شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
عبده الحسني

بن علي .. حوار الوعد ... ام الوأد ؟

السبت 05 أكتوبر 2013 07:53 مساءً
الرجل المثير للجدل وضع نفسه في اختبار صعب، كان ضمن رفاقه خارج الوطن منذ الفترة 94م.. ربما يعمل بصمت غير ظاهر للعلن ، فهو كغيره ممن أصيبوا بالموت السياسي لفترة ، إلا إن ضجيج الشارع الجنوبي أحياء من في القبور .
ابن علي هو المناضل محمد علي احمد ، المتابعين لحماسه وصحوته النضالية توقعوا انه العصى التي يتكئ عليها الرئيس عبد ربة منصور هادي ليس لهذه الفترة فحسب ، بل لما بعد الحوار ...!
عاد إلى عدن في مارس 2012م... وأكد في عودته انه ينوي استكمال مخرجات المؤتمر الجنوبي الأول الذي أقيم في القاهرة الداعم لحوار جنوبي – جنوبي لتوحيد الكلمة الجنوبية ، والنضال صف بصف مع أبناء الجنوب حتى يصل الشعب إلى تقرير المصير واستعادة دولته ... وفور وصوله عدن التقى بالكثير من أنصاره ومحبيه بمباركة ناصر وأعوانه وبداء بالتحضير وتأسيس مؤتمر شعب الجنوب وانطلاق من هذا المؤتمر لبى الدعوات إلى مؤتمر الحوار في صنعاء ، بعد إذ رفضت كل مكونات الحراك الجنوبي الدعوات و الخوض في غمار هذا الحوار المجهول .
لم يصيب بالإحباط عندما قدم الصريمة رسالة الشهيرة الواضحة وضوح الشمس بمضمونها إن الجنوب يتعرض لمؤامرة واضحة في هذا المؤتمر وان هناك لا توجد أي نوايا صادقة وعلى إثرها ودع الحوار كونه كان رئيس لفريق القضية الجنوبي ، وينويه بن علي في ذاك الوقت فالأخير واصل مشواره على درجة بالغة من الإصرار والوعود .
 
واستمرار لاداءه وجهوده في هذا الحوار يصطدم كل يوم بجديد غير مرغوب .. وبردود أفعال واضحة الرفض مع غموض لمواقفه الأخيرة .. فحول موقفه الأخير من تقرير بن عمر المقدم للأمم المتحدة ، التقى مؤخرا بمجموعة من الشباب في عدن ليلتمس بنفسه موقف الحراك الجنوبي من تقرير بن عمر الذي لقي ردود أفعال واستياء شعبي من عدم نقل وبصوره صحيحة ما يجري في ساحات الجنوب ..وأن الجنوبيين على يقين كامل أن الحوار سيكون حوار فاشلا مادام تحت سقف الوحدة وسيرفضه شعبنا رفضا قاطع مهما كانت الأحوال .
وبعد أن اشرف مؤتمر الحوار على إتمام مبتغاة المعد مسبقا ووصلوا إلى مجموعه الـ 16 الندية بتناصف الأعضاء بين الشمال والجنوب نشب اعتراض على إقامة إقليم جنوبي موحد كامل السيادة بحدود ما قبل1990م يتبعها استفتاء شعبي حول تقرير المصير هذا ما رآه أبو سند ، يحفظ للشعب الجنوبي حقه ، ويحفظ له ماء الوجه كمتحاور حيث لقي تأييد من بعض القوى والأحزاب السياسية كالحزب الاشتراكي ونال اعتراض ومراوغات ومزايدات من قبل القوى القبلية وأحزابها كحزب المؤتمر والإصلاح .
 
المناضل الكريم.... في ختام حوارك إذا لم تجد ما يرضي القليل من أبناء الجنوب وفاء لوعودك، فلا تقبل بما يروجون له تحقيق لمصالحهم ودفنا لقضيتنا ، إنه الوأد المرتقب لثورة الشعب ..! ومن بعده لن تقوم لنا قائمة ، ولا تقدم الكثير من التنازلات ، إنها قضية شعب مهما كانت الضغوطات أو المغريات .. عد إلى عدن حيث اهلك ومحبيك هناك في وطنك تجد الأمان والمحبة والتقدير... خيرا مما تصنف كأحد الذين ساعدوا على إجهاض ثورة الجنوب فالتأريخ لا ولن يسامح أحد وسوف يضل يلاحق بلعناته من باعوا وخذلوا أوطانهم ...! ففي حالة القبول لما يروجون له من عدة أقاليم وحكم محلي واسع المفاسد ومنتهي الصلاحيات في لياليهم السوداء .. هنا سوف تنفتح صفحة جديدة من العبث المالي والسياسي مكتوبة بدماء لم تشهدها ساحات الجنوب من قبل ، وخوف من إن تصب عليكم الأقلام حبرا اسودا يقتل الضمير المستميت ، قبل إن يصيب الجسد بتشوهات ولون ماقت في حالة وهم المجتمع الدولي أن الجنوب قد شارك ووقع على مخرجات وحلول غير مرضية من شأنها سوف تصيب الشعب الجنوبي بالإحباط أخذة وقت حتى يستعيد الشعب نشاطه ولكن بصورة ربما تختلف عن طابع اليوم .
 
وفي الختام .. نحن نقدر موقفك رغم انك قد وضعت نفسك على الطريق الصعب ، ونقدر ثباتك حتى ألان فلا تتزحزح عن هذا الموقف أبدا .. وأعلم أن قوتك تأتي من قوة شعب الجنوب وتماسكه ، ونحن على ثقة أنك تدرك ذلك جيدا ، فإن لم تحقق ما تصبوا أليه فعليك إن تعود إلى الشارع الجنوبي ، الذي سيكون مرحب ومقدر لجميع ما قمت به. 
 
*كتب / عبده علي الحسني