الغضب الثوري في اليمن
-
حالات الغضب الثوري اليمني غريبة جداً ، وتتسحق ان يكتب عنها الكاتب بتجرد، فهذه الغضب مواسم ، مثل موسم وحيد القرن ، فهذا الغضب لا يتحرك أبداً إلا بأوامر من " جهة ما " وبتمويل اعلامي ضخم لنشاهد كومبارس الجوقة الجزينة يرددون الهتافات ومطالبين بطرد السفير المصري في اليمن، كنت أتمنى ان تتجه هذه الحشود مثلاً لطرد السفير السعودي احتجاجاً على مايحدث للمغتربين اليمنين من اهانات واحتجاجاً على تدخلات عدة وقديمة هي بقدم التاريخ اليمني ، لكن الغضب الثوري اليمني لا يتحرك أبداً لقضايا يمنية انسانية بحتة، وإنما حينما تختل موازين القوى لطرف ضد آخر، لم يغضب هذا الحشد لممارسات حكومة توافقية فاشلة أو انتصاراً لجرحى الثورة الذين تآكلت أجسادهم بالغرغرينا ، أو تنديداً بالاغتيالات السياسية او العسكرية التي حدثت في أكثر من منطقة يمنية، أو تنديداً بما يحدث في الجنوب ، او طلباً لحقن الدماء في بؤر الصراع الطائفي، أو تضامناً مع الحديدة التي تغرق بالمجاري ، او تضامناً مع أهالي قراضة والمرزوح أو تنديداً بقتل الطائرات بدون طيار أو حتى ان تتجرأ هذه الحشود قليلاً وتطالب باسقاط حصانة " علي عبدالله صالح " . لا شيء يحرك هذا الغضب الثوري من جديد، إلا قضية أكبر من جغرافية بائسة اسمها اليمن. الكاتبة : بشرى المقطري