أبين .. وإعلام باعزب !!
حينما أمسكت قلمي لأخط عنه وقفت حائرا مترددا, ولم تطاوعني الكلمات ولم تنصاع لي الأحرف, حتى أني ترددت كثيرا ومزقت الصفحات تلو الصفحات وتلعثمت مرات ومرات وتحايلت على اللغة ومفرداتها علها تسعفني بشيء يليق بها ويعطيه ولو أقل القليل مما يستحق,وقررت أن لا أكتب عنه ولكني وجدت أني مجبر للكتابة عن أخلاق وسجاياه, عن تفانيه أخلاصة,عن حبه لعملة وصدقه فيه..
فنحن في زمن قلما تجد فيه مثل هؤلاء الذين لم تمت بعد ضمائرهم ولم يحنطوا مشاعرهم أو يبلدوا أحاسيسهم أو يسيل لعابهم لريالات هزيلة بائسة (لاتسمن ولا تغني من جوع ) بل تسلب الرجولة وتبدد الأخلاق وتقتل الإنسانية والانتماء الولاء وتظهر (نذالة) ودناءة أصحابها الذين تنكروا لكل شيء حتى لأهلهم وأوطانهم التي أوتهم واحتضنتهم بين ثناياها..
لن أقول أنه ملاك نزل من السماء أو شخص يختلف في تركيبته وشكله عن بني الإنسان ولكن هو رجلا أنبلج من بين هذه المآسي وأراد أن يقف في وجه هؤلاء الذين أرادوا أن تظل أبين في مستنقع الإهمال واللامبالاة والتسيب وأن تظل خلف المجهول دون أن يشعر الآخرين بمعاناتها وآهات وأنات أهلها الذين كانوا ضحية المناكفات والمكايدات..
أراد أن يقول للأعلام الممنهج والمسيس الذي تجاهل أبين وشطبها من خارطته الإعلامية (الفارغة) والخالية من المضامين,قف كفاك عبثا , كفاك تجاهلا لمعاناتنا وأوجاعنا وآهاتنا..
أراد أن يقف أمام هذه الهجمة الشرسة ضد المحافظة وأهلها من قبل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء الذي لم يعطها حقها الكامل ونصيبها من تغطياته التي لا تتعدى في أغلب الأحيان مرض( الفخامة ) وعودة ( السيادة ) وضياع كلاب ( المعالي ) وتناسوا أهم الأمور وأكثرها أحقية بشاشاته وصحفه وإذاعاته..
فصال وجال وتحدى المحال حتى تنال أبين حقها الإعلامي في كافة الوسائل الإعلامية, وفعلا أستطاع أن يحقق هذا الهدف ويصل لتلك الغاية ويظهر شيء مما تجاهله إعلام المصالح والمادة..
ياسر باعزب مدير إعلام أبين هو العلامة الفارقة والرقم الصعب,وهو الشخص الذي أستطاع بجدارة أن يستحوذ على قلوب الناس وان يأسر أفئدتهم بخلقه وحسن سجاياه حينما جعل أبين وأهلها همه الأول وحلمه الذي يتمنى أن يحققه مهما كلفه ذلك من ثمن,ولم يكن كأولئك الذين أكتفوا بالجلوس على كراسي الإدارة غير مكترثين ولا مبالين بأي شيء همهم ( أمعاءهم ) وأفواههم وجيوبهم دون الالتفات إلى أبين وأهلها ومصالحها..
با عزب الوحيد الذي أستطاع قلب موازنة الإعلام الهادم وتسخيره وتوجيهه لمصلحة المحافظة ومشاريعها وأنشطتها وبرامجها وسلط الأضواء على معاناة أهلها التي لا تزال جاثمة على صدورهم, وأثبت للكل أن أبين لاتزال تحتضن بين جنباتها أناس يخافون الله ويخشونه وأنها لن تتوقف الحياة لمجرد أن ( حثالة ) من القوم باعوا ضمائرهم وتخلوا عن مبادئهم المملوكة لغيرهم..
ولن أبالغ أن قلت أن هذا الرجل قد يكون من أكثر العناصر الفاعلة برمتها في المحافظة من خلال موقعه ومكانته ومنصبة الذي تقلده حديثا وجعل من مأوى وملاذ وسكنى لكل من تقطعت بهم السبل وتكالبت عليهم الهموم واستبدت بهم الأوجاع والآلام ,فهو عدى أنه مدير إعلام إنسان ذا قلب يتسع للكل ويستمع للكل دون كلل أو ملل ودون أن يضيق صدره من أي شيء..
فتحية حب وتقدير لشخصه الكريم وأخلاقه الرفيعة التي تفرد بها ..