ماجد الشعيبي
هيئة غير شرعية
الأربعاء 19 يونيو 2013 03:01 مساءً
يخيفني كواحد من شباب الجنوب -الطامحين لوطن ديمقراطي مدني لا ينتهك فيه حريات أحد – كل ما هو شرعي حتى الرئيس علي سالم انا واحد ممن يدافعون عليه كرئيس يجمع عليه الشعب، وحينما يضاف له كلمة "الشرعي" ينتابني قلق كبير ربما اوضحه في وقتاً لاحق.
منذ وقت وانا مع فكرة ان يكون لنا جناح داخل الحراك متخصص بالشأن الديني ويكون نابع من عمق الحراك وثورته السلمية، يقتصر مهمته على الدفاع والرد على الفتاوي المتواصلة القادمة من علماء الشمال ورجال دينه الذين يخدمون اهداف وسياسات احزابهم، ولكني هذه المرة سأقف ضد نفسي وسأرفض ان يكون الجنوب مصدراً للفتاوي التي تبيح القتل والذي عانى منها شعب الجنوب ويلاتها منذ عام 94 وحتى اليوم.
الجديد اليوم أن الهيئة الشرعية الجنوبية بدأت تكشر عن انيابها وتعمل وفق ما تمليه عليها سياسات ليست متعلقة بالجنوب ومستقبله، ويبدوا ان شيوخنا الذي لا نعرف شيئاً عنهم، لديهم اهداف أكبر من التحرير والاستقلال.
الهيئة الشرعية تحظى باحترام كبير بعد عملهم الدؤوب على حل اكثر من خلاف كان يدور داخل مكونات الحراك، وانا اعتبره من صلب عملهم كرجال دين، ونرفض اعطاء انفسهم الشرعية بأنهم واجهه للجنوب وممثلين لثورته او يقولون على أنفسهم انهم الجماعة التي لا يختلف عليهم اثنين، وأن اعتقدت جازماً ان الهيئة الشرعية لم تكن نابعه اصلاً من صلب الحراك الشعبي وهي موجوده لتحقيق اهدفها، فليخبرني أحدكم غير هذا ان أخطئت !!
والدي رجل دين وأمام المسجد في قريتنا الصغيرة، ليس له أي ارتباط بالجماعات الدينة المتطرفة او غيرها، ولم يكن يوماً يدعي للجهاد ضد أحد، وحينما يرفع اكفيه للدعاء لوطني المحتل في كل صلاة يدعو دون ان يحرض على العنف او قتال أحد، فالدين لله وحده والوطن للجميع وليساً هناك شرعية لجماعة على اخرى ومن الان فأن طريق الدين يجب ان يسير جانباً والسياسية جانباً كي لا ندفع الثمن غالياً.
لم يكن هم والدي الذي يحمل علم الجنوب قادماً من الضالع لمرات عديدة أن يكون من رجال "الشرعية" ليراه الناس يعتلي المنصات يوزع الامنيات مدغدغاً بها عواطف الشعب المقهور فمهمته أكبر من الظهور في صورة مع الرئيس البيض او في تصريح لوسائل الإعلام.
مستقبلنا في خطر !! لا اعلم لماذا ينتابني هذا الشعور، لكن ما يحصل حاليا لم يعد واجباً السكوت عليه فالمناضل الذي خرج مشهراً سلميته ضد نظام صالح وكان اول الناس المدشنين لثورة الجنوب يقال عليه انه يحمل أجندة صنعاء والأخر الذي ظهر مع العام 2011 م اصبح امام الناس من المناضلين الذي يشار لهم بالبنان، استعادة الدولة لا يعني بالضرورة التخلص من كل شيء يربطنا بالاشتراكية، لنقدم للجماهير شخصيات مرعبه ملتحيه لا نعرف تاريخها، لنقنع أنفسنا اننا تخلصنا من الماضي.
شعبنا فقط يؤمن بحقه في استعادة دولته والعيش بكرامة ويحتاج لملامسة ذلك كواقع وليس كشعارات، وديننا الإسلامي لا يشترط ان تكون له جماعه تمثله في الجنوب، فلقد سئمنا من عشاق الخطاب ومن الكلام المجمل، وثمان مليونيات كانت رسالة وضحه ولا مجال للحديث أكثر.
بحاجه بالغه لجماعات دينية تكلف نفسها للعمل وفق اهداف الثورة الجنوبية تربي جيل يدافع عن قضيته وعن وطنه تعلم شبابنا الوسطية ومفاهيم الحياة الصحيحة والعادلة ويكون دورها مرتبط بحياة الناس يحلون مشاكلهم، يدافعون عن حقوقهم، يرفضون التطرف والإرهاب، يكون موقفهم حازم تجاه الجماعات الإرهابية ومدارس التكفير ولا يرتبطون بتجار الدين في الشمال.
خرج شعبنا للشارع بدون هيئة شرعية ولا فتوى وسيحقق اهدافه دوان ان يحتاج لذلك وان كان العصر عصر المتاجرة بالدين من أجل تحقيق الأهداف فأن الجنوب لن يكون له نصيب في تلك التجارة الخاسرة.
وأقول متحملاً تبعات كلامي ان الهيئة الشرعية التي تقترب من تحقيق اهدافها الخاصة، اذا استمرت بعمها بتديين القضية سيكون للحراك وثورته -الذي نفاخر بتجربة عن سائر البلدان -صورة جديدة امام العالم هي عكس الاولى تماماً.
ماجد الشعيبي
العاصمه عدن
الاربعا 19/يونيو/2013م