ثلاث استراتيجيات حوار ضد الفصيل الجنوبي المشارك في الحوار اليمني
من مناهج واستراتيجيات التفاوض (والتحاور )بين أطراف النزاع ، استخدمت بنية مبيتة هدفها المماطلة والإبتعاد عن جوهر القضية الجنوبية وماهيتها كقضية أساسية ومحورية مرتبطة بجذور وأصل المشكلة التي تمخضت بفشل المشروع الوحدوي وتقويضة بحرب صيف 94 ، ثلاث استراتيجيات حوار استخدمها الطرف الشمالي في الحوار اليمني بالترتيب وبحسب الوقت والحاجة الملحة للوصول إلى الهدف المرسوم مقدماً بهدف إفراغ الفصيل الجنوبي المشارك بتلك المسرحية الهزيلة من قوته التشاركية التي ارتضاها لنفسه في ما يسمى الحوار الوطني الشامل ، الذي يناور طرفة الشمالي بخبث سلطة فيد ، لا سلطة تشارك كما يدعي للتسليم بالحلول المشروعة والمكفولة بحسب القانون الدولي الذي يكفل للشعوب تقرير قرارها ومصيرها .
تلك الإستراتيجيات استخدمت باتقان تام ، وإحتراف محدد الهدف ، وبخبث سياسي شمالي ماكر ، لا يؤمن بالحوار كحوار ، بل كوسيلة وأداة صورية ، قد رسم أهدافها من الحوار مسبقاً ، ويضل فقط كطرف مناور يستنفد وقت الطرف الأخر .
تلك الإستراتيجيات التفاوضية ، تم اختيار ترتيبها حسب الوقت وباتقان تام وهي :
استراتيجية (الإنهاك )،وتقوم هذه الإستراتيجية على الأتي :
- 1 استنزاف وقت الطرف الأخر ، ويتم ذالك من خلال (تمويه ) والإذعان بقبول شروط وضعها أحد الأطراف ، ويأتي ذالك القبول نتيجة لضغط قد يكون مورس خارجياً أو من أطراف صانعة للقرار خارج حلقة النزاع ، ويتم ذالك عن طريق تطويل فترة التفاوض لتغطي أطول فترة ممكنة ، يستغلها الطرف الأخر وهو (الشمالي ) لترتيب أوراقه التفاوضية ، دون أن يصل مع الطرف الأخر في المفاوضات إلا ما يريد الطرف الأخر (الجنوبي )، بل إلى نتائج محدودة لا قيمة لها ؛ ويستخدم الأسلوب الأتي لحقيق تلك الإستراتيجية: التفاوض حول مبدأ التفاوض ذاته ومدى إمكانية استخدامه واستعداد الطرف الأخر للتعامل به ومدى إمكانية تنفيذه لتعهداته التي يمكن الوصول إليها ومن ثم التفاوض في جولة أو جولات أخرى حول التوقيت والميعاد المناسب للقيام بالجولات التفاوضية التي تم الإتفاق أو جاري الإتفاق عليها
وهو ما شاهدناه خلال الثلث الأول والثاني من الوقت المحدد سلفاً بما يواكب العمل بهذه الإستراتيجيات .
. الإستراتيجية الثانية
استراتيجية التشتيت (التفتيت ) أو بما يسمى إضعاف الموقف التفاوضي للفصيل الجنوبي الذي شارك بما يسمى الحوار الوطني الشامل ، وهي من أهم استراتيجيات منهج الصراع التفاوضية ؛ حيث تعتمد عليها بشكل كبير الأطراف المتصارعة إذا ما جلست إلى مائدة الحوار ؛ ومن تطبيقاتها الحملات الإعلامية المنظمة من أحد أطراف التفاوض ، واستخدمها الطرف الشمالي بأطرافه المشاركة بذالك الحوار ، وأدواتهم الإعلامية ، مواقعهم الإخبارية ، ضد الفصيل الجنوبي كما شاهدناه ولمسناه من خلال المتابعة ، حيث استخدم الطرف الشمالي كل إمكانياته المادية والإعلامية لشن حملة إعلامية قوية تستهدف إضعاف الموقف التفاوضي للفصيل الجنوبي بحجة انه ليس (الممثل الوحيد )، وهي حقيقة !، لكن لما ارتضى اولاً أن يجلس معه على طاولة التفاوض !!، ثم شن علية تلك الحملة الإعلامية المنظمة ؟؟؟؟، حيث تقوم هذه الإستراتيجية المنظمة على فحص وتشخيص وتحديد أهم نقاط الضعف والقوة في طريق التفاوض الذي يمثل موقفة تفاوضياً الطرف الأخر ، والعمل على تحديد انتماءاتهم وعقائدهم ومستواهم العلمي والفني والطبقي والداخلي وكل ما من شأنه تقسيم وتشتيتهم إلى شرائح وطبقات ذات خصائص محددة مقدماً من أجل( إضعاف موقفهم التفاوضي )؛ ورسم سياسة ماكرة لتفتيت وحدة وتكامل فريق التفاوض الذي أوفد نفسه مفاوضاً وناطقاً بأسمه ، (وليس ممثلاً شرعياً وحيداً للتفاوض )، ومن خلال تلك الإستراتيجية المستخدمة واستخدام الشائعة كأداة من أدوات تلك الإستراتيجية للقضاء على وحدة الفريق المفاوض وائتلافه وتماسكه وعلى الاحترام ليصبح فريق مفتت متعارض تدب بين أعضائه الخلافات والصراعات ومن ثم يصبح جهدهم غير منسجماً ليعطي للطرف الأخر المفاوض القوة والقدرة على تمرير حلول يرتضيها بنفسه
. الإستراتيجية الثالثة
إحكام السيطرة (الإخضاع)
وتأتي نتيجة نجاح استراتيجية الإنهاك ، وإستراتيجية التفتيت.
. تنويه
الإستراتيجيات أعلاه تستهدف اولاً وأخيرا أنهاك وتشتيت وحدة الفريق المفاوض ، لذالك كان قراراً ممتاز وسديد ما قام به الفصيل الجنوبيين كطرف في الحوار الوطني من تعليق المشاركة في الحوار وكان توقيت سليم والأسلم إعلان موقفهم النهائي والانسحاب بقوة بعد أن طرحوا رؤيتهم وما وجدوه من الطرف الأخر من طبخات تستهدف النيل منهم وقضيتهم .،
اما ذا ما قرروا أن يخضعوا للإستراتيجية الأولى من إستنزاف وقتهم والإستفادة من قبل الطرف الأخر من وقتهم لترتيب أوراقة التفاوضية نتيجة لضغط دولي من حليف دولي للطرف الأخر في التفاوض فعليهم أن يتنبهوا وأن لا يقعوا مصيدة وإبتزاز تخويفي لضغط دولي إلا (بضمانات دولية منفذة )فقط بخارطة طريق للرؤية التي وضعوها كفصيل جنوبي و كضمانة دولية لعدم الوصول بهم كفصيل جنوبي مشارك بذالك الحوار، إلى استراتيجية الإخضاع من قبل الطرف الأخر الشمالي في التفاوض. ؛ وفي الأخير عليهم جميعاً أن يدركوا أن الحراك الجنوبي وكل أطرافه وفصائله التي اتخذت قرارها مسبقاً عدم الدخول في الحوار الوطني غير ملزمة البتة بمخرجات ذالك الحوار الذي يأبى حتى مجرد الإعتراف بالقضية الجنوبية كقضية شعب ودولة وهوية وإنسان ، لا كما ينظر لها بأنها حقوق تتبع محافظات جنوبية وشرقية كما اسماها في اعتذاره الهزيل .