شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
نصر عبدالنبي

علاقة المجتمع المدني بالثورة الجنوبية

الأحد 21 يوليو 2013 01:50 صباحاً

في ظل ضعف القيادات الجنوبية وتصارعها عن الزعامة (باثولوجيا الزعامة) نعرج على موضوع هام نكتشف من خلاله تعدد أنماط النضال الثوري السلمي , مما يعني ذلك إدراك ومعرفة ووعي أكبر بكل ما يمكن أن يقدم الفائدة للثورة الجنوبية العظيمة (ثورة الشعب في الجنوب العربي)  .

بداية يجب معرفة أن الضربة الأولى التي وجهت للهوية الوطنية الجنوبية بدأت في 1918 بداية نزوح الثوار الشماليين , وهي بداية تكوين منظمات المجتمع المدني في محافظة عدن من قبل شخصيات شمالية معارضة لحكم الإمامة في الشمال .

 وبما أن غالبية منظمات المجتمع المدني التي قامت في ذلك الوقت كانت تحت قيادة شخصيات ذات أصول شمالية تعمل على ترسيخ مفهوم اليمننة والوحدة اليمنية , وبهذا كانت ثورة أكتوبر ضحية لوقوفها على أرضية شمالية في محتوى الفكر السياسي , ومن تبعات ذلك تم احتوى السياسي الجنوبي من قبل السياسي الشمالي , ولذلك القيادات الجنوبية بدون وعي ظلت أداة منفذة لهذا الفكر ألصراعي , وعلى الرغم الفترة الطويلة للحكم الشمولي إلا أنة يفتقد للفكر التنموي لدولة الجنوب بكونها أصبحت في ذلك الوقت مسرح وأرضية صراعية للثائر الشمالي الذي يبحث عن انتصار ثورته في الشمال .

ولكن ليس موضوعنا الآن الاستطراد في هذه الإشكالية بقدر ما هو فهم أهمية منظمات المجتمع المدني في الجنوب للثورة الجنوبية وإعادة الهوية الجنوبية إلى أبناء الجنوب , وذلك حتى تمتلك الثورة الجنوبية ديمومة البقاء .

ويفهم المجتمع المدني هو المنظمات والأحزاب والأندية والنقابات والجمعيات والتعاونيات والمؤسسات والهيئات .

ويجب أن نوضح نقطة هامة بأن المجتمع المدني هو: (كل ما هو غير حكومي ) , وهذا يعني أن الأحزاب الموجودة في اليمن غالبيتها مرتبطة بالدولة مثل حزب الإصلاح والمؤتمر والاشتراكي وغيرها  ليست ضمن المجتمع المدني , ولكنها ضمن المجتمع السياسي .  

أذن من شروط الحزب أو الجمعية أو النقابة أو الهيئة أو المنظمة إلا ترتبط بالدولة مالياً أو إدارياً أو بالأشخاص أو التوجيه لكي تكون ضمن المجتمع المدني ما لم تكون ضمن المجتمع السياسي.

ولذلك أي حزب أو هيئة أو نقابة جنوبية تعمل على التوعية السياسية للثورة الجنوبية قطعاً ستكون تمثل المجتمع المدني الجنوبي لأنها تعارض الدولة القائمة ولا ترتبط  بها  مالياً وهذا غاية العمل المطلوب للعمل الثوري .

وبما أن الغرب تنعدم لدية الثقة إمام القيادة التاريخية الجنوبية التي في الأساس ترفض التوحد , وثقافته الإيديولوجية الليبرالية تؤمن بمنظمات المجتمع المدني وتعتبرها الوريث لأي نظام ديمقراطي , ولهذا توفر منظمات مجتمع جنوبية في المجتمع الجنوبي سيساعد إلى حد كبير في أن الغرب يغير من موقفة تجاه الجنوب عندما يتم تسويق القضية الجنوبية بشكل ناجح من خلال أشخاص كاريزما يمتلكوا قدرة سياسية عالية تصل بالقضية الجنوبية إلى محطتها الأخيرة (التحرر والاستقلال) .

فاعلية المجتمع المدني تعمل على استمرارية الثورة الجنوبية من جانب ومن جانب آخر تكون الحاضن الشرعي لدولة الجنوب القادمة , وتضمن عدم الصراع بين الفئات والمناطق الجنوبية .

ولا نستبعد  في ظل استمرار فشل الدول المهتمة بالشأن اليمني وقناعتها بعدم إمكانية قيام دولة مدنية في ظل سيطرة القبيلة في الشمال مما يجعل الأمر مستحيلاً في الاستمرار بوضع يفتقد للاستقرار .

نضوج منظمات المجتمع المدني في المجتمع الجنوبي يجعلها الوريثة لاستقبال حكم ديمقراطي وإنتاج قيادات شبابية تخرج الجنوب من عباءة القيادة التاريخية التي لم تعد تواكب سياسات العصر الحديث .

منظمات المجتمع المدني الجنوبي يجب أن تكون البديل الإجرائي لغياب دولة الجنوب في ظل وجود الاحتلال الشمالي .

كما أنها الضامن الحقيقي لإعادة الهوية الوطنية الجنوبية بقوة من خلال معتقدها الفكري والسياسي الجنوبي الصرف الذي يعتبر الثورة الجنوبية المرجعية لهذه الهوية .