مسرح المضطهدين لأول مرة في اليمن يقدم عرضين مسرحيين بعنوان ماذا بعد
نظمت مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية عرضين مسرحيين في فندق تاج سبا بعنوان "ماذا بعد ؟! ضمن مشروع المسرح التفاعلي الذي ينظم لأول مرة في اليمن ويطلق عليه مسرح المنتدى او مسرح المضطهدين وذلك بحضور جماهيري كبير من مختلف شرائح المجتمع وشارك التمثيل فيه 17 شباب وشابة من مختلف محافظات الجمهورية ويأتي هذا المشروع ضمن الانشطة التي تقيمها المؤسسة في اليمن .
وقد خضع الشباب/ات الممثلين في العرض لتدريب وإشراف الخبير الدولي في المسرح التفاعلي الألماني يلمر خورخيه جيفري لمدة اسبوع ، حيث ان الشباب المشاركين في العرض ليسوا ممثلين محترفين ولم يسبق لهم الوقوف على خشبة المسرح وأمام الجمهور ، وقد تمكنوا ولأول مرة من الوقوف وتقديم مسرحية كانت رائعة جدا تحكي الواقع اليمني الراهن ، عرضوا من خلالها عدد من القضايا الاجتماعية وأهمها النظرة الدونية التي تتعرض لها المرأة في المجتمع اليمني .
كما ان سيناريو العرض أيضا كان بصورة ارتجالية من قبل الشباب/ت الممثلين انفسهم ومن تجاربهم الشخصية حيث عرضوا فيها قصة شابة اسمها سارة كانت تعيش في اسرة بسيطة يتيمة الام ونتيجة لأفكارها المنفتحة وأمالها العريضة وإصرارها على احداث تغيرات اجتماعية وسياسية ملموسة في البلد وعزمها على خوض الانتخابات البرلمانية والتي رفضها رجل الدين المتشدد ، واستهزاء بها السياسي المتكبر ، وتعصب ضدها رجل القبيلة ، المتخلف ، وسط تجاهل زملائها لما تقول ، وقلة وعي اسرتها ادى الى تفككها تلك الاسرة وانتهى بتلك الفتاة المسكينة الى الانتحار .
حيث تأتي الفكرة الرئيسية للمسرحية التي قدمها الشباب الممثلين الى مسرح المضطهدين الذي أسسه المخرج البرازيلي أوجستو بوال في منتصف الستينات من القرن الماضي...... وذلك لمناقشة اهم القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية ، حيث يتيح هذا النوع من المسرح للجمهور بالتمثيل بصورة مباشرة ويستطيع أي من الجمهور لعب ادوار في المسرحية بدلاً عن أي من الممثلين وارتجال الافكار التي يراها مناسبة من وجهة نظرة .
وخلال لحظات بإمكان أي من الجمهور ان يتحول الى ممثل في المسرحية وباستطاعته تغيير مسارها وإيجاد حلول مختلفة قد تعجب الاخرين وقد يرفضونها ولكن في الاخير هي من وجهة نظرة كمشاهد وبإمكان شخص اخر ان يقوم بأداء نفس الدور ولكن برأي مختلف وهذا ما قام به الجمهور الحاضر في تلك المسرحية على عدد من شخصيات الممثلين بما فيها شخصية سارة ولكن بأفكار وتوجهات مختلفة .
ويساعد هذا النوع من المسرح على نشر الوعي بين اوساط المجتمع وكذا ايجاد بعض الحلول لبعض القضايا ، وإعادة النظر في بعض الممارسات والسلوكيات الخاطئة ، ويعتبر ذو اهمية كبيرة لإحداث تنمية اجتماعية ، ونهضة ثقافية ، وتوسعة المشاركة السياسية للشباب والمرأة ، وتنمية ثقافة الحوار ، وتنظيم مثل هكذا فعاليات مهم جداً خاصة في المرحلة الانتقالية التي يمر بها اليمن .
مؤسسة فريدريش ايبرت منظمة غير حكومية وغير ربحية ملتزمة بقيم الديمقراطية الاجتماعية وتعمل المؤسسة من اجل تأكيد هذه القيم عبر توفير التعليم السياسي وترويج وتعميق الديمقراطية والدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان وتيسير التنمية والعدالة الاجتماعية وتطوير الأمن والنوع الاجتماعي والمساهمة في الحوار الدولي في كل من المانيا وعلى المستوى الدولي .ويعتبر مكتب مؤسسة فريدريش في اليمن واحد من أكثر من مائة مكتب في انحاء العالم يكونون الشبكة الممتدة للمؤسسة ، وتم تدشين العمل في اليمن عام 1999م .