الكشافة اليمنية تغرق بين حصار الوزارة ومخالفات الوزير !!
الحركة الكشفية والإرشادية في اليمن تعاني منذ اكثر من خمس سنوات من ركود ان لم نقل في تدهور مستمر ومع عقد المؤتمر الكشفي العام خلال الفترة 1- 3 مايو 2013م وانتخاب قيادات للمفوضية العامة للكشافة بصورة ديمقراطية كان قد اعطى بصيص امل وإشعاع نور فجر التغيير في الحركة الكشفية والذي استبشر فيه الجميع خيراً للانتقال بالحركة الكشفية الى العمل الجاد والمثمر والدور الفعال في المجتمع اليمني .
حيث ذهب البعض في حديثهم خلال انعقاد المؤتمر الى ان يكون وزير الشباب والرياضة هو رئيس للجمعية وحسب طلب الوزير نفسه لعدة اسباب اهمها هو الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمة الوزارة لتسيير نشاط الحركة الكشفية والذي يقدر بما يقارب من اربعون مليون ريال سنوياً يتم صرفة منذ سنوات طويلة للجمعية .
ومع مرور اكثر من شهرين منذ انعقاد المؤتمر العام وانتخاب المفوضية العامة للكشافة في مايو الماضي إلا انها لا زالت تعيش في وضع مزري بسبب امتناع وزارة الشباب والرياضة عن صرف أي مبالغ مالية من الدعم المخصص للجمعية وتتعرض عملية الصرف للمماطلة والتسويف لأسباب غير معروفه وليست واضحة حتى الان .
وقد باتت جمعية الكشافة والمرشدات تعاني من حصار مالي وإداري منظم من قبل الوزارة تسبب في توقف صرف مرتبات الموظفين في الجمعية منذ اربعة اشهر وقطع ارقام الهاتف والفاكس وعدم قدرة المفوضية حتى على صيانة وإصلاح الاجهزة الكهربائية والالكترونية التي تعاني هي الاخرى من حالة تدهور مريع وغيرها كثير من الامور التي باتت متعثرة وموقفة بسبب توقف الدعم المحدد في موازنة الوزارة والصندوق .
ومن جهة اخرى شكى اعضاء المفوضية العامة للكشافة من اصدار عدة قرارات وزارية من قبل وزير الشباب والرياضة رئيس الجمعية مخالفة للنظام الاساسي قضت بتعيين في مواقع قيادية مستحدثة عدد من القيادات الكشفية السابقة التي ظلت جاثمة على الحركة الكشفية عدة سنوات ولم يستطيعوا تقديم أي جديد بالعكس كانوا سبب تدهورها خلال السنوات الاخيرة الماضية .
وبالرغم ان اعضاء المفوضية العامة قد رفعوا عدة مذكرات الى وزير الشباب والرياضة ذكروا فيها ان قراراته تعتبر خارجة عن النظام الاساسي الذي اقره المؤتمر العام وهو ما يعد نسف لشرعية المؤتمر ومخالفة لانتخاب هيئات وقيادات العمل الكشفي وأكدوا رفضهم لتلك القرارات وطالبوا بالغاها لما فيه صالح الحركة الكشفية اليمنية الا انه لا حياة لمن تنادي .
ولهذه الاسباب فان المفوضية هذه الايام تغرق بين حصار وزارة الشباب والرياضة وقرارات الوزير المخالفة ، الاولى هي عدم صرف الدعم الذي تعهد به الوزير في المؤتمر العام والذي اعطي بموجبة رئاسة الجمعية ، والثاني هي قرارات الوزير المخالفة للنظام الاساسي شكلاً وموضوعاً اضف الى انها اعادت تعيين قيادات كان قد تم اقالتها من سابق ، وبسبب عدم قدرتهم على تحسين وضع الكشافة لم يقدموا انفسهم كمرشحين في المؤتمر العام لإدراكهم مسبقاً ان المؤتمرون غير متقبلين لانتخابهم كمفوضين لجمعية الكشافة من جديد .
ومع هذا الوضع الذي تعيشه مفوضية الكشافة والذي يعد شكلاً من اشكال الحصار والاستهداف المباشر لأنشطتها وسير عملها تدور في ذهني عدة تساؤلات اهمها ، لماذا كل هذا الحصار ضد المفوضية ؟ وهل اختلف معالي الوزير عن كلامه في المؤتمر العام عن تقديم الدعم للكشافة ؟ وما الذي تغير في الامر حتى يتم وقف وتأخير صرف الدعم ؟ وما موقف لجنة الرقابة والمؤتمر العام ومجلس الجمعية والمفوضية العامة من توقيف الدعم وقرارات التعيين الخارجة عن النظام الاساسي ؟ والى اين تتجه جمعية الكشافة خلال الفترة القادمة ؟ ومن المسئول عن استمرار تدهور حالها ؟!!