الدرس الإيراني ..
الثلاثاء 18 / 6 / 2013م تأهلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بفوزها على مضيفتها كوريا الجنوبية إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم المرتقبة في البرازيل العام القادم ، انجاز من روح النصر الذي حققته الجمهورية الإسلامية الجمعة الماضية 14 – 6 – 2013م و أبهرت فيه العالم الغربي المعادي قبل أعجاب أصدقائها بنزاهة و شفافية الانتخابات الرئاسية التي فاز بها المرشح الإصلاحي الشيخ حسن روحاني ، انجازات ضمن سلسلة انتصارات متلاحقة تؤكد جميعها صوابية خيار الشعب الإيراني الشقيق بالتزامه نهج الثورة الإسلامية المستقل بعيدا عن فخ الارتهان لأي من المحورين الغربي الأمريكي أو الشرقي الروسي ، انتصار تحقق بفضل الاستلهام الثوري للإسلام من أصولة بعيدا عن رتابة النقل الآلي للتراث المتناقل وما ادخل فيه من غث عصور التخلف وهنا سر مفتاح النصر و التحول الحاصل في إيران الجديدة .
التمكن الإيراني المقتدر بعد ثورته الإسلامية تمثل في الحافظ على انجاز الاستقلال السياسي و عزز أرادة خياراته الحرة بحركة تقدم تقني و ثقافي شاملة و مستمرة موازية له جعلته يتحول لنموذج ملهم للمستضعفين و المحرومين في كل المعمورة ، قدرة النهج الإسلامي الثوري في تحقيق نهضة شاملة قدمها كحالة و نموذج في التطور و التنمية جدير باهتمام قوى التقدم و الحداثة فأصبحت تعرف في التراث الثوري الإنساني بالدرس الإيراني للنهوض المتكامل و على كل الصعد ،ما يشد الانتباه في هذا النموذج حكمة القيادة الإيرانية ونجاحها في توجيه و تصويب الجهد الفكري و السياسي و التنموي خلال العقود الثلاثة الماضية من الثورة الإسلامية بما أسس قاعدة مادية وروحية متينة ساهمت في بناء الشخصية الوطنية الإسلامية المتحررة من عقد التفوق الغربي و القادرة على الإبداع في كل مجالات التقدم التقني و العلمي و الثقافي و الرياضي .. الخ .
انتخابات الجمعة الأولى من شهر شعبان المبارك رغم أنها شــأن إيراني داخلي إلا أنها قدمت للإنسانية درس ديمقراطية رائع بامتياز / لأنها نموذج متفرد جاء الاهتمام و المتابعة العالمية غير المسبوقة لها بما أغاض الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين و قطعانه من الخوارج و النواصب ، لذلك إن كانت الانتخابات الأمريكية و الغربية عموما عند المبهورين بالنموذج الغربي تمثل فرصة دورية لتجدد أنظمتها لاستنهاض حلم الحرية الفردية بانتخابات يعرض المتبارين فيها مهاراتهم في كيفية تحقيقه بشكل أفضل ، فـإن العرس الديمقراطي الإيراني – أيضا – قدم نموذجا إسلاميا تبارت فيه البرامج الانتخابية حول الوسيلة الأفضل لتحقيق أهداف الثورة الإسلامية واختار الشعب بحرية الخطاب المناسب للمرحلة , استحقاق بجدارة أجادت إيران ( القيادة و الشعب ) فيه إدارة أصول اللعبة الديمقراطية الخاصة بها بما يخدم تطور مجتمعها ، خطوة دشنت رسميا خروج الجمهورية الإسلامية من الدوران في حلقة التخلف المفرغة الذي نصبتها قوى الاستكبار العالمي للدول المستقلة حديثا .
*زنجبار – أبين – 20 يونيو 2013 م
منسق ملتقى أبين للتصالح و التسامح و التضامن .