السياسية الكويتية : الحوثيون دربوا بـ3 سنوات 30 ألف شاب يمني على مختلف الأسلحة والأعمال القتالية
اكدت صحيفة خليجية أن بإمكان جماعة الحوثي المسلحة في شمال اليمن، ان تعلن عن إقامة دولة اقليمية مسقلة عن الحكومة اليمنية، في اربع محافظات يمنية بشمال اليمن،بعد يومين على ظهورها القوي في موكب تشييع مؤسس الجماعة حسين الحوثي بصعده.
ونقلت صحيفة السياسية الكويتية عن مصادر يمنية, قولها أمس, أن الحوثيين دربوا ميليشيات عدة تستطيع أن تقارع جيش دولة وتجعل محافظات صعدة والجوف وعمران وحجة التي يسيطرون عليها إقليما مستقلا بذاته على غرار سيطرة "حزب الله" على جنوب لبنان, موضحة أن عدد أتباع الحوثي يتجاوز حاليا نصف مليون شخص غالبيتهم مقاتلون.
وقالت المصادر إن الحوثيين دربوا في السنوات الثلاث الأخيرة نحو 30 ألف شاب على مختلف الأسلحة والأعمال القتالية, لافتة إلى أنهم قسموا إلى مليشيات تضم متخصصين في الدفاع الجوي ومشاة وقناصة وحرب عصابات وشوارع, مشيرة إلى امتلاكهم جهاز استخبارات قويا يعمل في الداخل والخارج يضم عناصر جندوا في معظم أجهزة الدولة بما في ذلك الجيش والأمن.
وأضافت المصادر أن 220 خبيراً إيرانياً وعراقيا ومن "حزب الله" وآخرين ضباطا متقاعدين من الجيش اليمني تولوا عملية تدريب المقاتلين الحوثيين في مناطق عدة بمحافظة صعدة وغيرها, بعد أن بات لهم معمل لصناعة القنابل والألغام المحلية والمتفجرات إضافة إلى ما يمتلكونه من أسلحة ثقيلة كانوا قد سيطروا عليها خلال الحروب الستة ضد قوات الجيش.
على صعيد متصل, أوضح مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدراسات الستراتيجية والبحث العلمي فارس السقاف, أن الحوثيين من خلال الحشد المليوني الذي حشدوه في تشييع زعيمهم المؤسس حسين بدر الدين الحوثي أول من أمس, أوصلوا رسائل عدة إلى الداخل والخارج منها أنهم باتوا قوة كبرى وعنصرا مهما في المعادلة السياسية اليمنية لا يمكن تجاوزها في المرحلة المقبلة, "كما أنهم أرادوا القول بأننا سنبقى قوة لا تتأطر في حزب أو جمعية أو منظمات مجتمع مدني, إنما نحن فكرة لا يمكن قياسها أو محاسبتها أو إخضاعها لأي من القوانين".
ونقلت صحيفة "السياسة"الكويتية عن السقاف قوله:" إن هذا الأمر "يقتضي عمل حسابات لجماعة الحوثي في الدولة والتسوية السياسية خلال المرحلة الانتقالية وما بعد المرحلة الانتقالية", مضيفاً أن "الحوثيين جماعة وقوة موجودة ومعتبرة ومحسوبة ويجب الاعتراف بها ولكن إلى ماذا يمكن أن تقاس فهم يقولون إنهم فكرة قرآنية لا تستطيع لمسها بالحواس الخمس?".
واعتبر أن "الحوثيين من خلال الحشد الكبير في التشييع أراودا إيصال رسالة إقليمية تخويفية إلى دول الخليج للقول بأنهم مدعومون من إيران وأنهم مسيطرون على محافظات صعده وحجة وحرف سفيان في عمران, وأنهم يكررون نموذج الحرس الثوري, وأن أي تسويات إقليمية يجب أن لا تستبعد هذه الحركة, كما وجهوا رسالة أخرى بأن إيران تمتلك ورقة في اليمن لاستخدامها في التفاوض الدولي بشأن ملفها النووي".
وأضاف أن "القادة الخليجيين سيفهمون هذه الرسالة على نحو يشجع الأقليات الشيعية في بلدانهم لمحاكاة التجربة الحوثية في اليمن, وهذه رسالة لها أبعادها ويجب النظر إليها نظرة صحيحة وواقعية كحقيقة على الأرض ووضعها في الموضع المناسب والتعامل معها بجدية, كما أن مناسبة التشييع تظهر مدى قرب الاستحقاقات الجديدة التي يخطط لها في اليمن والخليج".
واستبعد السقاف ما ذهب إليه البعض من أن تشييع حسين الحوثي كان بمثابة إعلان غير رسمي لميلاد دولة إمامية شيعية في شمال الشمال.
ولفت إلى أن "الزي العسكري الذي ظهرت به ميليشيات الحوثي في التشييع كان أقرب إلى زى الكشافة, لكن آخرين نظروا إلى الأمر من باب المقاربة إلى زي الحرس الثوري ومقاتلي حزب الله".
ورأى أن "الأهم الآن هو أن تحتكم هذه الجماعة إلى الدستور والقوانين وربما يقال أننا في مرحلة حوار وعندما نخرج من الحوار بدستور واستفتاء عليه بعد ذلك عليهم الاحتكام إلى الدستور كغيرهم من الجماعات الأخرى التي ربما تمتلك ميليشيات أو تستحوذ على أسلحة ثقيلة, وفي اعتقادي أن الحراك الجنوبي أيضا إذا مارس ممارسات من هذا النوع عليه الاحتكام إلى الدستور والقانون".
ودعا السقاف إلى عدم تهويل موضوع التشييع والنظر إلى القضية بحجمها الطبيعي, قائلاً إن "الحوثيين لا يعتبرون أنفسهم متمردين على الدولة فهم يقولون نحن نحتكم للدولة ونعترف بالرئيس عبدربه منصور هادي ومشاركون في الحوار".
من جهة أخرى, كشفت صحيفة "المصدر" تفاصيل اجتماع ضم أعضاء اللجنة العامة لحزب "المؤتمر الشعبي العام" وأحزاب التحالف الوطني, حيث وجهت خلاله اتهامات خطيرة ضد الرئيس عبدربه منصور هادي بشأن تفجير مسجد دار الرئاسة ومحاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في يونيو 2011.