شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
حسين زيد بن يحيى

تصعيد وسط الميادين

الخميس 19 سبتمبر 2013 08:30 مساءً

ليس فقط الحالة المـأزومة التي أوصلتنا إليها  صراعات  ( الرفاق ) واستمرارها من خلال ما تقوم به ماكنتهم الإعلامية صندقة (عدن لايف) من مكايدات بعضهم لبعض هو ما يدفعنا لاستذكار قول الشاعر الكبير المشطر ( رحمه الله ) :-

أنا دي سيت لك قبة و سويتك ولي    و إلا قدك با تمسك الموهر مع لبتال

و إذا أتخربطين البل شفني اعرف بلي    و أتأكد أني عارف الطيب من البطال

حاكم صوملي و المدعي جا صوملي     وكيف لو عاده وصل شاهد من الصومال

 بل ما يؤسف له إننا بشكل أو بآخر تساهمنا بصنع ( أصنام ) وتناسينا أن من قاد الجنوب طوال المراحل السابقة بدموية مفرطة  و توجها  بالهزيمة العسكرية صيف 94 م لا يمكن أن يذهب بنا نحو الانتصار ، تلك الحالة المزرية تدفع كل الحريصين و الغيورين  على نقاء وطهر الثورة التحررية الجنوبية الترفع  الأخلاقي و النضالي عن الارتباط  بطفح تصعيد مزيدا من ( الأكشاك ) و ( الدكاكين ) المعلن عنها هنا وهناك والذي يقف على رأسها أعضاء  المكتب السياسي و اللجنة المركزية (للاشتراكي ) و الاكتفاء بالتزام خيار التصعيد وسط الميداني بين جماهير الحراك الحفاة والبسطاء والصادقين ، أما ما يجب التحوط والتحرز منه  و عدم الوقوع بفخه محاولات القادمين من ثورة التغيير اليمنية لجر ( الحراك ) لمربع  التقوقع المكاني داخل ( مقرات ) أو ( ساحات ) أطلق عليها مجازاً بساحات التحرير بما يتناقض و طبيعة البيئة الحاضنة للحراك الجنوبي المتمثلة بالشارع الممتد من المهرة إلى باب المندب .

حتى اللحظة لازال السفر النضالي للحراك الجنوبي رائعا بكل المقاييس مع ذلك يظل الفعل الثوري نقيضا للرتابة و الضرورة الثورية هي من تفرض  أولوية  روح التجديد والإبداع لاستمرار دفق الثورة نحو غاياته النهائية بالتحرير و الاستقلال و استعادة الدولة ، على اعتبار أن التجديد سمة العصر و سنة التطور و الضمانة الأكيدة لتحصين الفعل الثوري من انتكاسة اليــأس التي قد تقود إليه حاله التقليد المملة والبليدة  ، لهذا التصعيد الثوري الراهن علية تجنب تكرار و إعادة إنتاج تجارب  المليونيات و العصيان المدني السابقة  لان مثل هذا يمثل إفلاسا و محبطا  لجماهير الثورة ، في هذا السياق تقف أمام  شعبنا الجنوبي  راهنا تحديات وطنية هامة تتمثل في مخرجات حوار باب اليمن ومشاريعه الالتفافية التي مواجهتها يتطلب رص الصفوف وهو ما يتناقض والدور المشبوه لصندقة ( عدن لايف ) التابعة للجنة الخاصة السعودية المسي لشعب الجنوب وثورته ومناضليه .

تحديات مواجهتها يتطلب – أيضا -  استمرار  بقاء الحراك التحرري الجنوبي متواجدا في الشوارع والميادين بعيدا عن منصات الخطابة  كما بدأ سيرته أول مرة وهو الضمانة لنقائه الثوري و حتمية  انتصاره التاريخي ، الامال المعقودة اليوم من التصعيد الميداني الراهن أن نشهد خروج جماهير الجنوب فرادا و مثنى  و زمرا من كل بيت و حارة  وشارع بما يشكل طوفان  بشري يقتلع الاحتلال اليمني الاستيطاني و مشاريع حواره المنقوصة المشارك فيها  ( حرافيش ) قادمون من  مراقص فنادق الخمسة نجوم في جدة والقاهرة ولندن وبيروت ، إن التواجد المتواصل بالميادين  بعيدا عن المناسباتية الكرنافالية وحدة القادر على أنهاك المحتل اليمني وقطعان مستوطنيه و حسم الصراع كليا لصالح خيار التحرير والاستقلال و استعادة الدولة ، ووحده الزحف الجنوبي الهادر في طول الوطن المحتل و عرضة قادر على إنضاج  وتسريع العوامل الذاتية و الموضوعية لتحقيق  الاستقلال الناجز و غير المشروط وقيام جمهورية حضرموت الاتحادية و عاصمتها السياسية و الأبدية مدينة عدن الجميلة و الباسلة  , آمل لن يفقدنا إياه المتسابقين في زمن سبق وأن وصفه الشاعر المشطر :-

هذا زمان ( الهيك ) .. ياسعد من كان ( هيكة )

*خور مكسر  العاصمة عدن 18- سبتمبر - 2013 م

*منسق ملتقى أبين للتصالح و التسامح و التضامن