شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
يحيى بامحفوظ

أقيموا منصات المشانق و المقاصل

الجمعة 16 أغسطس 2013 09:53 صباحاً

في 2007 م وبمعية أخي وزميلي المناضل "فؤاد راشد" أطلقنا الموقع الإخباري "حضرموت نيوز" الذي كان له الدور الريادي في تغطية أخبار ثورة شعب الجنوب وهو أمر أرّق سلطة صنعاء, فلجأت لأساليب قذرة وتمادت لحد اعتقالنا في مايو 2009م وزجت بنا في زنازين الأمن السياسي بمنطقة خلف بالمكلا.
اخترت تلك المقدمة لمقالي كمدخل لما تعرضت له فجر الثلاثاء 13 أغسطس, من تهديد بالتصفية الجسدية ان لم اكف عن الكتابة, ولكي لا أسهب في التفاصيل فاني دوما انطلق في مقالاتي من الفكرة التي تقول إنك لو نجحت في إقناع نفسك أولاً بقيمة وفوائد الشيء الذي تسوّقه فسيمكنك دائماً إقناع الآخرين به, وقد أعلنتها وكررتها, بأني جنوبي الهواء والانتماء, أحس بما يحس به أبناء الجنوب وأشعر بما يشعرون، فمعاناتهم تنقلك إلى حالة تفجر فيك نوعاً من الغضب والقرف في آنٍ معاً.
من خلال قلمي أعلنت اني مع الغيورين من أبناء الجنوب الصامدون في وجه المغتصب لأرضي, وهو ما اغضب من لا هَمّ لهم إلا استمرار الهيمنة ونهب الجنوب, وان دل ذلك على شيء إنما يدل على ان أفعالهم تلك متأصلة في دمهم, فإذا كانوا يؤمنون حقاً بشعار الحرية السياسية و حرية الرأي و التعبير فلماذا يصادرون حق و حرية رأي الغالبية العظمى من أبناء الجنوب و الذين يؤمن بحقهم في التحرر واستعادة أرضهم؟.
ففي الجنوب الفقراء يزدادون فقرا ومن كان مستورا لحق بقطار العوز والاحتياج، و بوضوح أقول لكم, كيف تحكمون الجنوب والمجتمع الجنوبي يرفضكم؟, وكيف تتخيلوا غير ما هو واقع كحقيقة؟, فمحاولة حل عقدة الوحدة التي كان يمكن ان تنحل بأيديكم في الماضي, لا يمكن ان تنحل اليوم بأسنانكم وأيديكم مجتمعة, وهذه هي عقدة العقدة التي بين أيديكم اليوم, فأبصار العالم مصوبة نحوكم فأخبروهم كيف تحلونها !!!.
إننا ندرك ونعي جيدا إنكم تضمرون لنا الشر, كل الشر, والأذى بجميع صوره منذ ان أعلنا رفضنا لكم, فآمالكم وطموحاتكم في استمرار نهب الجنوب والهيمنة عليه, تحطمت عند أولى هبات الجنوب الشعبية, ولأن تفكيركم لا يتعدى ابعد من النهب والفيد اعتقد انه تنقصكم شيء من الفراسة لذا نراكم تلجئون إلى محاولة حشو رؤؤس البسطاء بثقافة الاستسلام والخنوع, وحين تفشلون في ذلك تلجئون لأساليب رخيصة ووضيعة كتهديد أصحاب الرأي والتوعد بالويل والثبور, وقد تكبر في رؤوسكم الخاوية لتهددوا بالتصفية الجسدية, ولا يمكن ان نتخيل ذلك إلا في صورة كمن يتوضأ بالدم  وأي دم انه الدم الجنوبي.
فالتصديق بإمكانية إقامة دولة مدنية حديثة يعتبر من الصعوبة بمكان لا صيما إذا لاحظنا أن زيادة القتل والقمع والتنكيل بأبناء الجنوب يترافق اضطرادياً مع ازدياد رفضهم لكم, لذا فقبل الحديث عن إقامة دولة مدنية فانتم أحوج ما تكونون اليوم لإنشاء منظومة قيم تعيد لكم المصداقية وتعيد ثقتنا فيكم.
بالرغم من كل ذلك فأنني سأقول كلمتي وليكن ما يكون, أقيموا منصات الإعدام لنا,انصبوا المشانق و المقاصل, وللمأفون أو المشكوك في قدراته العقلية الذي هددني بالتصفية الجسدية لا يسعني إلا القول: لو جبُنت و لذت بالصمت عن قول كلمة الحق ونصرة أهلي وارضي, وحطمت دواتي والقلم, وتجاهلت معاناتهم, لتصبح مخيلتي مفرغة إلا منك, فحينها أكون لست أنا.