القصيدة
أرسل لها يوماً قصيدةْ
اقتبلتها...
كأنّما الكلمات ذبذبات حنان تُرسَلُ عبر الأثيرْ
كأنّما الأبيات ياسمين على بساط من حريرْ.
أصغت لها...
فإذا بصوته يخترق مسمعها
يبثّ خلسة نسيمات الحبِّ
فيطرب السّمع لشدوها.
قرأتها...
فانسابت دموع الحنينْ
سواقٍ رقراقةٍ
تتسرّب إلى حنايا الرّوحْ.
حفظتها في قلبها ...
كالدّم يسري في العروقْ
نبضات تتسارع لهفةً
فتذوب عشقاً وهياماً.
عاشت القصيدة في داخلها
كلّ يومٍ تفتقدها...
تتفحصّها، تتأمّلها
تنصت إلى صوته فيها
تعاين نقاءه بين كلماتها
تستشفّ حبّه بين حروفها.
دخلت نعيم الرّوحْ
فهمّت ترسل شكراً
لعاشق كتومْ
متخفٍّ خلف الوجومْ
شكرٌ يبادله رسالة الحنانْ
يلتمس الرّقّة والأمانْ
يأمل بتواصل روحينِ
يرجو لقاءً منذ الأزل كانْ.
عاد الشّكر والخيبة تثقل خطاهْ
حزين، مرتبك، يخشى الخيبهْ
فسألتهُ الردَّ...
أجابها :
رحلْ ...
رحلْ ؟
أين رحلْ؟ ولِمَ رحلْ؟
أسدل ستارة ليله ورحلْ
أخفى في الغيهبِ النّجومْ
أطفأ القمر ورحلْ...
أمسكت بقلبها
أنارته قنديلاً
يتحدّى الظّلمة
ستجده، ستلقاه!
برجاء كبير انطلقتْ
بنور العشق اهتدتْ
بخفر الياسمين تخفتْ
التحفت الحبّ وبحثتْ...
قادها طهرها إليهْ
وجدته متنسّكاً بين حروف القصيدهْ
يصلّي حبّها
يرنّم عشقها...
فجثت قربه في معبد القصيدهْ
ترتشف خمرة القداسة وإيّاهْ
يتأمّلان معاً سفر الحياهْ
يتعبدّان الخلود في محراب القصيدهْ ...
مادونا عسكر/ لبنان