سِيَاسَةُ أمْرِيكَا.. نَحْوَ العَرَب!
صديق كاذب عدو مخادع ديمقراطي في بلده ديكتاتور في بلاد العرب محافظ على مصالحه وينعم بأموال الخليج العربي ونفطه ذلك هو حال راعِ الديمقراطية الزائفة في بلاد العرب واعني بذلك ( أمريكا) راعية الحقوق والحريات والديمقراطية في البلاد العربية فها هي قد ظهرت أخيرا مشفقة على الشعب السوري والى جانبها بعض حلفائها داعية إلى رد فعل عسكري ضد مواقع نظام الأسد العسكرية التي تنطلق منها قذائف المدافع وحاملات الصواريخ والطائرات العسكرية التي تبيد وتدمر الشعب السوري ولم تتحرك أمريكا إلا بعد أن قام النظام السوري بضرب منطقة (الغوطة) بالسلاح الكيماوي وغازه المميت الذي قضى خلال بضعة دقائق على ما يزيد على (1360) قتيلا في الساعة المتأخرة من الليل والسؤال الذي يطرح نفسه هل تحركت أمريكا أخيرا لنصرة ثوار سوريا وشعبها لسقوط العدد المذكور شهداء دفعة واحدة أم لان الأسد استخدم السلاح الكيماوي ؟ وللإجابة على هذا السؤال فان للواقع قراءة تقول أن أمريكا صديق كاذب ومخادع قاتل فالأسد قد قتل من شعبه أكثر من (125)الف شهيد وأصاب عشرات الآلاف وشرد الملايين وأمريكا لم تحرك ساكنا لكنها عندما عرفت أن النظام السوري يمتلك سلاحا (كيماويا) وانه قد ضرب شعبه بجزء منه دعت إلى ضربة عسكرية عاجلة محدودة !! وشيء جميل أن تشفق أمريكا على الشعب السوري بعد أن خذلتهم الأنظمة العربية والخليجية لكن ما يعيب على أمريكا أنها تكيل بمكيالين فعندما كان الأسد يقتل شعبه بمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا لمدة تقرب من( 3 سنوات) ظلت ساكتة وكأن قتل الشعب بهذه الأسلحة محلل وليس حراما أما الموت (بالكيماوي) فهو برأيها حرام بذاته ولعل إدراك أمريكا أن نظام الأسد قد أوشك على السقوط والدليل على ذلك استخدامه للسلاح الكيماوي وأمريكا تخاف من أن يصل هذا السلاح إلى يد الثوار الذين سيشكلون نظاما بديلا عن نظام الأسد ولان سوريا من دول الطوق المجاورة لإسرائيل فأخوف ما تخافه أمريكا أن يُستخدم هذا السلاح ضد إسرائيل وهذا هو السبب الذي جعلها تعلن أخيرا عن ضربة وشيكة ضد سوريا. والمتتبع لمعطيات ثورات الربيع العربي 2011م سيلاحظ أن أمريكا خذلت الأنظمة العربية التي ثارت عليها شعوبها ظنا منها أن الليبراليين واليساريين العلمانيين سيحلون محل هذه الأنظمة العسكرية المخلوعة على أن تكون الأنظمة البديلة مدنية وهذا هو توجه الشعوب الثائرة لاسيما وان الغرب بقيادة أمريكا لم يكن يتوقع وجودا لجماعة الإخوان المسلمين بهذا الحجم الكبير في وسط الشعوب الثائرة وبالأخص جمهورية مصر العربية التي قام حكامها منذو 1954م وحتى 25/ يناير/2011م بحضر الجماعة والزج بقيادتها في السجون بهدف منعهم من العمل السياسي. والملاحظ وجود مفارقة عجيبة لدى أمريكا ففي الوقت الذي تدعو فيه إلى ترسيخ الديمقراطية الحقيقية وتطبيقها في بلادها على الواقع لكنها ترى عكس ذلك في بلاد العرب . إنها تريد (ديكتا قراطية ) أي الجمع بين النقيضين لكن الشعب المصري لم يثق بالليبراليين وغيرهم ولكنه وضع ثقته بجماعة الإخوان ذات البعد النضالي والتوجه الإسلامي الذي يدعو إلى أن تكون الحاكمية لله وحدة وأيضا بقية الشعوب اختارت الإخوان ورشحتهم فكانت الصاعقة على أمريكا والغرب لان إسرائيل هي ربيبة أمريكا والإخوان لا يمكن أن يكونوا عملاء وهدفهم هو حماية الأمة وتحرير مقدساتها الأمر الذي دفع بأمريكا إلى التنسيق مع الليبراليين والعسكر لعمل انقلاب عسكري بقيادة السيسي وبدعم خليجي وهنا يتضح أن الغرب يخاف من الديمقراطية الحقيقة في بلاد العرب لان فيها خطر على إسرائيل كما أن أمريكا لم تقف مع مبارك في مواجهة الثورة ضده لان الإخوان لم يكونوا قد ظهروا آنذاك بشعبيتهم العارمة وحجمهم الكبير ولو كانت تعلم أنهم سيصلون إلى رئاسة الجمهورية عبر الانتخابات الحرة والنزيهة لوقفت مع مبارك وها هي اليوم تقف مع الثورات المضادة والانقلابات العسكرية بقصد إعادة الأنظمة القديمة رغم علمها بسلمية الإخوان التي أثبتوها للعالم من خلال مواجهة الانقلاب الذي قتل الآف المتظاهرين السلميين واعتقل قيادة الإخوان في السجون بما فيهم المرشد العام دون أي مواجهة أو حتى طلقت رصاص من قبلهم أو دفاعا عن أنفسهم وسلميتهم تلك أثبتت للعالم كذب مزعوم الإرهاب الذي نسبه الانقلابيون إليهم فالخزي والعار والفشل لكل متآمر خائن عميل