همسة في أُذن حرائر الفتيات المُسلمات وصرخة في وجه القيادات
سبق وأن كتب الفقير إلى الله مُستنكرا جريمة قتل السيدات المتظاهرات في المنصورة رافضا أي تبرير لها ومازلت على هذا .
وفي نفس الوقت عندما أشاهد اليوم من يزجّ بحرائر الفتيات المسلمات في أتون المواجهات، ويدفع بهن لينتصبن مصليات أمام المُدرعات، ثم يستصرخ المجتمع الدولي عندما تقع الضحايا؛ أذكرهم بما كتبه الاستاذ حسن البنا رحمه الله حول مشاركة الفتيات في العمل العام، وباستشهاده بأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم!
قال رحمه الله في مقالة نشرها في مجلة المنار عام 1359 هـ ثم طُبعت بدار الجيل دمشق عام 1371هـ بعناية وتقديم الشيخ علي الطنطاوي وتخريج الألباني وإسماعيل المقدم ثم أعاد طبعها المركز الإسلامي للبحوث والدراسات تحت سلسلة نحو جيل مسلم:
(ومن حسن التأديب أن يعلمهن ما لا غنى لهن عنه من لوازم مهمتهن كالقراءة والكتابة والحساب والدين وتاريخ السلف الصالح رجالاً ونساءً، وتدبير المنزل والشئون الصحية ومبادئ التربية وسياسة الأطفال وكل ما تحتاج إليه الأمم في تنظيم بيتها ورعاية أطفالها، وفي حديث البخاري رضي الله عنه:” نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين” وكان كثير من نساء السلف على جانب عظيم من العلم والفضل والفقه في دين الله تبارك وتعالى.
أما المجالات في غير ذلك من العلوم التي لا حاجة للمرأة بها فعبث لا طائل تحته، فليست المرأة في حاجة إليه وخير لها أن تصرف وقتها في النافع المفيد.
ليست المرأة في حاجة إلى التبحر في اللغات المختلفة.
وليست في حاجة إلى الدراسات الفنية الخاصة، فستعلم عن قريب أن المرأة للمنزل أولاً وأخيراً.
وليست المرأة في حاجة إلى التبحر في دراسة الحقوق والقوانين، وحسبها أن تعلم من ذلك ما يحتاج إليه عامة الناس.
كان أبو العلاء المعري يوصي بالنساء فيقول:
علموهن الغزل والنسج والرد ... ن وخلوا كتابة وقراءة
فصلاة الفتاة بالحمد وال ... إخلاص تجزئ عن يونس وبراءة
ونحن لا نريد أن نقف عند هذا الحد، ولا نريد ما يريد أولئك المغالون المفرطون في تحميل المرأة مالا حاجة لها به من أنواع الدراسات، ولكنا نقول: علموا المرأة ماهي في حاجة إليه بحكم مهمتها ووظيفتها التي خلقها الله لها: تدبير المنزل ورعاية الطفل
لهذا نحن نصرح بأن المجتمع الإسلامي مجتمع فردي لا زوجي، وأن للرجال مجتمعاتهم وللنساء مجتمعاتهن، ولقد أباح الإسلام للمرأة شهود العيد وحضور الجماعة والخروج في القتال عند الضرورة الماسة، ولكنه وقف عند هذا الحد، واشترط له شروطاً شديدة: من البعد عن كل مظاهر الزينة، ومن ستر الجسم، ومن إحاطة الثياب به، فلا تصف ولا تشف، ومن عدم الخلوة بأجنبي مهما تكن الظروف وهكذا.
وليس بعد هذا البيان بيان، ومنه يعلم أن ما نحن عليه ليس من الإسلام في شئ ؛ فهذا الاختلاط الفاشي بيننا في المدارس والمعاهد ولا مجامع والمحافل العامة، وهذا الخروج إلى الملاهي والمطاعم والحدائق، وهذا التبذل والتبرج الذي وصل إلى حد التهتك والخلاعة، كل هذه بضاعة أجنبية لا تمت إلى الإسلام بأدنى صلة، ولقد كان لها في حياتنا الاجتماعية أسوأ الآثار.
يقول كثير من الناس: إن الإسلام لم يحرم على المرأة مزاولة الأعمال العامة وليس هناك من النصوص ما يفيد هذا، فأتوني بنص يحرم ذلك، ومثل هؤلاء مثل من يقول: إن ضرب الوالدين جائز، لأن المنهي عنه في الأية أن يقال لهما:” أف' ولا نص على الضرب.
إن الإسلام يحرم على المرأة أن تكشف عن بدنها وأن تخلو بغيرها وأن تخالط سواها، ويحبب إليها الصلاة في بيتها، ويعتبر النظرة سهمًا من سهام إبليس، وينكر عليها أن تحمل قوسًا متشبهة في ذلك بالرجل ؛ أفيقال بعد هذا إن الإسلام لا ينص على حرمة المرأة للأعمال العامة؟
إن الإسلام يرى للمرأة المسلمة مهمة طبيعية أساسية هي المنزل والطفل، فهي كفتاة يجب أن تهيأ لمستقبلها الأسري، وهي كزوجة يجب أن تخلص لبيتها وزوجها، وهي كأم يجب أن تكون لهذا الزوج ولهؤلاء الأبناء، وأن تتفرغ لهذا البيت، فهي ربته ومدبرته وملكته.
ومتى فرغت المرأة من شئون بيتها لتقوم على سواه؟
وإذا كان من الضرورات الاجتماعية ما يلجئ المرأة إلى مزاولة عمل آخر غير هذه المهمة الطبيعية لها، فإن من واجبها حينئذ أن تراعي هذه الشرائط التي وضعها الإسلام لإبعاد فتنة المرأة عن الرجل وفتنة الرجل عن المرأة ومن واجبها أن يكون عملها هذا بقدر ضرورتها، لا أن يكون هذا نظامًا عامًا، من حق كل امرأة أن تعمل على أساسه. والكلام في هذه الناحية أكثر من أن يحاط به، ولا سيما في هذا العصر” الميكانيكي' الذي أصبحت فيه مشكلة البطالة وتعطل الرجال من أعقد مشاكل المجتمعات البشرية في كل شعب وفى كل دولة) .
* التنبيه: بعض ما ورد في مقاله محل نظر في صحة ما توصل إليه من فهم