لابكاء للجنوب
الأحد 21 يوليو 2013 01:40 صباحاً
هل كان يقتضي من الرئيس علي سالم البيض ان يتجشم مشقة السفر الى القاهرة تاركاً مقر اقامته المحصنة في احدى ضواحي بيروت ليقابل الامين العام لجامعة الدول العربية السفير نبيل العربي حتى يسمعه (التزام الجامعة بوحدة واستقلال واستقرار اليمن) ام ثمة بارقة ضوء قد استجدت على القضية الجنوبية حتي يطير البيض خلفها؟!!
لا شيء في تقديري قد طرأ على القضية الجنوبية ولا شيء في تقديري قد يطرأ في القريب العاجل او حتى البعيد المؤجل فكل الطرق كما تبدو مغلقة وكل الحلول كما يبدو ابقاء الوضع على ما هو عليه.
لعلي ازعم اكبر خطأ ارتكبته القيادات السياسية الجنوبية هو مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني اليمني فكان على تلك القيادات المقاطعة ان تأخذ في الحسبان ان دخولها قاعة جلسات الحوار هو اعتراف بوحدة الشطرين وليس نقاشا او تفاوضاً على فك الارتباط وعودة الجنوب الى احضان ابنائه صحيح حتى هذه اللحظة لم تحسم القضية الجنوبية، ولكن ما يدور تحت الطاولة هو الأهم وهو الذي يحدد مصير الجنوب.
اعتقد أن اصرار علي سالم البيض والمجموعة المقاطعة لحوار صنعاء كان هو الاصح ولن يحصد المشاركون في مؤتمر الحوار غير الذي يقدم لهم لا غير ما هم يريدون، بمعنى استقلال الجنوب ليس مطروحاً ولن يكون وارداً لا في مؤتمر الحوار ولا خارجه، والمتداول هو تقسيم اليمن الى خمسة اقاليم في الدولة الموحدة او الواحدة على اساس أن الجنوب اقليمان والشمال اقليمان والعاصمة صنعاء الاقليم الخامس، ويبدو ان هناك من يحضر نفسه لذلك التقسيم الاقليمي المصطنع الذي لئن كان يمنح استقلالاً صورياً للاقاليم لكن في الواقع في بلد يحكمه الفساد وسوء الادارة والقبلية تبقى القبضة الحديدية بيد الادارة المركزية في صنعاء.
هناك تعقيدات كثيرة في المسألة اليمنية وهناك تعقيدات اكبر في المسألة الجنوبية فالشماليون ان كانوا في مواقع المسؤولية السياسية او خارجها ليس وارداً لديهم التنازل عن الجنوب والجنوبيون الذين يخوضون غمار العمل السياسي يبدو قد استيأسوا بعدما وجدوا ان كل الطرق قد سدت في وجوههم فأين الخلاص ويبدو ان هؤلاء واعني بهم القيادات السياسية المشاركة في الحوار قد رسمت لنفسها خط رجعة حتى لا تفقد نصيبها من الكعكعة الكبيرة القادمة!!
لعلي اجزم انه قد تكشفت للقيادات الجنوبية ما يسمى التاريخية انها قد بالغت في خلافاتها وكان عليها ان تلقي بتلك الخلافات خلف ظهرها وتوحد كلمتها من اجل تحدي مصير بلدهم ومصير شعبهم الذي رغم كل الاخطاء والخطايا ظل ولا يزال متمسكاً بها (القيادات) رغم فشلها وعجزها وتقدم السن وكان عليهم توفير قيادات بديلة شابة تنهض بالقضية الجنوبية وتنقلها الى المحافل والهيئات الدولية بدلاً من الارتماء على موائد الملوك والامراء والاقتناع ببعض (القريشات) التي يتصدق بها هؤلاء عليهم!!
الآن ماذا بقي من الجنوب غير البكاء على اللبن المسكوب وقيادات انانية وفاشلة ومتسولة وبلد محطم وارض تنزف دماً!!