بيان مناشدة لرئيس الجمهورية من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني المكلفين بالنزول الميداني لمدينة عدن
ناشد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الذين شاركوا في النزول الميداني إلى محافظة عدن فخامة رئيس الجمهورية الإسراع في حل أوضاع ومشاكل المدينة
نص البيان الصادر عن الفريق
بيان مناشدة لرئيس الجمهورية من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني المكلفين بالنزول الميداني لمدينة عدن الباسلة
فخامة رئيس الجمهورية:
نحن أعضاء مؤتمر الحوار الوطني المكلفون بالنزول الميداني لمدينة عدن الباسلة لاستماع مواطنيها الأحرار، ضمن محاور يناقشها المؤتمر في بناء والجيش والعدالة الانتقالية واستقلالية الهيئات والتنمية الشاملة، بغرض تلمس مشاكلهم وهمومهم ومعاناتهم لمعرفة اسبابها والوصول لنتائج تساهم في حلها بناءً على توجيهاتكم الصريحة لنا.
وما استمعنا إليه من تردي الأوضاع الاقتصادية والتعليمية والصحية إضافة إلى الانقطاع المستمر للكهرباء لساعات طويلة في مدينة حارة كعدن جعلنا نجد لهم عذرا في سخطهم وصعوبة وصول المعنيين الينا. ناهيك عن ما تم الاستماع إليه من رؤساء ومدراء وموظفين لمؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة من سوء أوضاعها المالية والإدارية ومن شكوى هذه المرافق من المركزية الشديدة التي تعيق أدائهم الوظيفي وتحد من صلاحياتهم وتمنعهم من تطبيق رؤاهم لتطوير تلك المرافق واجتثاث الفساد فيها.
فخامة الرئيس
ونحن نغادر مدينة عدن الباسلة ونودع أهلها المدنيين الأحرار نناشدكم الإسراع في حل أوضاعها الراهنة التي أصبحت فوق طاقة احتمالهم. ومراعاة خصوصيتها وهويتها التاريخية وظروفها المناخية. ونتمنى عليكم ممارسة كافة صلاحياتكم كرئيس دولة وإعطاء توجيهاتكم للجهات الأمنية والتنموية لممارسة واجباتها تجاه مدينة عدن ومواطنيها وعدم التخاذل في اي منها بما يحقق للمدينة وضع امني آمن يستطيعون من خلاله ممارسة كافة انشطتهم وواجباتهم تجاه قضاياهم الخاصة وتجاه قضايا الوطن.
المواطن في المرحلة الراهنة يا فخامة الرئيس بحاجة إلى أن تتضافر كافة جهود الدولة لتحقيق امنه واستقراره لتعود الثقة بينه وبين الدولة التي تفقد هيبتها يوما بعد يوم. فإذا كانت سلطتها التنفيذية تشكي من عدم مقدرتها على مواجهة تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية كما يشكي المواطنون من ترديها وهذا للأسف يا فخامة الرئيس ما سمعناه من المحافظ ومن مسئولي الأجهزة الأمنية في المحافظة اثناء جلسات الاستماع التي كلفنا بها واترك لكم تقدير مدى سوء هذه الشكوى على أوضاع المواطنين.
إننا كأعضاء مؤتمر حوار وطني يهمنا أن يصل للمواطنين صدق نوايا الدولة ورؤية المتحاورين المستقبلية على بناء اليمن الجديد الذي تتساوى فيه القضايا السياسة والقضايا الاجتماعية والتنموية والاقتصادية لأن همها أولا وأخيرا هو البناء لا الهدم.
المواطنون في عدن يا فخامة الرئيس لا يهمهم الحوار أو حتى قضاياه التي لم ينشغلوا بها لأنهم مشغولون بتوفير أبسط حقوقهم كمواطنين ويرون أنها من اولويات مهامك كرئيس جمهورية اعطوه الثقة وانتخبوه ليؤمن لهم أولوياتهم وتحسين ظروف معيشتهم. فعطائهم للوطن يؤتي ثماره بما تمنحه الدولة لهم من امن وأمان وتوفر خدمات ضرورية كالكهرباء والماء والصحة والتعليم.
قد لا تعلمون يا فخامة الرئيس أن معظم مدارس عدن مقفلة منذ منتصف العام الدراسي وأن الطلاب جميعهم سينجحون آخر العام لأن الخطأ ليس خطأهم بل خطأ الدولة التي لم تستطع ان توفر لهم مدارس آمنة وعلى وزارة التربية ان تتحمل مسؤوليتها كاملة دون انتقاص لكل المحافظات.
قد لا تعلمون يا فخامة الرئيس أن أحد أبناء صديق لعضو في مؤتمر الحوار الوطني قد توفي نتيجة انقطاع التيار الكهربائي فكيف سننظر جميعنا في عينيه وقد فقد فلذة كبده.
قد لا تعلمون يا فخامة الرئيس أن ما نحتاجه هو إعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة. تماما كحاجتنا إلى إعادة بناء منظومة القيم التي فقدناه وجعلتنا نمارس قدر كبير من اللامبالاة في البيت وفي الشارع لنفقد حقوقنا ونقصر في أداء واجباتنا.
قد لا تعلمون يا فخامة الرئيس أن سجون عدن متخمة بالمساجين بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وتقف بعض الالاف من الريالات عائق وحرمان أسرة من عائلها الوحيد. وقد لا ينسى الفريق الذي نزل للسجن ذلك الفتى المسجون الذي لم يتجاوز السادسة عشرة لسرقته لإطعام أسرته الفقيرة.
نغادر عدن يا فخامة الرئيس ونحن نقدم شديد اعتذارنا لعدن ولكل المحافظات الجنوبية عن الدولة التي لم تستطع إلا أن تزيد من معاناتهم. نعتذر لهم عن الدولة التي شغلتها السياسة عن التنمية وشغلتها صراعات من هرموا من ابنائها عن بناء مستقبل الاجيال القادمة.
نغادر عدن يا فخامة الرئيس ونحن نقول لعدن ولمواطنيها الطيبين ابائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا نحن نعتذر لكم عن الدولة الغير قادرة على أن تفرض سيطرتها وقوتها لتهبكم الأمان والخدمات التي هي أبسط حقوقكم. نعتذر عن عدم تلبية مطالب الكم الهائل من المكالمات التي وصلتنا لمعالجة اوضاع الكهرباء وإنقاذهم من تلك الايادي التخريبية التي حرمتهم النوم وتجد متعة في تعذيبهم. نعتذر لكم ونقول لكم قلوبنا معكم وكل ما سمعناه منكم سيجد طريقه لبناء اليمن الجديد. ولو ان اعضاء مؤتمر الحوار جهة تنفيذية لفعلوا لكم الكثير، لكن ثقتنا في احتمالكم وفي مناشدتنا هذه لرئيس الجمهورية بلا حدود.
وما نخشاه اليوم يا فخامة الرئيس ان نفقد آخر بصيص أمل يصلنا الى مرفأ يعيش فيه اليمينيون سواسية تحت مظلة القانون وسيادته.
وفقكم الله لما فيه مصلحة وطننا الحبيب
اخوانكم من مواطني الجمهورية اليمنية في مؤتمر الحوار الوطني.