(حراج) يجمع المتساقطين
بينما مناضلي خط البداية مرابطين بالساحات والميادين رافعين شعار : (أما استعدنا الكرامة أو موت وسط الميادين) يتسابق (نفر) تزوير الحقائق والوقائع , للأسف الشديد إعادة صياغة وكتابة الأحداث والتاريخ وفق متطلبات بازار السياسة الإقليمية والدولية تحولت مؤخرا إلى (مهنة) احترفها (مقاولي انفار) لتجيير نضالات الشعب لصالح شخصية معينة في مقاولات مريبة ومثيرة للشكوك , البداية كانت بظهور تقيح وطفح مصطلحات (الزعيم) و(القائد) الذي اعتبرت حينها تنفيسا عن حالة مأزومة وصلت إليها القيادات المحنطة والمتخشبة بعد فشل رهان امتطاء (الحراك) فنبرأ (الكتبة) لمستنقع تزوير التاريخ , حتما هي عملية مسخه ومشبوهة استخدم فيها ذات الآلية والأدوات التي تسللت منها قوى (اليمننة) للحركة الوطنية الجنوبية خمسينات القرن الماضي و حرفت مسارها باتجاه باب اليمن, تواكبا مع مستجدات التطورات المجتمعية استحدثت هذه المرة مكونات سفري تم سلقها في المنصورة وقاعة الوحدة / دار سعد لاحتواء للحراك الشعبي الجنوبي في إطارهما , النجاح النسبي الذي حققته تلك المخططات ما كان لها أن تمر لولا الاختراقات الأمنية الذي حققتها أجهزة الاحتلال اليمني وحلفاءه الإقليميين (اللجنة الخاصة السعودية) على خط عدن – بيروت .
عملية تزوير الحقائق و الوقائع التاريخية للحركة الوطنية من مقدمات الارتداد عن قيم و أخلاقيات الثورة والمناضلين وتصل الوقاحة مداها في الجنوب عندما تخط بأيدي (غلمان)مع تنظيرات بلهاء لبقايا جهاز امن الدولة , لا خلاف للفرد دورا في صنع التاريخ الوطني لامته لكن محاولة فرض أسماء بعينها التحقت به ما بعد 7-7-2007م قادمة من تيار إصلاح مسار الوحدة الاشتراكي عمل مفضوح لا ينطلي على احد , كما أن المناضلين ذوي الأخلاق الثورية الأصلية لا ينكرون دور الرواد للحركة الوطنية الجنوبية المعاصرة على سبيل المثال لا الحصر : المفكر العلامة أ. د. أبوبكر السقاف , هشام باشراحيل , فاروق ناصر علي , المحامي الدكتور محمد علي السقاف , فضل علي مبارك , المحامي نبيل العمودي , د.محسن وهيب , علي منصر محمد , العميد ناصر علي النوبة , العميد علي السعدي , الشهيد أحمد القمع ..الخ ,لكنها الأجهزة الأمنية للاحتلال واللجنة الخاصة السعودية إمعانا في الإساءة للشعب الجنوبي تدفع باتجاه تصوير حراكه التحرري الرائع بكل المقاييس وكأنه سوق (حراج) يجمع المتساقطين من (الحراك) على فتات موائد السحت.
الثورة المعاصرة وحراكها التحرري ملحمة وثورة فجرها وزعيمها ومهندسها إرادة شعب حر خرج للانتصار لحريته وكرامته وهويته الوطنية الجنوبية الحضرمية من المهرة إلى باب المندب ونسب تفجير الثورة إلى شخص بعينه إساءة بالغة لنضالات الشعب , الأيادي الملوثة والمثقلة بالآثام والمتنكرة أصلا لهوية الجنوب (الحضرمية) من الصعب أن تستمر في صفوف الثورة والحراك وبتالي من الصعب أن يصدق احد أن لها شرف تفجير و قيادة ثورة الاستقلال الثاني مهما أكثروا من المرويات , النصيحة الصادقة أن يتوقف سوقية محترفي (الدلالة) بأسواق الحراج السياسي عن المتاجرة بنضالات الشعب ودماء الشهداء ما لم عليهم أن لا ينتظروا مسامحة شعب الجنوب لهم مره أخرى.
*خور مكسر / العاصمة عدن 3 نوفمبر2013م
*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن.