شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
آنـس الـقـاضـي

الجنوب كضحية

السبت 02 نوفمبر 2013 12:22 مساءً

ليس للجنوبي إلا الموت... ليس هذا لغواً ولا سُخرية "ليس للكردي إلا الريح" هكذا كتب (محمود درويش) عن صديقه الكُردي (سليمان النجاب) وعن الشعب الكردي المُشرد بين أربع دول .. وقد يضن البعض أن لا وجه للتشابه بين "شعب اليمني الجنوبي " وبين الكُرد ،ستختلف السياقات لكن نتائج الدمار واحده. لا أرض ولا دوله ولا حكم ذاتي . شعبنا الجنوبي في ظل النظام الاشتراكي كان كافر ومتهم بالشيوعية ،والجيش الجنوبي وقياداته كانت "انفصالية" .. ،ولهذا في "حرب "94 التي استهدفت ألدوله الجنوبية والحزب الحاكم( الاشتراكي) تم قتل أبناء الجنوب وسبي النساء ونهب الثروات من قبل السلطة المنتصرة والمجاميع الجهادية. وكأن هذه الحرب كانت كفاره أو طقس لا هوتي للدخول الدين الجديد واعتناق الوطنية كما ترسمها السلطة الشمالية، فبعد الحرب وبداعي الوطنية التي أصبحت من حق الجنوبيين ظلت السلطة الحاكمة تزج بالجنود والقيادات الجنوبية للحرب على الحوثي في شمال الشمال.. واليوم أيضا بعد أن تطهر الشعب الجنوبي من رجز الماركسية الليلينية بالمطهر(7/7) فإن الأحمر والزندان ومشائخ السلفية الوهابية والإصلاح يُجندون الشباب الجنوبي للحرب على الحوثي بداعي نصرة ألصحابه وأمهات المؤمنين ضرب عصفورين بحجر هذا ما يُسميه البعض لكن في السياسة والألاعيب الإستخباراتية حجر واحد يكفي لهدم وطن في النهاية لم يكن نظام الشمال الرجعي العسكري والجهادي الأفغاني وحده من انتصر في حرب94 انتصرت الممالك الخليجية فلا جوار ديمقراطي يهدد عروشها ،انتصرت أمريكا فلا آثار سوفيتية باقية في الجزيرة العربية، انتصرت الشركات الإمبريالية فما من بنيه تحتية إنتاجيه في اليمن فقد أصبحت سوق مفتوح يلبي غرائزهم الرأسمالية،انتصرت الشعب الجنوب ضحية وهو مؤمن ضحية وهو كافر ضحية وهو وطني ضحية وهو انفصالي! وليس للجنوبي إلا الموت وستضل كلعنه تلاحقه انفتاحه على والمدنية وامتلاكه دوله تقدميه بوقت مبكر، ارتباطه بالقطب الآخر المناهض للإمبريالية.. هذه هي الأسباب التي تجني عليه ولا يجب أن يلعنها بل أن يتمسك بها .. ومخطئ من ضن أن الحرب على الجنوب هي تلك الحرب المسلحة فحين نتابع اليوم فرض محمد علي احمد كممثل لهم ودعمه باللجان الشعبية المسلحة في (ابين) أي خلق مراكز قوى في الجنوب كالتي تزخر بها صنعاء تهدد المدنية والمواطنة، وحين نرى الجماعات الإسلامية تفرض نفسها كشرطه دينية على الشعب في الشوارع والسواحل والمتنفسات، وحين نرى مقدار تكوم القمامة في شوارع العاصمة عدن ندرك هول الحرب على الثقافة والوعي ليتساوى الجنوب تماماً بالشمال لا بالعدالة الاجتماعية إنما بالثقافة الرجعية