شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
علي البخيتي

ما هكذا يُستقبل الضيوف يا فخامة الرئيس

الخميس 23 مايو 2013 08:48 مساءً

"يتشرف فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بدعوتكم لحضور فعالية الاحتفال بالعيد الوطني", ذلك نص الرسالة التي وصلتنا على التلفون واعقبها اتصال هاتفي يؤكد علينا حضور الفعالية والتواجد في الأمن المركزي الساعة الثامنة صباحاً.

انطلق أغلبنا السابعة صباحاً, وبعد تجمعنا في الأمن المركزي تم نقلنا الى دار الرئاسة ووصلت طلائعنا الثامنة والنصف صباحاً.

اعضاء مجلسي النواب والشورى وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني ورؤساء احزاب وشخصيات اجتماعية وسياسية, الكل تم معاملتهم بمهانة داخل دار الرئاسة, فقد بقينا جميعاً لعدة ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة في ساحة خارج أحدى القاعات ننتظر الدخول, ولم يتم توفير الحد الأدنى من الخدمات التي يحتاجها الانسان, فلم يتم ادخالنا صالة تقينا حر الشمس ولم يتم توفير حمامات أو مياه شرب أو بوفيه ليتناول البعض الفطور خصوصاً ان الغالبية خرجوا من بيوتهم السابعة صباحاً " أنا شخصياً أخذت احتياطي وفطرت في البيت".

الخلاصة بقينا ملطوعين لساعات في الشمس وتعالت الأصوات المحتجة على هذا الاستقبال المهين والمخزي, وكان يتابعنا موظفو التشريفات بأعصاب باردة وتبلد مقصود وكأن ما جرى متعمد الهدف منه إهانة الجميع وكسر كبريائهم أو احراج الرئسي, ومع ان أحد الموظفين تبرع بثلاث قوارير مياه تخاطفتها الأيدي وكادت تتسبب في معركة وفي الاخير قررنا أن نمنحها للنساء.

اصيب البعض بالإعياء وأغمي على سيدتين مُسنتين ورجل بسبب نوبات سكري أو ما شابه, ونقل أحدهم الى سيارة إسعاف كانت مرابطة في الساحة.

طلبنا من المدعوين الانسحاب احتجاجاً على تلك الوضعية المهينة والاعداد الفاشل, وانسحبت أنا و محمد ناجي علاو ومحمد الصبري واللواء محمد السنباني و ناصر شُريف و آخرين لا أحفظ أسمائهم, فيما تسمر البقية لساعات تحت اشعة الشمس, واستخدم بعضهم الجرائد ليستضلوا بها.

كانت المفاجئة الكبيرة أن الاحتفالية كانت مجرد سلام على الرئيس هادي, فيما الغالبية كانت تنتظر خطاباً تاريخياً يعلن فيه الرئيس عن قرارات مهمة تساهم في اعادة الثقة بالوحدة اليمنية وبيوم الثاني والعشرين من مايو.

اننا نحتج على تلك المهانة التي تعرضنا لها, وعلى ايهامنا أن هناك احتفالاً انتهى بمجرد مصافحة, و نتساءل في نفس الوقت : كيف لحاشية فشلت في ادارة حفل استقبال داخل الرئاسة أن تنجح في إدارة دولة؟ كيف يُسمح للتشريفات أن تميز بين الضيوف بناء على المعرفة الشخصية؟

هنيئاً لم جاهد وبكر وحِرق وجه من أشعة الشمس لينال شرف المصافحة, وصورة تذكارية تُخلد مهانته, أنتم من وضعتم أنفسكم في هكذا موقف, فرفضكم للانسحاب مع زملائكم أثبت أنكم تستحقوا تلك المعاملة, وأثبت أن التغيير لم يصل الى النفوس ولم يستعيد البعض كرامتهم التي سحقت خلال السنوات الماضية

 

نقلا عن الاولى