كنت سلفياً وأنظر الى الجنوبيين ككفار
استقطبنا السلفيون ونحن أطفال في العام 90م وكان يدرسنا في حارة " المجمع الطبي " بذمار الاستاذ علي لقمان, وكنت متأثراً بهم, علموني فنون الخطابة والجرأة على القاء الأحاديث النبوبة والمواعظ الدينية بعد الصلاة أمام عشرات المُصلين, وكانوا يوزعون علينا أشرطة عبدالمجيد الزنداني, وأذكر أنه هاجم في أحد أشرطته تلك الوحدة متسائلاً كيف نتوحد مع الكفرة الماركسيين, وكنت انظر الى الجنوبيين على اعتبار أنهم كُفار, وتفاجئت بعد الوحدة بفترة أن شيخنا الزنداني عضو في مجلس رئاسة دولة الوحدة, عندها سألت احد مشايخنا " السلفيين " في حينه : هل أسلم علي سالم البيض ؟ أم أعلن توبته؟
قال لي الشيخ : ولماذا تسأل ؟
أجبته : رأيت شيخنا الزنداني يجلس معه وقد أصبح زميله في مجلس الرئاسة, مع أنه كان يقول في محاضراته أنهم كفار ماركسيين, فقلت في نفسي أكيد أنه اسلم أو تاب حتى جالسه الشيخ.
لم يجد من سألته إجابة مقنعة ليرد بها, ذهبت الى غيره وأنا متسلح بشريط الزنداني, عجزوا عن اقناعي.
في ذلك الوقت كنت أنظر الى الإسلام من خلال الزنداني فقط, ولم أكن وقتها استطيع التمييز بين الزنداني والاسلام, لم أجد اجابة لتراجع الزنداني عن أقواله في تلك الأشرطة ومجالسته للكفار الماركسيين, لذلك أصبت بصدمة جعلتني أفقد توازني وأكره الاسلام.
ذهبت أبحث عن دين آخر, قرأت الانجيل والتوراة, وكتب الماركسية, ووجدت في الانجيل والتوراة أقوال لا تدخل عقل, فقلت في نفسي سلام الله على القرآن الكريم, عندها بدأت أميز بين الأديان وبين العلماء أو المنظرين لها, ومن تلك اللحظة بدأت في استخدام عقلي في كل ما أسمع أو أقرأ بغض النظر عن الشخص الذي يطرحه أو مكانته.
قرأت كتب لمفكرين اسلاميين مثل الشيخ محمد الغزالي وآخرين, عندها عرفت أن علماء السلطة شوهوا الاسلام وأنه منهم براء.
دخلت الحزب الاشتراكي في العام 93م " في شبيبة الحزب ", وقُبيل حرب 94م بأسابيع كنت أحد الذين تم تدريبهم على استخدام السلاح, وكان يشرف على تدريبنا قائد لواء با صهيب العميد : ثابت مثنى جواس, انفجرت الحرب قبل أن نُكمل الدورة أو نستلم السلاح.
وللحكاية بقية ......
من صفحتة على الفيس بوك