شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
غازي ياسين العييري

الصبيحة تاريخ عريق .. وواقع مؤلم

الخميس 11 يوليو 2013 09:44 مساءً

عندما تقرأ كتب التاريخ القديمة والحديثة ، ستجد اسم الصبيحة وقبائلها الأصيلة تعطر صفحاتها بأسمى وأجمل الكلمات والعبارات ، التي تدل على تاريخ حافل بالنضال والشجاعة والبسالة ، عاشت قبائل الصبيحة أبية تأبى الضيم والجور وترفضه ، وتكره نفحات الهيمنة والتعالي ، ضحت وما زالت تضحي برجالها الشرفاء المناضلين الذين سطروا اقوى ملاحم البطولة والشجاعة في محاربة الاحتلال البريطاني ، ومقاومة عنتريات المعتدين .

ان الصبيحة انجبت من الرجال من قهروا مزيفي التاريخ في محو بطولاتهم ومواقفهم ، أمثال ذلك البطل والزعيم والمناضل شهيد الأمة العربية فيصل عبداللطيف الشعبي أول رئيس وزراء لحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بعد الاستقلال، ذلك الرجل الذي وصفه احد الكتاب المناضلين بأنه كان رجل  الثورة والتحرير الاول ، ووصفه آخر بأنه قائد النضال ومهندس الاستقلال ، انه كما قيل عقل الاستقلال ودينمو ثورة 14 أكتوبر ، لقد أخطأ من توهم يوماً أيها البطل بأنه سيغلي نضالك ، فقد كانت دماءك اللعنة التي هدمت عروش الطغاة ، وجعلتهم يتناهشون فيما بينهم كالوحوش المسعورة  ، فمنهم من ذاق كأس الخزي والعار ومنهم من ينتظر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. هنيئاً لك الشهادة وللصبيحة الفخر بك وبأبنائها المناضلين الابرار ، من بعدك ايها الشهيد  لم ترى الصبيحة الا الويل والثبور .

الصبيحة هي تلك الرقعة التي همشت لمواقف ابناءها الابطال ، فها هي اليوم معظم مناطق الصبيحة تعاني الكثير من نقص المياة ، كالمضاربة ورأس العارة ، يقفون البدو من قبائل الصبيحةعلى قارعة الطريق يمدون ايديهم طلباً لشربة ماء تسد رمقهم ، فما هو حال حلالهم كالابل والاغنام ، اما البنية التحتية فحدث ولا حرج ، مؤسساتها كأنها دكاكين عفا عليها الزمن ، والسجن كأنة بيت مواشي ، ومستشفى تفتقر للاجهزة الطبية الحديثة ، وكم هي حالات الموتى بسبب الوضع الصحي المؤلم ، وكم سأتحدث في هذا المجال ، ناهيك عن شوارع غير مخططة تخطيطياً حضارياً ، وأكوام القمامة مترامية في جميع شوارعها ، يمكن لجميع مناطق الصبيحة أن تستفيد من منسوب مياة السيول القادمة من جبال حيفان اذا وجدت السدود ، ومشاريع اعادة تدوير مياة الامطار ،  أما الكهرباء فمن المعيب أن نقول أن مشروع الكهرباء الحكومية لم تصل الى يومنا هذا ، الى مديرية طور الباحة خلافاً عن المديريات الاخرى التابعة للصبيحة ..من المسؤول عن هذا التجاهل والتهميش ، الحكومة تتحمل الجزء الأكبر منذ الاستقلالحتى يومنا هذا ، ونحن ابناء الصبيحة شركاء في هذا لأننا ارتضينا بذلك، ويأتي جيل بعد جيل والحالة كما هي بل كل يوم للاسوأ فإلى متى يا أبناء الصبيحة ؟؟!!

اما ظاهرة الثأرات فهذه ظاهرة تحتاج الى الوقوف عندها كثيراً للبحث في أسبابها ودوافعها ، وتسليط الضوء على الاستنتاجات للوصول الى حلول جذرية ، ولكن المشكلة في هذا الموضوع اننا ابناء الصبيحة نتحملها بشكل كبير ، لأننا ننتظر من الآخرين أن يحلوا مشاكلنا ، ولا نبادر بأنفسنا لحل  قضية الثارات التي لو بحثنا في أسبابها سنعرف مستوى الجهل والتخلف الذي نعيشه ، فاذا قعدنا ننتظر المارد في مصباح علاء الدين فلن نصل الى حل ، ولذا ومن هذا المنبر الاعلامي الحر أدعوا وجهاء الصبيحة ابتداء من المحافظ والمجالس المحلية والمشايخ والشخصيات الوطنية الى تشكيل لجنة مصالحة تنهي قضايا الثارات بين القبائل من منطلق اخلاقي وواجب ديني، لأن الذي يعتبر نفسه بعيداً عن هذه النار سيأتي اليوم التي يلفح بشراراتها ، كما أنه لا بد للشباب والمثقفين أن يكون لهم دور في ذلك في ضوء متغيرات العصر وثورة التكنولوجيا ، حتى تأتي اجيالاً تذكر سابقيها بالخير ، ما لم ستأتي اجيال لتعلن سابقيها ، وسيسجل التاريخ ذلك ودمتم ..

خاص:عدن اليوم الورقية :غازي ياسين القليعالعييري