الوحـــدة
نسمع كثيراّ هذه الايام التناقضات القائمة في اوساط المجتمع اليمني على موضوع الوحدة بين الجنوب والشمال ومستقبلها وكذا في اوساط مؤتمر الحوار الوطني مع كثرة المتباكين على الوحدة ومستقبلها والمتوعدين والمترصدين من ابناء الشمال وايضا الذين يمثلون ما تبقى من امتداد لسلطة حصار السبعين في الشمال ، كل هذا لأن شعب الجنوب صرح بما يريد .
الغريب اننا لم نسمع من يندد او يهدد لما حدث من انفصال في شمال الشمال (ونحن لسنا ضد ما حدث في شمال الشمال) لذا اقول للمتباكين على الوحدة لماذا لا تتباكون على الانفصال الذي تم فعلا عندكم دون حتى كلمة تنديد او توعد لما حدث وتحاولون التفاهم مع الذين يطالبون فقط ولم يفرضوا رأيهم على ارض الواقع بحقوقهم وكرامتهم وهو حق مشروع لهم ، والذي يفهم من اسلوبكم هذا شيئين الاول هو انكم لا تريدون الوحدة بل تريدون الجنوب وموقفكم من انفصال شمال الشمال لهو خير دليل ، والثاني انبهكم بانكم توصلون رسالة مفادها بانكم لا تتعاملون الا بالقوة وبالسلاح لكن ابناء الجنوب لن يتخلوا عن نهجهم السلمي الا اذا فرض عليهم التعامل بالقوة ولن يكون ابناء الجنوب البادئين في استعمال القوه.
إن مستقبل الوحدة مرهون بشيء اساسي وهو شعب الجنوب فقط ، فإن اردتم ايها المتباكين والمنددين والمتوعدين ان توصلوا رساله سليمه فهي ومن وجهة نظري التزامكم بالنظام والقانون وليس للشيخ او القبيلة، مع العلم ان النظام والقانون مكمل للقبيلة الحميدة وليس ضدها ، فكما قلت اثبتوا لنا بانكم تريدون الوحدة وليس الجنوب ومن بعدها لكل حادث حديث.
فالقبيَلة الموجودة اليوم ليست الا نخيط وزنط وعيفطه وهذا ليس موجود اساسا في القبيَلة فانتم اسأتم الى قبِيلتكم بابتعادكم عن العرف القبلي الحميد الذي كان يسير الامور بين القبائل. فهل النظام والقانون الذي تحاولوا الهروب منه منذ سنيين وبعد استيلاء سلطة حصار السبعين على الحكم في الشمال معيب لكم الالتزام به؟ وهو بالأساس مكمل للقبيَلة الحميدة والحقيقية.
اما بالنسبة لقيادات القضية الجنوبية نقول لهم بان شعب الجنوب قد مل من خلافاتكم ولا يريد ان يرتكب نفس خطأكم الذي ارتكبتموه في الماضي وهو تجاوز القيادات دون خطه مدروسة ، وقتكم اصبح ضيق تجاوزوا خلافاتكم قبل ان يتم تجاوزكم ، هذا ما أردت قوله للجيل الذي حكمنا واقول للجيل الذي سيحكمنا استفيدوا من هذه الخلافات حتى لا تتكرر ويضيع من عمر شعبنا ستون سنه اخرى.
*مؤسس البرنامج الاجتماعي الوطن