شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
نصر عبد النبي

صباح الخير أم صباح الجنوب ؟ !

الأربعاء 22 مايو 2013 10:03 مساءً

قد يفرض علينا حب الجنوب ووجدان تلاحمه أن نستبدل صباح الخير تحية نبدأ بها كل يوم صباح , بصباح الجنوب , ومساء الخير , بمساء الجنوب لما تعطيه هذه الكلمة من تسامح جنوبي جنوبي لتوجد علو الذات للإنسان الجنوبي في ظل سياسة سلطة قاصرة تعمل على أتباع كل السبل لتهميش الإنسان الجنوبي ضاربة عرض الحائط بكل حضارته وعظمته الغائرة في أعماق التاريخ الإنساني .

على الرغم من إشكالية النظام المتغطرس بآلته وعتاده العسكرية وثكننتة للمدن وسلبها الروح المدنية إلا أن الثورة الجنوبية السلمية فرضت قناعة إن ابتلاع الجنوب أشبة بحالة انتحار .

ليصبح النظام ومن على شاكلته حبيس رؤيته الخاطئة وإصراره بالتعامل لتظل ظاهرة مستعصية على الحل السياسي , وفقاً لقاموسه السلطوي المعتاد في طبيعة نمطه وأيديولوجيته القائمة على معالجة القمع بمزيد من القمع , والفساد بمزيد من الفساد , والإقصاء بمزيد من الإقصاء , وقس على ذلك بقية المفاهيم السالبة والفاقدة لروح العدل والمدنية .

متناسياً أن موضوع الظاهرة المعروضة هي قضية وطن حر وشعب صابر يقف على رأسه الأبطال تحميه من بيعة رخيصة تؤدي به لعبودية دائمة .

لنصل إلى حتمية أو مسلمة من المسلمات الاجتماعية بأن الشعوب تتمايز في عزتها ورفضها للطغيان , وتختلف شكيمتها في دحر أشكال الظلم والاستبداد , والتاريخ شاهد عيان لكل شعب من الشعوب , وشعب الجنوب تربأ على مبادئ وقيم العزّة والكرامة والشجاعة والأنفة , ولم يتربا على الجبن والخضوع والمذلّة , ولم يقر أبنائه بالعبودية بكل صورها وأشكالها إلا عبودية الخالق الجبار لأنها حرية في ذاتها , ولأنها تنفي عبوديتهم لما دونها وان كانت الوحدة المعمدة بالدم .

أننا هنا نحيي كل الأقلام الشريفة ونجل عمل المنتديات والمواقع الالكترونية التي تناضل في الدفاع عن حق أبناء الجنوب , ورفع الظلم عنهم  في ظل التعتيم الإعلامي الإقليمي والدولي للقضية الجنوبية , وكل هذا التآمر من الآخر لصالح الشمال لا لشيء إلا لتعانق المصالح وأن كان ذلك على حساب قهر الشعوب وضياع العدل الإنساني .

أن المجتمع الدولي يعيش أسوأ مراحل الزمن الاجتماعي إذ يغض الطرف عن انتهاك حقوق الإنسان وهو يرى أبشع مشاهد للظلم والجور, ولا يحرك ساكناً بل في كثير من الحالات يقف مناصراً للظالم المستبد , والغريب أن هذا العالم يتشدق بقيم الحرية والعدل الاجتماعي  وينشد السلام العا لمي .

أن الصحافة والصحافة الالكترونية الجنوبية أضعفت قدر كبير من التلاعب السياسي  للدول والأنظمة مع المغتصب الشمالي, وأصبحت سياسات الدول  المندفعة وراء مصالحها لا تراعي انكشاف عورتها السياسية , وبقدر ما كانت الصورة واضحة بقدر ما كانت الحقيقة مؤلمة .

للأسف هذا هو عالم اليوم  !!!

ولكن نأمل أن إرادة الشعوب لا تقهر , وروح الأوطان لا تموت ...

ومن خلال المليونية السابعة الاستفتائية بفك الارتباط وقبلها المليونيات الست ينتصر الجنوب على أعدائه وينتقل من اللاوعي في ذلك العهد الذي كان فيه السياسي الشمالي يحتوي السياسي الجنوبي إلى الوعي الذي تركز بشكل منقطع النظير في القاعدة الشعبية أن هذا ضامن قوي للثورة الجنوبية من أشكال التآمر الذي يرسلها الآخر, وان كان لابد من ضرورة إيجاد أو صنع قيادة تترجم قناعات الشعب بأمانة وإخلاص ,وطبعاً التفكير ببعثرة أهداف الثورة الجنوبية من الداخل أو الخارج من أبنائها حتى مهما كان  موقعة لا يستطيع  أن ينال ذلك لسبب بسيط وهو أن الضمير الجمعي الذي يشكل الوعي الجنوبي يحمي هذه الثورة  ...

هذا يعني أن القيادة الجنوبية يجب أن تكون على قدر من الذكاء والحنكة السياسية وتستمد مرجعيتها من قيم الثورة ومبادئها  أكانت القديمة المدعومة بالخبرة والمستفادة من أخطاء الماضي أو القيادة الشابة المشبعة بروح الإخلاص والأيادي النظيفة ,وعدم الركون إلى تعارض الأجندة, وان كانت هذه الأجندة هي العقدة التي جعلت ظهور قيادة جنوبية موحدة  سهل ممتنع .

ويجب أن يعرف الإنسان الجنوبي أن التاريخ سيفضح كل  القيادات الجنوبية التي لم تعي الفرص المتاحة في المكان والوقت المناسب, وهذا التخاذل لن يكون إلا عندما تتغلب بر