك تعز كما لاحظتم، عندما احرقت ساحة تعز لم ينطق المجتمع الدولي بكلمة واحدة، هذا حرض النظام ان ينتقل من ساحة تعز الى ساحة صنعاء الى بقية الساحات.. المجتمع الدولي كان قد شكل موقفا عاما البقاء في الساحات، لكن الخروج من هذه الساحات كان يعني فيما يعنيه التعدي على الطرف الاخر وبرز هذا في يوم 18 سبتمبر بشكل سافر للأسف من المجتمع الدولي عندما قتلوا في لحظة واحدة اكثر من سبعين شابا لا لشيء الا لانهم خرجوا من الساحة الى خارج جولة كنتاكي وعندما اتصلنا بالسفراء قال لنا احد السفراء يومها وهو السفير الامريكي قال باختصار هذا استفزاز، خروج الشباب من الساحات استفزاز، بمعنى ان ما حدث لهم يستحقوه، هذه المعادلة حقيقة كانت من اخطر المعادلات التي رست في لحظة معينة والتي كان يريد النظام ان يستخدمها وان يوظفها لصالح الاستمرار في الدولة، هذا الوضع اقول باختصار وضع القوى السياسية امام مفترق طرق الاول السلام والثاني الحرب.

اليوم عندما يقولون انه لا أدري من!.. سلم السلطة طواعية وبدأ الخطباء ودعوني أقول (الأبواق) في اكثر من مكان يتحدثون عن أنه سلم السلطة طواعية وجنبوا اليمن الحرب، كل تلك الدماء التي سالت في جمعة الكرامة الى محرقة تعز الى جولة كنتاكي الى القاع الى المدينة الرياضية الى مجلس الوزراء الى غيرها من الساحات الى المنصورة إلى حضرموت إلى كريتر، كل هذه الدماء لا يرونها، وكأنه لم يحصل أي شيء وكأنه كان (سمن على عسل).

جرت محاولات ومحاولات جادة لقمع هذه الساحات لقمع الثورة بقوة بعد تسليم ابين وشبوة للقاعدة، وخلط الاوراق، لوكان هذا النظام في وضع يشعر فيه بانه قادر على الحسم لحسمها، تماما..

لكن انا اعتقد فعلا أن العمل السياسي الذي قاده اللقاء المشترك في تلك اللحظات التاريخية الخالدة في غاية الاهمية للمحافظة على سلمية الثورة واخراجها من مأزق المواجهة والانحراف. اليوم واحد يقول: انتم تكلمتم عن الحروب وانكم جنبتم البلد الحروب فماذا يحصل في صعدة؟ أليست حروبا؟ وماذا سيحصل بعد ذلك؟.

أنا اعتقد أنا هذا سؤال مهم لأنه حتى الأن البلد بالرغم من كل ما تم ما زالت الدماء تسيل ما زالت الحروب مستمرة في اكثر من صعيد وتحت عناوين مختلفة تحت عناوين أخرى، لكن نحن نقول باختصار أننا في الحزب الاشتراكي، مع القوى السلمية الديمقراطية الاخرى لم يكن لنا مصلحة في تفجير حرب لان الحرب لن تخدم الا اصحاب السلاح، سواء كان معك او مع الطرف الآخر.

ولذلك نحن حقيقة في الحزب الاشتراكي كنا حريصين كل الحرص على ان نتجنب سيناريو الحرب، الثورات لا تنتصر بالحروب..اذا درسنا في التاريخ أن هناك حروبا انتصرت فيها الثورات.. لكن في الاخير انتكست قلنا نجرب هذه المرة الطريق السلمي الديمقراطي، ولكن كيف؟ في ظل هذه الاسلحة المشحونة ضد بعضنا البعض وكل واحد متمترس في طرف.

ومع ذلك الحزب الاشتراكي لم يسلم من الكلام من الطرفين قالوا الحزب الاشتراكي.. كانوا يكفرون بعضهم بعضا ويريد أن ينتقم لـ 94م يريدكم أن تتحاربوا.. يريد أن يصفي حسابات لا أدري مع من، ومع كذا، وصرحوا بهذا اكثر من مرة..

نحن كنا غارقين الى اعناقنا بالسلام حريصين على هذا الوضع بالثورة متهمين بأننا كنا نفجر حرب (لا لنا في البطة ولا لنا في السليط) ليس لنا علاقة إطلاقا بموضوع الحرب، نحن حمينا الثورة بالتأكيد على اهمية السير نحو السلام، عندما سوقنا فكرة السلام بمسؤولية وقفنا امام مسألتين، ما هو ثمن السلام؟ وما هو ثمن الحرب؟ في مقارنة بسيطة هو انه ثمن السلام هو جزء من الثورة، لكن السلام القائم على شرط رئيسي قامت عليه الثورة وهو التغيير، الحرب كان ممكن يكون ثمنها هو الثورة بشكل كامل، أيا كان الطرف المنتصر. اياً كان الطرف المنتصر كان ثمن الحرب هو الثورة والبلد بشكل كامل.

أخذنا نحن في الحزب الاشتراكي خيار السلام بالرغم من كل ما قاله البعض وخاصة من الذين ظلوا يناورون بموضوع الثورة ويستغلونها ويبحثون عن زعامات داخلها ويسوقون انفسهم في أكثر من مكان كزعماء للثورة من داخلها، نحن لم نسوق انفسنا كاشتراكي ولا مددنا ايدينا لأحد، ونتحدى ان يقول أي حد او أي دولة انها قدمت أي مساعدة داخل الحزب..

في واحد كاتب قبل ثلاث ايام يقول: قيادة الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين يعني يفاضل بين السعودية وايران، يعني من هذا العمل، الذي يريد في الحزب الاشتراكي عمداً ان يصطف لطرف ضد الطرف الذي هو ينتمي اليه، الحزب الاشتراكي لم ولن يصطف ولن يسمح له تاريخه السياسي ولا مناضلوه ولا شهداؤه ان يصطف مع أي طرف خارجي او داخلي، الا مع مشروعه السياسي والفكري... وعليهم ان يكشفوا عن منطق اخر..هذا المنطق لا يستطيعون ان يسوقونه داخل الحزب الاشتراكي، لا يستطيع أي حد من الاخوان ان يسوقه الا للتضليل وبالاستناد إلى ما يعتقدونه ان هذا الحزب الذي استطاع ان يخرج من كل الصعوبات، خلال المرحلة الماضية، من كل التحديات، ويقف على قدميه الان.. هم يريدون ان يصغروه بهذا الاسلوب، حتى بالفعل يعني يتساوى مع من مدوا ايديهم للخارج ومع من قاموا باصطفافات ..أي اصطفافات غير مبدئية لتمرير هذه القضية السياسية او تلك.

نحن نعتز بهذا الموقف وعلى حزبنا اقول بالرغم من كل حملات التضليل وكل حملات التشويه التي يمارسها البعض.. أن يعتز بهذا الموقف الذي حمله الحزب خلال الفترة الماضية حتى في ساحات التغيير كان البعض يأكلون والبعض الآخر ومنهم رفاقنا لا يجدون أكلا. ولا أحد يزايد علينا بهذا الموضوع.

ومحاولات التضليل التي يمارسها البعض في الوقت الحاضر، مردود عليها بكل قوة، ان كل التضحيات التي قدمت من هذا الحزب لا تجيز لأحد أياً كان، كل هذه محاولات التضليل انا اعتقد ان الهدف الرئيسي منها محاولة تصغير هذا الحزب في لحظة تاريخية معينة، عندما تحدى كل الصعوبات الماضية ووقف على قدميه في الحاضر لينظر للمستقبل، كل المعاناة.. لو ان أي حزب تعرض لما تعرض له الحزب الاشتراكي في كل هذه التحديات والصعوبات ومحاولات القمع والاذلال والاهانات وغيرها، يعني انا اعتقد انه كان قد انتهى، في جزء من التاريخ.

الحزب استطيع ان أقول اليوم أن يتجاوز كل محاولات الالتفاف التي أرادها البعض أن تكون ليس بقرار منهم لكن ارادوا ان تكون بقرار من الحزب نفسه، وأخطر حالات الالتفاف هي التي تأتي من داخل الحزب او الاحزاب نفسها، داخل المؤسسات نفسها ان يتخذ مثلا المنتصر قرارا بالمنع او الاجتثاث. هذا مفهوم.. لكن أن يصدر هذا القرار أو يأتي من داخل الحزب نفسه، لأسباب عديدة، المفصولون من العمل المطاردون المنهوبون، محاولات الإذلال محاولات القمع المستمرة المطاردات.. لم تنتج إلا حزبا صلبا وقويا بهذا الشكل الذي نراه اليوم ورأيناه بالأمس في كل ساحات التغيير والحرية.

ولاحظوا عندما خرجنا من المرحلة الاولى من الثورة، أول ما بدأوا بدأت حرب التكفير تظهر.. الفقرة الاولى.. (عادت حليمة لعادتها القديمة) قالوا هذا الحزب الاشتراكي الذي قلنا انه قد انتهى وقد دمرناه، ها هو يعود من جديد بمعادلة سياسية وطنية و..و..الخ، وآخرون قالوا هذا الحزب الذي مشاكلنا بمشروعه الوطني و...و..و..الخ، اذا لابد أن نخرجه من المعادلة الجنوبية كونه يبحث عن حل لمشكلة البلاد من داخل الوحدة.. اذا هو ليس ملتزما للقضية الجنوبية وضحى بالجنوب.. المجانين الذين في الجنوب يقولون ان الحزب ضحى بالقضية الجنوبية والمجانين الذين هم(فوق) يقولون هذا الحزب انفصالي..

نحن لم ندخل بالنسبة للجنوب في سوق الشعارات والمزايدات.. كانوا كلهم (يُجْذَبوا) ينظرون إلى الوضع في الجنوب كيف يتحرك بين الناس ومعاملات الاذلال والاهانة والجوع والفقر والتهميش والاقصاء.. وقالوا فرصة نستفيد من هذا الوضع لكي ننتج مشاريع رجولة جديدة.. وقالوا يا حزب اشتراكي لماذا لاتنخرط أنت في هذا الموضوع مع الناس وهل هناك فرق في الناس انك تعمل للبلاد، انظروا.. الذي يعتقد انه الفرصة مناسبة انه يذهب بالفعل في أي مشروع ويستفيد من معاناة الناس على بركة الله.. لكن هذا الحزب كمؤسسة لا يمكن ان يخطو أي خطوة غير مدروسة وغير مسئولة حتى لا يقولوا ما قالوه بعد تحقيق الوحدة وفشلها، ان هذا (الحزب الملعون ذهب بنا إلى جهنم)..

وبعد ذلك بالطريقة نفسها، وبالأسلوب ذاته فشلوا في خطة ضرب الحزب.. هذا الحزب رجع من جديد يريد أن يعمل لنا مشكلة في الجنوب... أذا يسيرون على بركة الله.. ويدعونا كمؤسسة ندرس خياراتنا التي تخدم الناس في الجنوب وتخدم الجنوب.. وتخدم الوطن اليمني بشكل عام.. وهذا خيارنا.. صمتنا على الشتيمة وعلى السب، وعلى كل المحاولات، صبرنا عليها في الفترة الماضية، سواء تلك التي كانت تأتي من بعض النخب في الجنوب او النخب التي تنظر للحزب الاشتراكي بنظرة توجس.. "أكييييد هذا الحزب الاشتراكي يلعب دورين.. يعني جزء منه موجود في الحراك.. وجزء منه هنا يتحاور معانا.." هذا كان المنطق الذي يتكلمون به..

إذا هذا الموجود الذي في الحراك من الذي دفعه الى أن يصبح هكذا؟ اليس حال الاقصاء والتهميش والتجويع وطرد الناس من اعمالهم... هذه المجموعة تسوق للوحدة؟!!

انا لا أسوق لوحدة في هذه الحالة.. أسوق له نظاما فاسدا، ونظاما مستبدا.. هناك فرق بين تسويق الوحدة وبين تسويق نظام فاسد ومستبد.. وكانت هذه هي المعادلة.. لأن المشكلة ان هذا النظام عام 94م ترك الوحدة هي التي تواجه الناس وهو يتخفى وراء دفته.. لم يستطع ان يوجد الدولة التي تتولى نيابة عن الوحدة مسئولية الفساد والاستبداد والافقار وغيره.. لكن الناس ستقول هذه لا.. ينبغي تسويق الوحدة بشكل صح.. لكن تريدني بيدي أن اسوق فسادك.. واستبدادك.. باسم الوحدة هذا ما لا نرضاه.

ولذلك دخلنا في تحالفات مع القوى السياسية وأعتقد أن هذه التحالفات كانت قادرة على ايجاد توازن سياسي من نوعٍ ما.. فيأتوا ليقولوا الحزب الاشتراكي رهن نفسة للإصلاح... هذي قصة جديدة.. أن الحزب الاشتراكي ما زال في كنف الاصلاح.. فهل أنت راض.. هل المشترك راض - وهم يستوعبون هذه الفكرة - هل انتم فرحون بهذا التسويق.. أن كل هذه القوى السياسية هي في كنف الاصلاح.. وللأسف يجري تسويق هذا الموضوع حتى للأسف داخل الحزب بين أعضائنا.

وفي ثقافة لا تنتج الا قطبين.. اما قطب علي عبدالله صالح واحمد علي او قطب علي محسن.. وهذا الحزب بكل تاريخه وتضحياته .. الحزب الذي وجد قبل أن يوجد هؤلاء.. هذا ملحق.. كلام عجيب.. وللأسف أيضا لما يجد استجابة فيها سذاجة وفيها سخف.. من قبل الكثيرين.. وكل تضحيات هذا الحزب التاريخية..

حملات التضليل التي مورست هدفها واضح.. ويستجيب لها بعض أعضاء الحزب و..و..الخ هناك من يقول (والله باعوا الحزب.. باعوه..!!) انا لي خمسين سنة في هذا الحزب في كل المحطات أسمع هذا الكلام.. كان المناضلون بعد أن ينزلوا من الشمال للجنوب يسمعوا اول ما يقابلوا مجموعة من أعضاء الحزب وهم مرهقين متعبين يريدوا أن يروا الأمل.. وأول ما يأتي يقولون له (أصحابنا باعوا الحزب) حسنا. لمن باعوه..؟ كيف باعوه.؟ لكنهم تعلموا بعد ذلك.. كان آخرون أيضا يأتون من الشمال للجنوب وقالوا والله إخواننا باعوا الحزب (في الشمال) وبعد ذلك تكتشف أن من باعوا الحزب في السجون، وفي المعتقلات، و..و..و ، ومن يسوقون هذا الكلام هاربون من الماضي، للأسف لازلنا نعيشها حتى اليوم داخل هذا الحزب وانا اعتقد انها من الامراض التي نستطيع ان نتغلب عليها اذا استطعنا فعلا ان ننظر للمستقبل وعلى الاقل نعود قليلا الى ما عاناه الحزب من تحديات وقمع..

وفي الاخير كل اعضاء الحزب خضعوا للبيع والشراء لكن دعوني اقول أن أكثر من 90% من أعضاء هذا الحزب مناضلون ولا اقول 10% باعوا في ظروف حكمت الناس.. لكن يكفي أن هذا التحدي الكبير الذي عاش اوضاع الحزب سيجعله جديراً ان يحمل المستقبل.. او ان يكون احد حاملي هذا المستقبل..

علينا أن نفرق داخل الحزب بين نقد إيجابي ومطلوب في كل لحظة من اللحظات وبين تنطع وتشويه وتجريح..

هذه الأمانة العامة (ملعونة بنت ملعون).. لكن على الأقل اذكروا لهم حسنات..أن هؤلاء والله هم الذين حملوا هذا الحزب في لحظات تاريخية معينة الآن زحفوا.. تعبوا.. لم تعد لديهم طاقة! .. تعالوا تحملوا انتم الحزب.. هاتوا الشباب..

عندما اتخذنا قرارا بأن تأتي قيادة ونعقد مجلسا وطنيا او حتى مؤتمرا اذا سمحت الظروف.. تدارسنا الموضوع قلنا امامنا ثلاثة خيارات لتجديد الحزب..

الخيار الاول: هو انه نعقد لجنة مركزية موسعة طالما ان الامانة العامة والمكتب السياسي والامين العام منتخبون من اللجنة المركزية فهي الاولى ان تتخذ قيادة جديدة هذا الخيار الاول

الخيار الثاني: ان نعقد مؤتمرا عاما، لكن المؤتمر العام في هذا الظرف، ظروف الحزب في الجنوب، الظروف التي يعيشها الحزب بعد فترة الاجتثاث الطويلة السابقة، لا تمكنا من عقد مؤتمر الحزب لأننا نريد نظاما داخليا، على أي أساس نعمل نظام داخلي، على أي أساس سنصيغ برنامجا سياسيا جديدا، مهمة المؤتمر أن يصيغ برنامجا سياسيا والشيء الثاني لدينا كثير من القيادات السياسية التي نحتاج أن نتحاور معها، إما ان تبقى في الحزب، وقد انقطعت فترة طويلة عن الحزب ولها شروطها وظروفها، ولهذا صعب أن يأتي المؤتمر لكي يقوم بتصفية واسعة، اخترنا الطريق الوسط وهو ان نعقد المجلس الوطني، لأن اللجنة المركزية لا تستطيع أن تجدد في القيادات وبعدين سنعرف كيف ننتخب أمانة عامة بنظارة واعتقد أن نصفنا ويمكن ثلاثة أرباع تجاوزنا الزمن وبالتالي جاء الى الحزب جيل جديد برؤى وطموح وآمال جديدة..بهذا العمل سنحرم هؤلاء ان يكونوا ضمن قيادة الحزب سواء كان على صعيد اللجنة المركزية او على صعيد الامانة العامة والمكتب السياسي، لكن المجلس الحزبي يسمح بشيء من هذا القبيل، يسمح بالتجديد الجزئي، وهو موجود في النظام الداخلي، اذا سنجمع بين شيئين، بين التجديد الجزئي في اطار الهيئات، واتخذنا قرارا على ان يكون على الاقل 30% من الشباب والنساء في اطار الهيئات الجديدة.

البعض يسأل كيف سيتحقق اذا كان قوام المجلس الحزبي هم اللجنة المركزية وهم اعضاء لجان المحافظات والرقابة الحزبية والتفتيش المالي، اذا الوجوه نفسها.

لا طبعاً نحنا درسنا هذا الموضوع في اللقاء وقلنا ان هناك اولاً فراغات في لجان المحافظات، طوال سبع سنوات هناك من مات ومن اعتزل العمل السياسي وسوى ذلك وليس أقل من 15% في لجنة المحافظة، اصبحت خالية من عملها، اذا عندما يتم تحديث نظام لجنة المحافظة التي ستشارك في المجلس الحزبي، سيأتي من الشباب ومن المرأة، وبالتالي حصيلة جمع هؤلاء ربما تصل الى أكثر من 30% . في اللجنة المركزية لدينا ايضاً من مات ومن اعتزل العمل السياسي ..الخ، حتى اذا تطلب الامر ان نبقى على صلة بالحزب او ان نتخلى، في هذا المجلس الحزبي، لن يأتي على أحد سيبقوا حاضرين في المجلس الحزبي، الآن في تخوف أن هذا المجلس الحزبي هدفه تصفية لا أدري من وهكذا!، هذا غير موجود، إلا من رحل من الله سبحانه وتعالى والذي قد انقطع واعلن انقطاعه، أو ذهب إلى مكان آخر، وهناك من ترك الحزب (لأنه وادي غير ذي زرع في مرحلة معينه) وذهبوا، يفتح الله عليهم، ليس لدينا مانع، لكن هذا يقطع صوتهم الحزبي، واذا نأخذ هذا العدد فبتقديري سيكون لدينا الكم او العدد الكافي الذي ربما يستوعب عدد كبير من الشباب.

ويطرح سؤال كيف سيتمثل الشباب إلى اللجنة المركزية؟ هذا هو الموضوع..

يمكن أن نبحثه مع الشباب، جزء منه سيبحث بلجنة التحضير العام لمنظمات الحزب في المحافظات، ولكن الجانب او الجزء الآخر سيبحث مع الشباب انفسهم في مختلف المحافظات، لدينا شباب أثبتوا خلال المرحلة الراهنة قدرة قيادية نضالية وفكرية هؤلاء نأخذ منهم جزء للعمل السياسي اذا اردنا لهذا الحزب ان يتجدد، ويتجدد من داخله انا أعتقد ان يمتلك من المواهب والقدرات والامكانيات ما يؤهله ان يعيد بناء القيادات كلها على قاعدة جديدة.. لكن دعونا نعمل علاقة ونجمع ما بين القديم والجديد، مع العلم انه التجربة ان شاء الله، ستكون عدالة أزيد مما هي موجودة، الناس تعبوا وملوا كل شيء، احيانا اعتقد ان نعطي لكل انسان.. لكل مناضلي هذا الحزب دون أن نشطِّب على الناس كما تعودنا هذا يفيد وهذا لايفيد.. (هذا طيب وهذا بطال).. في معايير لتقييم الناس.. وفي نفس الوقت ايضاً، يكفي ان الصمود داخل هذا الحزب والمعاناة بالرغم من المعاناة تعاني بالفعل أفرزت معايير في الاختيار الى قيادة الحزب ان شاء الله في المرحلة القادمة.

كانت معنا مسألة متعلقة بدور الحزب في العملية السياسية ما بعد التشكيل الحكومي.

كان لدينا رأي في الحزب وطرحناه مع شركاء النظام ان ما ينتجه الحزب الاشتراكي لا يحسب للحزب الاشتراكي وكان هذا رأيي سأل عنه البعض.. لماذا؟

كنا نقبل نحن الاشتراكيين بمجرد ان يأتي وزير.. او اثنين وزراء.. لا يوجد.. لا يوجد حزب يحمل مشاكل متراكمة وضخمة في كل محطات تاريخه مثل الحزب الاشتراكي، دعونا بعيدا من السلطة على الاقل يقتنع اصحابنا ويصبروا على ما هم فيه، يأتي منا وزير أ اثنان فيعتقد البعض انك ستحل كل مشاكل الناس.. وهذا حقيقة هذا هو الحاصل ويُحدث مشكلات رئيسية..

هناك الكثير من المشكلات التي تبرز اليوم، منها أن الحزب الاشتراكي أقل نصيب من التعيينات في المؤسسات، أقل نصيب في كذا.. في حل مشاكل أعضائه.. اقول لكم نعم.. هذا الكلام صحيح، نحن الاقل نصيبا من كثير من الأحزاب وليس من كل الأحزاب ، لا اريد أن اقول والله نحن غير قادرين.. نحن حقيقة قادرون على أن نعمل مثل الآخرين، "حلوا لنا هذه المشكلة أو سنوقف الحوار.." كما يعمل الآخرون الذين لا يمر يوم إلا وهم مع الحوار في نقاش مستمر.. إما أن تحلوا لنا هذه المشكلة والا انسحبنا وعلقنا الحوار..

نحن حقيقة نشعر ان الطريق لإخراج هذا البلد مما هو فيه هو الوصول الى بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، هذا هو اللي استشهد من أجله كثير من رفاقنا خلال المراحل التاريخية القديمة، عندما نعود لكل مراحل النضال التي استشهد فيها رفاقنا داخل هذا الحزب وداخل الحركة الوطنية جميعها من أجل الدولة.. هذا الهدف انا أعتقد جدير بأن يجعلنا في بعض الأحيان نسكت قليلا على ما نعانيه.. ونحن عانينا الكثير في المرحلة الماضية، ولن نستطيع حقيقة ان نضع حلا لمشكلات بعض الناس في مواجهة هذا الهدف الكبير هذه المعادلة التي انطلقنا منها ونحاول قدر الامكان ان نحل المشكلات قدر الامكان هنا وهناك..

لكن للأسف حقيقة ايضاً تبرز بعض الحسابات، في حسابات تبرز عند كثيرين، وتبرز بطريقة للأسف بشعة، "دعونا نستخدم هذا التعبير" وفي من لا يرى اهميه للدولة.. والمهم ما الذي سنحصل عليه الان.. هذا برز في قضية سأحدثكم فيها بعد قليل حول موضوع ما بعد الحوار.. لكن فقط أرجو المعذرة انا أعلم ان هناك المئات من الذين عانوا والمئات من الذين فصلوا من وظائفهم.. والذين طردوا.. والذين اقصوا.. كل واحد انا اعتقد ان لديه مشاكل جزئية فيما مر بحزبنا وهنا المشكلة والذين حرموا من الترقيات والذين همشوا واذا عملنا بحجم قراءة هكذا داخل هذه القاعة انا اعتقد انه اكثر من 90% ان لم يكن الجميع ليدهم مشكلات في هذه.. صعوبة.. انا اقول لكم صعب.. ان تحل كل هذه المشكلات.. وصعب بالمقابل ايضاً ان نضعها في مواجهة الهدف السياسي والبعيد الاستراتيجي الذي جند الحزب نفسه له، البعض.. ليس داخل الحزب.. كثيرون مثل الذين اشتركوا بالثورة والذين ضحوا والذين... الخ يقيسون في بعض الأحيان وهذا من حقهم.. يقيسون نجاح الثورة بمقدار ما تحقق لهم من هدف.. فاما يكون بلا عمل.. واذا الثورة لم تحقق له حاجته يقول الثورة فشلت.. اذا ما حبس فلان وفلان يقول لك الثورة فشلت...الخ هذا معيار آخر للتقييم وسنتحدث عن اين تقف الثورة اليوم من هذه التسوية السياسية؟ والسؤال لو لم تكن هناك تسوية سياسية قامت على قاعدة التغيير، انا اعتقد انه كان امامنا ثلاثة سيناريوهات اولاً: الحرب وهذا طبعا سيخلق ثلاثة احتمالات:

الاحتمال الأول: أن ينتصر النظام القديم ويصفي الجميع.

الاحتمال الثاني: ان تنتصر القوات المسلحة التي كانت محسوبة على الثورة وما تشوفش احد، القوى السياسية التي معها أما ان تكون ملحقة بها، وخاصة من لا يستخدومن السلاح.

والثالث : ان الطرفين يدخلون في حرب طويلة المدى وتدخل البلاد في حرب طويلة المدى لا تنتهي، هذا هو السيناريو الذي كان محتمل لهذا البلد، ولذلك الطريق السلمي كان هو افضل خيار.. لكن كيف كان يجب ان يدار؟

هناك ضعف.. ويتدارك هذا الفعل في مراحلة الاخيرة.. هذا كلنا نعترف فيه، ولا يتحمل مسئوليته طرف دون الآخر، لكن لا يعقل ان نتحدث عن تسوية سياسية قامت على اساس تسليم السلطة ولم تسلم.. اليوم البعض يأتي يقول لك لماذا تتحدثون عن تسليم السلطة لفلان ولا تتحدثون عن فلان.. نوع من خلط الاوراق.. مالي من الشخص الثاني ..انا اتكلم عن شخص وقع اتفاقية، تسليم سلطه، مش للمشترك ولا لأي احد، تسليم السلطة لنائب الرئيس السابق في إطار المؤتمر الشعبي العام، حتى يتمكن المؤتمر الشعبي العام أن يكون طرفا قادرا ان يوفي بالتزاماته في العملية السياسية.

اليوم المؤتمر الشعبي العام لا يستطيع ان يفي بالتزاماته لأنه يدار أولا من قبل الرئيس السابق الذي بالنسبة له عملية التغيير عملية مش مقبولة، ويديرها من أطار العملية السياسية التي تتحدث عن التغيير...عملية مش مفهومة!!، المجتمع الدولي الذي رعى هذه المبادرة انا اقول انه في آخر لحظة، بدأ يحسب حسابات أُخرى غير حسابات التغيير.. وغير حسابات الديمقراطية.. وغير حسابات الاستقرار وغير حساب ال.. ، ولا شيء..

حسابه يقوم على قاعدة مختلفة تماما لا تنتمي لأحد باختصار..، ولذلك هذه اللعبة كلها في تفسير مفهوم نقل السلطة اوجد هذا الارتباك الذي نعيشه الان.. هذا الوضع أدى الى التالي:

الى ان المرحلة الانتقالية التي لا تحسب فقط بحساب الزمن وانما تحسب بالمهمات المطروحة امامها..لماذا قالوا الناس فتره انتقالية ولم يقولوا انتخابات من ثاني يوم، كان ممكن أن يقولوا مثلا بعد ستين يوما انتخابات.. ولكن أي انتخابات كانت ستجري بعد ستين يوما والناس ممسكون بالسلاح ومنقسمون و..و..الخ.

السؤال هل انتهى هذا الانقسام اليوم وستجري انتخابات.. يعني المهمات الرئيسية للفترة الانتقالية :

1- هيكلة الجيش وتوحيده والامن.

2- اقامة الحكم الرشيد للدولة القادرة على حماية القرار السياسي والانتخابات.

3- اجراء حوار وطني على اساس حل القضايا العالقة واهمها القضية الجنوبية ووضع دستور جديد يحدد ملامح الدولة الوطنية الديمقراطية القادمة.

هذه المهمات كلها لم تنته؟ كيف تأتي تتحدث اليوم عن انتخابات بعد شهرين.. في خلط للأوراق.. ومحاولة القفز للانتخابات مباشرة، وكأن تاريخهم مع الديمقراطية "كان يا سلام.. حلو) إذا انظروا إلى تاريخ هؤلاء مع الديمقراطية ماذا كان؟.

عندما نتحدث اليوم عن انتخابات.. وديمقراطية.. في ظل هذا الوضع.. انا اعتقد انه لم ينشأ عن الفترة الانتقالية ومهمتها غير حاجات بسيطة لا تؤسس لدولة ضامنة حقيقة لحمل مخرجات الحوار الوطني.. ولا لإقامة انتخابات.. ببساطة وان الذي يتبارى الان في موضوع الانتخابات هم اصحاب السلاح.. هؤلاء هم الذين كانوا سيحتربون عادوا الآن من جديد ليستعرضوا عضلاتهم للحديث عن انتخابات.. وكأن الانتخابات هي المخرج الوحيد لهذا البلد مما هو فيه من تعقيدات ومشكلات.

أولا أريد أن أقول لكم باختصار كان موقف حزبنا في الحوار الوطني لكل القضايا:

1- الموقف الذي جسد رؤية الحزب فيما يخص بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وقدمنا أوراق كثيره في هذا الجانب.

2- موقفنا من حل القضية الجنوبية وقدمنا في هذا الموضوع ثلاث رؤى، حول جذور القضية الجنوبية، ونشأتها، ومحتواها، وكانت هذه الرؤية الثانية، ثم رؤيتنا لشكل الدولة.

نحن بشأن شكل الدولة درسنا الموضوع ولا اقول كان رأينا صارما ومنفعلا وآنيا.. نحن بدأنا في هذا الموضوع من 2009م عندما تحاورنا في اطار وثيقة الانقاذ.. تذكروا وثيقة الانقاذ؟ خرجت بثلاثة خيارات:

الخيار الاول كان : خيار الفيدرالية.. ويومها بدأنا نتحدث عن خيار الفيدرالية ماذا يعني؟ هل هو مجرد فيدرالية ذات بعد اداري، او هو ايضاً ذات بعد سياسي وطني ومستند على ماذا؟.. آخرون تحدثوا عن حكم محلي كامل الصلاحيات وآخرون رجعوا للوثيقة التي داستها الدبابات، وثيقة العهد والاتفاق، (التي قالوا دسنا عليها) إذا هذه ثلاث خيارات ظلت موجودة كخيارات في وثيقة الانقاذ، نحن طوال الفترة الماضية طلبنا من اخواننا في اللقاء المشترك ان ندرس مع بعض ما هو الخيار الذي ممكن ان نتقدم به مع بعض، لكن حقيقة كان هناك استرخاء وكان البعض ربما لا يعتقد اننا سنصل الى هذه اللحظة، التي سنكون فيها امام خيارات البحث عن شكل الدولة ومضمون الدولة.

البعض كان يعتقد انه والله ممكن تحصل بالطريق عقبات، فلماذا نلزم انفسنا من الان بأي خيار، فنتركها للأيام .. ولما جاء الوقت، نحن حقيقة تقدمنا برؤيتنا بعد أن درسناها ووصلنا الى ان الدولة الاتحادية القائمة على اساس دولة واحدة يمنية بهوية ومواطنة واحدة، واقليمين، اقليمين أكثر قدرة على ادارتهم وبالمقابل كنا نحن اكثر ادراكا بأن هناك مشروع لا زال يجري تسويقه في الجنوب من قبل نخب سياسية معينه وهو فك الارتباط والانفصال.. لكن هناك قوى تتعامل مع هذا الموضوع بطريقة اللامبالاة للأسف ، وهناك كثير من القوى مازال في ذهنها موضوع القوة وكسر الآخرين بقوة السلاح و..و..الخ.

هذا التعاطي أربكهم واربك الكثيرين في ان يقدموا مشروعا حقيقيا، مشروع من داخل الوحدة او داخل المشروع الوطني للوحدة للأسف.. هم يرفعوا شعار (الوحدة او الموت – والوحدة خط أحمر – الوحدة مش عارف ايش) ولكن المشروع الذي يقدم لا يقدم من داخل المشروع الوطني الوحدوي وانما يقدم من داخل مشروع وحدة الالحاق والضم التي رفضناها منذ 94م، هذه المسألة كانت بالنسبة لنا في غاية الاهمية ان نطرحها في اللحظة المناسبة .. من أي كان الا عندما نعرف ماهي مشاريعكم، معكم في الصباح مشروع وفي الليل مشروع.

نحن حقيقة طرحنا مشروعنا بمسئولية والى الان المؤتمر الشعبي لا يوجد لديه مشروع للأسف.. كانوا تحدثوا عن اقاليم ودولة اتحادية في مرحلة، ومؤخراً رجعوا يتحدثوا عن حكم محلي كامل الصلاحيات.

الإخوة في بعض الأحزاب في اللقاء المشترك، الاصلاح بدأ يتحدث عن مشروع لكن حتى الان لم نر مشروعا مكتوبا كيف سيعالج هذه القضية الهامة التي نعتقد ان مؤتمر الحور انما عقد من اجلها.. وبقية الاحزاب ايضا بنفس المستوى، ولذلك انا اعتقد هذا الموضوع حتى الان يجري تعطيله واخيراً جرى تعطيله من قبل المؤتمر الشعبي العام خلال الفترة الماضية برفضه المشاركة في مجلس النواب.

الاخوة في الحراك حقيقة المشكلة بالنسبة لهم مشكلة تنظيمية، حاولنا نساعدهم في المشكلات التنظيمية وادارة الخلافات الموجودة داخلهم، واعتقد انهم معنيون بهذا الموضوع، عليهم ان يتوحدوا لحمل مشروعهم وكان الحزب الاشتراكي طوال الفترة الماضية داعما كبيرا لتوحيدهم رفضنا ان يقسموا ورفضنا ان يجزأ من جديد وبالتالي فنحن هذا موقفنا فيما يخص الاخوة في الحراك.

أتينا لموضوع آخر فيما بعد موضوع الضمانات.. او قبل الضمانات في قضايا معلقة، قضية صعدة، وطبعا جرى فيها مناورات كبيرة، ومناورات حقيقة من أطراف تنقل مشاكلها من خارج مؤتمر الحوار وتنعكس على مؤتمر الحوار.. لأنه الفكرة من هذا المؤتمر هو ان نوجد دولة تحمي الجميع، لما حصلت الحرب الاخيرة في دماج كلهم صاحوا، أين هي الدولة، لا نريد دولة لا تتحمل مسئوليتها... على هؤلاء أن يقولوا لنا اي دولة تركتم، قتلتم الدولة وهمشتموها والآن تطلبون الدولة، هل عرفتم الان انكم كلكم محتاجون لدولة؟ يعني في الوقت المناسب لا يستطيع ان يتحمل المسئولية الا دولة عادلة تتحمل مسئولية الجميع، لكن الجميع أولا قضوا على الدولة وصفوها وهمشوها واقصوها وحين احتاجوا لها قالوا أين الدولة؟ على العموم انا اعتقد كل هذه الدروس ارجوا ان يتعلم منها الجميع.

برز سؤال .. طبعا في قضايا لا زالت معلقة حتى الان اعتقد ممكن ان يتم مناقشتها خلال الايام القادمة.. اليوم كنا في الحكم الرشيد ثلاثة ايام، حول موضوع العزل السياسي والحصانة، المؤتمر الشعبي يتضخم وضخم الموضوع حول العزل السياسي الى درجة كبيرة... لكي يغطي حقب كل النواقص التي مارسها بعض أعضائه بجانبه، في العدالة الانتقالية، في صعدة، في الحكم الرشيد، قلنا نضع اتفاقا على ان موضوع العزل السياسي اصبح مصطلحا غير مقبول حتى دوليا.. نتحدث باختصار عن موضوع من المؤهلين او ماهي الشروط التي يجب ان تتوفر لتحمل مثلا مسئولية الرئيس ورئيس الوزراء والمناصب القيادية في الاحزاب، على اعتبار انه في النظام الديمقراطي لا يجوز للحزب بمفرده ان يحدد شروط تولي رئاسته او أمانته العامة لابد أن تكون في قواعد متفق عليها باعتبار ان الحزب هو مشروع دولة ورئيسه وأمينه العام مشروع رئيس وزراء ومشروع رئيس.. وبالتالي طبعا اعترضوا على هذا الموضوع، لكن اليوم اتفقنا واتفقنا على تقديم شروط محددة للانتقال العملي. اعتقد هذه القضايا يمكن حلها اذا هناك مناداة لإنجاح مؤتمر الحوار لكن اذا كان سـيظل كل واحد يتمسك بموضوع من أجل حقيقة افشال مؤتمر الحوار، ممكن يجعلوا (من الحبة قبة) كما يقولوا، كثيرون الآن شعروا انه يوم 13 نوفمبر سيلتقي مجلس الامن في آخر اجتماع ربما حول العملية السياسية في اليمن ليقول كلمته في العملية السياسية في اليمن: ولذلك بدأوا يتوافدون الان كلهم وبدأت كثير من التعقيدات تخف قليا ولا اقول انه خلال اليومين القادمين... ولكن ستبقى رهينة قضية شكل الدولة هي القضية الرئيسية.

لكن يبقى معانا موضوع آخر نفرض انه خرجنا من هذا الحوار بمخرجات متفق عليها في ظل هذه الاوضاع القائمة من الذي سيحمي مخرجات الحوار؟ نحن في الحزب الاشتراكي كنا اول من بادر لأنه حقيقة يكفي عشنا 94م عشنا نتائج الحوارات السابقة التي كانت تنتهي الى صدامات وغيرها من الظروف فقلنا لابد من ضمانات تحمي مخرجات الحوار وتقدمنا بورقة فيها رؤيتنا لضمان تنفيذ مخرجات الحوار، قالوا يا غارة الله، هذا الحزب الاشتراكي (الله يعلم ايش في رأسه)، يعلم الله ماذا يريد، وبدأت الأمور تترك شكل الدولة وتروح في موضوع الضمانات.. لكن انا اعتقد ان موضوع الضمانات هو في غاية الاهمية ولا يقل اهمية عن نتائج الحوار اذا اردنا فعلا ان لا يتحول هذا الحوار الى مجرد دردشة وبالتالي اصحاب السلاح كل واحد يتمترس او انهم يتفقون علينا.

اليوم انا اقول رأيي الشخصي في اصطفافين مهما بدأ ان الجميع مختلفون او متنافرون.. لكن هناك اصطفافان.. اصطفاف القوى السياسية السلمية الديمقراطية المدنية والتي لا يوجد لديها الا مشروعها السلمي، وقوتها في التأثير على المجتمع، لإنجاح هذا المشروع عليها ان تتواجد وتوجد الصلة بالمجتمع لتسويق مشروعها.. وهناك قوى لديها السلاح ولديها الدعم الخارجي ولديها الامكانيات وهذه وان بدت مختلفة فهي تسقط في الاخير في مواجهة مشروع الدولة.

الخلاف اليوم حول مشروع الدولة وهو الذي سيفرز في الاخير اصطفافين، هذا القطاع الواسع الذي الحزب الاشتراكي جزء منه انا اعتقد تحاول بعض الوحدات ان تخترقه وتحاول بعض القوى ان تسوق داخله مفاهيم معينه لذلك للأسف نشعر ان بعض هذه القوى التي هي جزء من هذا المشروع حقيقة يجري في ظروف خطأ وفي أحيان الغضب من أي قضية معينة يجرى تسخير ما تكتبه لصالح مشروع الطرف الآخر، وأنا لا أقول أنها مقتنعة لكن في حالة من الغضب العام الناشئ من محاولة تحميل القوى السلمية والديمقراطية وقوى السلام مسئولية ما تعيشه البلد حاليا.

المؤتمر الشعبي العام معه 19 وزيرا لا أحد تحدث.. المؤتمر الشعبي لا يزال لديه نصف المحافظين وامس بعض المحافظين يحرضون على بعض الاحزاب في المعسكرات..بعض المؤسسات لا زالت برئاسة المؤتمر الشعبي العام ..إذا هذا الوضع حقيقة ليس سهلا ..كيف نستطيع أن نحمل هذه القوى السياسية مسئولية ما يحدث والحقيقة أن هناك محاولة لأرباك وخلط الاوراق.. قيل قيل لي فلان بن فلان في محاولة التمييع عن مسئولية بالحديث عن فلان وفلتان و مراكز الاستقطاب المختلفة التي يراد من خلالها فعلا تمييع المسئولية.. مسئولية من عطل المرحلة الانتقالية.. هذا الاستقطاب السياسي انا اعتقد يحتاج الى حوار ويحتاج الى ان يفهم انه ليس لديه سلاح الا قدرته على التعاطي مع المجتمع باللسان الذي يستطيع ان يديره، وبصورة يفهم منها بأنهم جزء من استقطاب لصالح الدولة اما الاخرون فصدقوني انهم لا يريدون دولة الايام تثبت كل يوم انه كلما اقتربنا من مشروع الدولة.. الدولة ليست موجودة.. فما بالنا بالدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة.. في المؤتمر الشعبي العام كثيرون لا يريدونها.. لانهم يعتقدون انها تتناقض مع مصالحهم من الناحية الموضوعية ولذلك الاصطفاف سيأتي شئت أم أبيت.. لكن اذا قمنا الان بتركيبة حتى مجلس مؤتمر الحوار سنجد ان اكثر من 60% هم من القوى السلمية الديمقراطية من الشباب، المجتمع المدني، المرأة ، الأحزاب السياسية لكن القوى الاخرى بدأت تستعرض عضلاتها ومن لا يعجبه ينسحب.. يعلق العمل يبحث عن أي مشكله.

نحن في الحزب الاشتراكي ملتزمون وسنلتزم بالرغم من كل الصعوبات التي نواجهها سنسعى لبناء الدولة المدنية الحديثة مشروعنا التاريخي الذي حمله اوائل المناضلين وضحوا من أجله وماتوا واستشهدوا ودخلوا السجون من اجله، اليوم يحمله الجيل الجديد سواء كان هذا الجيل الوسط جيل الشباب لن نتخلى عن هذا المشروع والا سنكون غير اوفياء لكل من سقط على هذا الوطن.