7 / 7 آخر يوم
مازالت تتردد في مسامعي اصوات الثوار الحقيقيون الذين كانوا بعدد الاصابع امكانياتهم محدودة بل شبه منعدمة كانوا يحملون الكعك في جيوبهم وقارورة الماء في اكياسهم ، كانوا حقيقيون لا يؤمنون إلأ بشيئين الوطن او الشهادة .
مازالت الشعارات الجنوبية الوطنية التي كانت ترعد فرائص قلبي في كل لحظة ارددها مع جمهور المناضلون وحين اعود بذاكرتي إلى
7 / 7 / 2007 م اشعر بأن ثوار الأمس غير ثوار اليوم ونظام الأمس غير نظام اليوم ، انطلقت ثورة شعبنا الجنوبي برجال اشاوس عددهم قليل وطموحهم كبير على قدر الامكانيات المادية الطائلة التي وزعها نظام صالح حينها إلى ان صالح وفلوسه لم يستطيع ايقافهم ،حين عرف نظام صالح بأن المال لم ينفع استخدم القوة المفرطة وقتل وشرد واعتقل الآلآف من الابطال الذين كان نضالهم سلمي تجاه كل تلك القوة المفرطة فلم يرهبهم بطش الآحتلال وهيمنته بل زادهم شموخ وقوة وكانت عزيمتهم شامخة كشموخ جبال شمسان .
بعد قيام ما يسمى بالثورة اليمنية تغيرت ميازين القوى وعرف الجميع بأن وقت تكتيم الافواه قد ولا زمنه وبدون رجعه عندها عرف الجميع بأن قوة صالح وجبروته لن يدوم طويلآ وبعد ان تولى هادي زمام الحكم عرف الجنوب المليونيات الكبرى وكانت هناك اعتداءات من قبل نظام الآحتلال المتخلف إلا انه لم يكن بالشدة والوقاحة التي كانت ايام صالح .بل بعد تدشين الحوار اصبح الجو السياسي مزروع بالدسائس الخفية ولكن صور القتل والاعتداءات شبه منعدمة وبأعتقادي هي فترة وسيعود مشوار القمع والقتل ربما بعد حوار صنعاء بصورة ممنهجة ومنظمة والضحية انت ايه الجنوبي .
من عظائم فضل ربي عليا بأنني عشت في مرحلة حكم صالح وبعد صالح وآلاف الشهدا فاضت ارواحهم إلى بارئهم في تلك الفترة ولكن مازلت اتذكر المعلومات السرية التي كانت تخرج لنا من معسكرات الآحتلال قبل تدشين المضاهرات الجنوبية بيوم أو يومين من ضباط جنوبيون يحذروننا ويقولون لنا بأن صنعاء اصدرت اوامر بقمع كل من تسون له نفسه حضور المسيرات السلمية ،والتركيز على كل من يحمل كيمرا أو علم .كان سكان قريتي الصغيرة لا يفكرون بشيء غير انجاح الفعالية المحددة بغض النضر عن من سيعود ومن ستكتب له الشهادة ،ايام صعبة كنت اعيشها بين الحماس والخوف اتذكر بأن سيارة العم يوسف كانت تصحوا وتصحي الجميع بعد صلاة الفجر لتعلن عبر مكرفون الصوت بأن وقت المناضلون من ذهب ولا سبيل للعودة إلى الوراء، وكم كان مؤلم بالنسبة لي الأيام التي كان ترفض عليا والدتي المشاركة مع الرفاق ،وأن شاركت بدون علمها وقت ازيز الرصاص كان الخوف يسكن قلبي مرتين مرة من الموت ومرات بأنني سأموت ووالدتي ليست راضية عني عندها قد اخسر الأولى والاخرى عياذآ بالله .
لا اقدر انا أو غيري انكار بأن ثورة اليمن لم نستفيد منها نحن ابناء الجنوب فقد خلقت لنا فضاء مفتوح عبر عن ماشئت ومتى شئت وبالطريقة التي تشاء ،وهذا الانفتاح غير علينا ميازين القوى وجعل الجميع يلحقون بقطار الثورة الجنوبية ولا تعرف هل عمله معك أم ضدك وخلقت لنا قادات هشة تقضي الصباح في عدن والمبيت في صنعاء ،المليونيات السلمية تقابل بها كل الوان الطيف الجنوبي ولكن اذا حمي الوطيس فلن ترا بجانبك إلا مناضلون بعدد الاصابع ، لست في صدد تخوين كل من انضموا إلى ثورة شعبناء بوقت متأخر ولكن عباد الدرهم والدينار والمندسين وعشاق الزعامات والمناصب هم من جعلوناء نكتب بكل مرارة وندم، قاداتنا لا يستحقون ان يقودوا شعبنا ولو اشهر معدودة لأن اخلاصهم لذاتهم اكثر من اخلاصهم للوطن إلا القلة المخلصون ، لو جميع قاداتنا مخلصون للقضية والوطن لكانوا استغلوا انشغال صنعاء بمشاكلها الداخلية ورتبوا اوراقنا ووحدوا صفنا ليثبتوا لشعبنا وللعالم كله بأنهم قادرون على قيادة دولة وضمان حياة افضل للمواطن الجنوبي .
ذكرى الشعارات السابقة مازالت منقوشة في قلبي فكم اتذكر ياجنوبي صحي النوم سبعة سبعة آخر يوم ، بهذا الشعار فقط غادر الشماليون المناطق الجنوبية وتركوا وراءهم اعمالهم وومتلكاتهم خوفآ على حياتهم من ثورة الجنوب كان في تلك الأيام للشعارات لهجة ورسالة قوية تدب في قلب ووجدان كل من توصل اليه، وكان مصدر قوة الهجة صدق وأخلاص من يرددونها إما اليوم فمن يريد أن يسرق فيتستر بعلم دولة الجنوب ومن يريد أن يقطع شارعآ او يعمل اعمالآ قبيحة وربما اعمال بلطجة وتفاهة فعلم الجنوب خير وسيلة ليضهر للأخرين بأنه أبن الأرض ومالكها الحقيقي وصاحب الشريعة الأولى في طريقة التصرف لا اعرف إلى متى سيضل وضعناء هكذا بين الحقيقة والخيال فكثير من المخلصون مللوا طريق النضال التي همها خروج مليون بغض النضر عن الجوانب الأخرى من توعية وتثقيف وزرع قيم الثورة الحقيقية في قلب كل جنوبي...