القاعدة تعترف بمقتل الشهري في اليمن
اخيرا أكد ما يسمى بتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في شريط فيديو بث على الانترنت أمس، مقتل نائب قائده سعيد الشهري، وذلك بعد غموض دام أشهرا، حيث سبق للسلطات اليمنية أن أعلنت في الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) مقتله بطائرة أمريكية بدون طيار قصفته شمال اليمن في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.
وأعلن إبراهيم الربيش المسؤول الشرعي في التنظيم الإرهابي وفاة سعيد الشهري المعروف بأبي سفيان الأزدي في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار، موضحا أن تراخيا في الإجراءات الأمنية من خلال اتصالات هاتفية سمحت لما وصفه بـ«العدو» بقتله. واعترف الربيش في شريط الفيديو بأن الشهري هو من خطط لخطف نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي الذي تحتجزه القاعدة منذ مارس 2012م.
وفي الوقت ذاته وصف مصدر أمني يمني لـ(عكاظ) إعلان القاعدة بأنه متأخر ودليل قوي على أنها تعيش حالة من العزلة والحصار الذي لم يسمح لها طوال الفترة الماضية بإعلان مقتله، مبيناً أن العناصر التي تتبع تنظيم القاعدة أضحت محاصرة في مثلث جبال محافظات شبوة مأرب البيضاء.
وأوضح المصدر أن الضربة الجوية التي استهدفت قيادات القاعدة في مديرية وادي آل أبوجبارة بمديرية كتاف التابعة لمحافظة صعدة شمال اليمن فيما وصف بالعرس التابع لأسرة التيسي وآل معيلي أسفرت عن مقتل ثلاثة من قيادات ما يسمى بتنظيم القاعدة وأصابت آخرين، أواخر أكتوبر العام الماضي، كان من بينهم القيادي في القاعدة سعيد الشهري.
وأشار المصدر إلى أن القاعدة عمدت إلى نقل الشهري بشكل سري إلى منزل في وادي عبيدة، حيث كان يتلقى العلاج هناك من قبل امرأة (طبيبة) لكنه ظل تحت المراقبة ونجحت في قنص الكثير من قيادات التنظيم التي كانت تزوره بين الحين والآخر، ليتم بعد ذلك توجيه ضربة أخرى للمنزل الذي كان يتعالج فيه وقتل مع المرأة، لكن القاعدة تكتمت عليه ودفنته مساء اليوم الثاني لمقتله في أحد الأكوام بوادي عبيدة في محافظة مأرب شرق اليمن.
وقوبلت حادثة مقتله في حينه مع المرأة التي كانت تعالجه باستياء قبلي لمكانة المرأة في أوساط القبيلة المأربية، إلا أن القيادات العسكرية في مأرب كانت تلاحق القبائل وتطالبهم بالكشف عن الشخصية التي دفنت في الظلام وبسرية تامة حتى تمكنت من كشف المعلومات عقب إعلان أسرة الشهري مقتله بمأرب في يناير الماضي.
وقالت مصادر قبلية بمحافظة مأرب لـ(عكاظ) إن الشهري كان يتخفى ويتنقل بين القبائل، حيث كانت قبيلة آل معيلي هي القبيلة الوحيدة التي تتعاون معه بشكل كبير ولا تزال زوجته وفاء الشهري مع أبنائها تتواجد في أوساط تلك القبيلة التي وفرت لها المسكن وتعاملها كأنها واحدة منهم.
ويعد الشهري النائب الأول لزعيم ما يسمى بتنظيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي والقائد العسكري الذي أسهم في العديد من العمليات التي أقلقت الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولم يعلن التنظيم عن هوية خليفة الشهري الذي لن يكون يمنيا بالتأكيد، بينما يبقى اسم إبراهيم الربيش (منظر التنظيم والمسؤول الشرعي) الأكثر تداولا للحلول مكان الشهري، وفقا لزعيم قبلي.
وكانت السلطات اليمنية أعلنت مقتل الشهري في 24 يناير قائلة إنه توفي متأثرا بإصابته بجروح خلال عملية لمكافحة الإرهاب في نوفمبر 2012م في محافظة صعدة في شمال اليمن، لكن تنظيم القاعدة لم يؤكد آنذاك الخبر.
يذكر أن الشهري اعتقل بباكستان في ديسمبر 2001 م وقضى خمس سنوات في سجن جوانتنامو وسلم للسلطات السعودية في عام 2007 م، وأطلق سراحه في نفس العام بعد خضوعه لبرنامج المناصحة التأهيلي الذي وضعته الدولة لرعاياها العائدين من السجن الأمريكي، إلا أنه عاد والتحق بالقاعدة في اليمن، وأصبح نائبا لقائد ما يسمى «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي، وكان مسؤولا عن عدد من الأعمال الإرهابية منها اختطاف وقتل أجانب في اليمن، وتمكن الجيش اليمني في يونيو 2012 م من طرد مقاتلي القاعدة من محافظة أبين التي خضعت لسيطرتهم لمدة عام كامل، فلجأوا إلى الجبال الوعرة في محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن لكن عملياتهم شهدت تراجعا بفعل ضغوط القوات اليمنية بمساندة طائرات أمريكية من دون طيار.
ويعتقد أن الشهري قتل خلال غارة أمريكية في 10 سبتمبر 2012 م، حيث أوردت قناة العربية خبراً بأنه قتل في 22 يناير 2013 م خلال غارة أمريكية بدون طيار.