(تطبيل) لمصلحة من ؟!
يتعرض منذ فترة ليست بالقصيرة (الحراك الجنوبي) لاستهداف ممنهج من قبل سلطة الاحتلال اليمني على اعتقاد منها أن الشحن النفسي الضاغط والمتواصل عليه قد يقود بنهاية المطاف لتفككه من داخله , أجنده ذلك المخطط أعدت سلفا بالتنسيق مع مراكز بحثية وعلمية تابعه لدول حلفاء نظام صنعاء الإقليميين و الدوليين وتقوم على التشكيك بالحراك من خلال إحباطات عن انسداد الأفق أمامه مع التهويل حول فوضى انقساماته المزعومة , يندرج في إطار هذه المهمة ما يجري من (تطبيل) مبرمج تكفلت به وسائط إعلامية ومراكز قوى و أبواق تروج (مقولات) منسوبة للمندوب السامي الأمريكي في صنعاء (جيرالدفايرستاين) تدعي عدم وجود قيادة للحراك واحتمالات عودة الجنوبيين لمربع الاحتراب الداخلي مع تشاؤم وتخوفات غير مبرره عن مستقبل المصالح الدولية الحيوية المشروعة في الجنوب.
أحاديث (أفك) حتى أن صح متنها وسندها (لليانكي) الحاكم في صنعاء حيث يخرسها واقع استمرار حركة المقاومة الوطنية الجنوبية (الحراك) الذي يواصل تصاعده بما ينفي تلك التقولات عن عفويته وبما يؤكد واقعا انه منظم ومنضبط وموحدا ميدانيا حول أهداف التحرير والاستقلال منذ ما قبل انطلاقة قناة (عدن لايف) وخروج الرئيس السيد علي سالم البيض عام 2009م ومشروع القاهرة الفيدرالي للرئيس علي ناصر محمد عام 2012م وليس باخيرا إطلالة الابن الضال عبد الرحمن الجفري على المشهد السياسي الجنوبي عام 2013م مره أخرى بعد احتراق مصداقيته كليا في بازار انتخابات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح , أما دعاوى احتمالات العودة للصراعات العبثية الدموية يكذبها إبداع (الحراك) التصالح والتسامح وترسخ ثقافته وتحولها لسلوك يضمن تعايش وتدافع التعدد والتنوع المجتمعي و السياسي سلميا في الجنوب الجديد القادم , ليس أماني بل تاريخ الدولة الوطنية الجنوبية أثبتت – سابقا – القدرة على توفير الأمن والاستقرار لمنطقتي خليج عدن وباب المندب مع التزام سياسة (التعايش السلمي) مع دول الإقليم و العالم , ما يجدر الإشارة إليه بهذا الخصوص تحديدا إن المصالح الأجنبية في عدن و الجنوب سبق وان تم التعامل معها عبر احترام قواعد القانون الدولي و الحوار الثنائي كما حدث مع مصافي (B.B) عدن.
الإشكالية تظل في مساوئي الدخول أفواجا وجماعات لصفوف الثورة التحررية الجنوبية (الحراك) الذي تجعل من الطبيعي أن تجد معرفة البعض به محدودة , ما يثير الريبة و الشك إصرار البعض على حمل (مباخر المديح) لأحاديث ومقولات (السفيه) الأمريكي بصنعاء بما يلغي ظلال الشك على مروجيها ويجعل سلوكهم في حمل (هاجر)و (مراويس) التطبيل له في خانة الفعل العدائي وفي إطار تنفيذ مخطط المطابخ الأمنية لسلطة الاحتلال اليمني , باعتبار أن نظام صنعاء المستفيد الوحيد من الترويج لأكاذيب عدم وجود القيادة وانقسام الحراك وعدم قدرته على تامين السلم الأهلي و المصالح المشروعة للآخرين في الجنوب , بينما كل مؤشرات المستقبل المرسوم ملامحه في واقع نضال الحراك اليوم مسنودا بالتاريخ الحضري المدني للجنوبيين المتأصلة فيه قيم وثقافة التسامح العرقي و الديني والمذهبي في الوعي الجمعي الجنوبي العربي الحضرمي وكلها تجمع على استحقاقهم وقدرتهم على بناء دولة مدنية تعددية منفتحة ومتفاعلة ايجابيا مع محيطها الإقليمي و الدولي .
*خور مكسر – العاصمة عدن 31 أغسطس 2013م
*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن