شركة عدن للأمن والسلامة

  

أخبار
غاندي الجنوب حسن باعوم
اقرا ايضا

حقيقة ما جرى بين رئيس النظام اليمني علي عبدالله صالح وغاندي الجنوب حسن أحمد باعوم

عدن اليوم - خاص | الأحد 16 يونيو 2013 12:13 مساءً

أتذكر في أحد أيام شهر سبتمبر من العام 1997م حين دق هاتف المنزل وكان المتحدث شخص لا أعرفه يقول لي أن والدك المعتقل يطلب منك الحضور للسجن الساعة السادسة صباحا ! ثم أطبق السماعة دون أي توضيح أو تفسير مما أثار ريبتي وقلقي وجعلني أضرب أخماسا في اسداس محاولاً دون جدوى معرفة سبب هذا التوقيت الغريب لحضوري الى السجن سيما وأننا نمر كعائلة بمرحلة صعبة للغاية ونحن نعلم أن الحالة الصحية للوالد قد تدهورت نتيجة إضرابه عن الطعام لأسابيع متواصلة ورفضه المطلق رفع اضرابه رغم كل المحاولات التي بذلت من كل الشخصيات التي زارته من سياسيين ومثقفين وعلماء دين حتى أنني في مرة إصطحبت معي أصغر إخوتي أحمد الذي يبلغ الرابعة وسماح التي تصغره بعامين في محاولة للتأثير عليه نفسيا حتى يفك إضرابه وكانت محاولة فاشلة حيث أعتلت وجهه ملامح الغضب حين رأى الطفلين وأخذ يصرخ بقوة ويصفنا أنا "والعائلة" بالمتواطئين وبأننا خذلناه وطردني شر طردة من زنزانته ، وكان تأثير ذلك على نفسي متناقض فقد شعرت بأنني خنت والدي وخذلته ولكنني في الوقت نفسه شعرت بالفخر يملأ نفسي من هذا الموقف الصلب من أعز الناس الى قلبي ومن يومها صرت أشجع أي فكرة تخطر لوالدي حتى وان كانت جريئة ومتهورة .. فقد صرت ميقناً أنه أهلاً لها .. عموماً .. ذهبت الصباح في السادسة كما قال المتصل الى سجن "المنورة" وقبل أن أبلغ بوابة السجن إذ بجندي أعرفه وكان يعمل بالسجن يسحبني ويدس في جيبي ورقة ويقول لي هذا من والدك ، فسألته حن حالته فطمأنني عنه فرجعت فورا الى المنزل لأقرأ ما في هذه الورقة .. حين فنحتها قرأت فقرة تقول " إبني فواز عليك إرسال هذه الورقة دون تردد الى كل الصحف التي تسطيع التواصل معها ونشر ما في الورقة وفضح هذا النظام ورئيسه .. فواز أنا أعتمد عليك .. والدك"
فأخذتني الدهشة ولكن دهشتي هذه لا تساوي شيئاً أمام ذهولي حين قرأت ما كتب في الورقة .. وكان نص المكالمة التي أجراها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لوالدي وهو معتقل ومضرب عن الطعام وهذا نصها :

الرئيس : حسن أحمد باعوم
باعوم: نعم
الرئيس : خروجك من السجن يعني التزام المنزل حتى المحاكمة
باعوم : بعد خروجي من السجن سأمارس حقي القانوني والدستوري
الرئيس:أنت ضد الوحدة
باعوم :لست ضد الوحدة
الرئيس :أنت ضد الوحدة عنما ذهبت الى شحن "عمان"
باعوم :أنا لست ضد الوحدة .. كنت أقاتل مع أبناء شعبي ضد الحرب العدوانية في المحافظات الجنوبية التي كانت مسرحا لهذه الحرب بعد تقويض كل الاتفاقيات.. ونحن الاّن في المحافظات الجنوبية محتلون ففي محافظة حضرموت على سبيل المثال النقاط العسكرية في كل مكان على سبيل المثال في غيل بن يمين تنتزع لقمة العيش من افواه المساكين ويقاسمون العمال في الشركة مستحقاتهم والنهب في كل مكان .. لدينا هنا الاخ سكرتير منظمة الحزب في غيل بن يمين وأنا على استعداد أن اوضح لك ما يجري في محافظة حضرموت .. وما يجري في حضرموت في كل المحافظات الجنوبية والشرقية .. الاخ الرئيس ... أذكرك قبيل الوحدة وعندما كان مطروحا اغلاق اذاعة ( الزمرة ) وعقب اللقاء بكم كان هذا الموضوع مطروحا .. وقد تحدث الاخوة الحاضرون
(علي ناصر محمد ,عبدالله البار ,عبدالله غانم , أحمد مساعد حسين , والمرحوم علي باذيب , وأعتقد علي صالح عباد ) وكان الارياني موجود وبعد الاستماع اليهم طلبت مني الحديث فقلت : انه في سبيل الوحدة مستعدون أن نضحي بالغالي والنفيس . المهم أن تقوم على أنقاض الدولتين الشطريتين دولة النظام والقانون .. دولة المؤسسات والا بانتحول الى صومال ثانية ..... وقد جاءت الاحداث لتؤكد ما قلت ..
اننا نعمل في محافظة حضرموت بصورة سلمية وفقا للنظام والقانون ..
الرئيس : عليك التزام البيت أو الذهاب الى صنعاء لنعطيك منزلا هناك .
باعوم : سأبقى هنا ..
الرئيس :أنت مجنون .. عنطير رأسك
باعوم : أنا لست مجنونا . واذا كان هناك ما يستدعي تطيير رأسي .. فليذهب .. ولكن الحقائق حقائق
الرئيس :أنت عميل للسعودية .
باعوم : لم ولن أكون عميلا للسعودية
الرئيس : أنت تأخذ أموال من البيض
باعوم : لم ولن اّخذ أموال من البيض
الرئيس : أنت رجعت الوسام
باعوم : من حقي
الرئيس :أنت أجنبي
باعوم :أنا معجون بتراب هذه الأرض
الرئيس : اخرج من البلاد
باعوم : لن أخرج

إنتهـــــى

قمت فوراً بإرسالها عبر الفاكس للعديد من الصحف التي رفضت نشرها بإستثناء صحيفة الثوري وربما صحيفة أخرى أو صحيفتين .. وللغرابة فأن القصر الرئاسي لم ينكر كلمة واحدة مما نشر بل أنه تم إصدار قرار بالافراج عن الوالد بعد يومين من نشر نص المكالمة ولكن الوالد رفض رفضا قاطعاً أن يخرج من السجن إلا بعد الافراج عن بقية المناضلين المعتقلين معه في القضية والذين أعتقلوا لتضامنهم معه أساساً ..
وهذا ما تم وكان آخر المفرج عنهم في تلك القضية ..