نص البيان السياسي الهام الصادر عن قوى التحرير والاستقلال بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لإعلان فك الارتباط (21/مايو/2013م)
يا جماهير شعبنا الأبي في كل ساحات النضال في جنوبنا الحبيب :
إننا نحييكم اليوم بهذه الذكرى الهامة ذكرى إعلان فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية في (21/مايو/1994م) واستعادة دولة الجنوب والتي جعلت لشعبنا فاصلا عن قوى الظلام والضلال التي واجهت اتفاقيات الشراكة السياسية بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية بالتآمر والخيانة والغدر حيث كانت مرحلة ما بعد إعلان الوحدة في (22/ مايو/1990م) مرحلة صعبة وخطيرة كشف من خلالها الطرف الآخر (الجمهورية العربية اليمنية) مباشرة - بعد الاتفاق السياسي بين قيادة البلدين - نيته المبيتة في التهام الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) بتصفية القيادات والكوادر الجنوبية لدفع قادة الجنوب إلى الحرب التي استعد لها قادة دولة صنعاء في حينه ثم احتلال الجنوب وطرد من تبقى من قادته وكوادره ورموزه السياسية أو تصفيتهم أثناء تلك الحرب، فكان واجبا على القيادة الجنوبية أن تكون إلى صف شعبها وصادقة معه في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب؛ غير أنها دفعت بالأمور نحو التحاور مع الطرف الآخر في الجمهورية العربية اليمنية لمعالجة الأزمة وإنهاء الشراكة بين الدولتين بالتفاوض والطرق السلمية وهو ما رفضه قادة الحرب في دولة الاحتلال من خلال استمرارهم بالتصعيد وعدم إعطاء الفرصة للعقل والحلول السلمية حتى وصلت تلك القيادة إلى ما خططت له سابقا (الحرب على الجنوب).
ثم تجاهلت القيادة السياسية الحربية اليمنية أثناء الحرب على الجنوب عام (1994) قراري مجلس الأمن (924- 931) وبيان قمة مجلس التعاون الخليجي المنعقدة في أبها المطالبينِ بوقف الحرب وعدم فرض الوحدة بالقوة والعودة إلى طاولة التفاوض بين الدولتين، لتؤكد تلك القيادة - وبما لا يدع مجالا للشك - أنها قد بيتت نية الحرب وأن احتلال الجنوب كان خطة استراتيجية لقادة الجمهورية العربية اليمنية من قبل إعلان الوحدة في (22/مايو/1990م) فكان لزاما على قادة الجنوب وواجبا عليهم تجاه شعبهم ووطنهم الجنوب أن يعلنوا فك الارتباط أثناء الحرب على الجنوب في (21/مايو/1994م) من طرف واحدٍ هو (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) مع التزامهم بالدعوة إلى عودة قيادة البلدين إلى التفاوض وحل الخلافات وإنهاء الشراكة تحت إشراف دولي أو إقليمي وهو كذلك ما رفضه الطرف الآخر في الجمهورية العربية اليمنية فاستمر في حملته العسكرية ضد الجنوب حتى أسقط عاصمته عدن واحتلها في يوم (7/7/1994م) المشئوم.
يا أبناء الجنوب الحر
إن نضالكم اليوم وتأكيدكم على التمسك بالخيار السلمي يدل دلالةً واضحة على ثقافة الإنسان الجنوبي على مر التاريخ وعلى فكره المتحضر وعدم نزعته نحو العنف وتقديسه لحياة لإنسان أيٍ كان، وهو ما شهد لكم به العالم الحر من خلال مسيرتكم وسيرتكم النضالية في ثورتكم السلمية لنيل حريتكم من الاحتلال اليمني الغاشم.
وإننا ونحن نرسم بهذا اليوم المشهود(21/مايو/2013م) وهذا الحشد المليوني الجبار دولة المستقبل لشعب الجنوب من عاصمته الأبدية عدن نؤكد لكل أبناء شعبنا الجنوبي الوفي وللعالم بأسره الآتي:
1- نعتبر فعالية فك الارتباط (21/مايو/2013م) بحشدها المليوني الجبار تجسيدا واقعيا واستفتاء غير قابل لأي حلول غير التحرير والاستقلال وتتويجا لإعلان فك الارتباط في (21/مايو/1994م) مع تأكيدنا على مواصلة النضال السلمي والتجمع المليوني والعصيان المدني حتى يتحقق لشعبنا الجنوبي التحرير والاستقلال على كامل أراضيه الجغرافية المرسومة والمعروفة قبل (22/مايو/1990م).
2- نلتزم بالاتفاقيات الدولية والإقليمية التي حدثت أثناء فترة الاحتلال اليمني للجنوب وبما في ذلك ترسيم الحدود مع دول الجوار وكذلك مكافحة الإرهاب باستثناء الاتفاقيات التي تخص الجانب الاستثماري والثروات.
3- نعتبر أن ما يجري اليوم من قبل سلطات الاحتلال اليمني ضد شعب الجنوب من انتهاكات واعتقالات ونفي وتصفيات لكوادره ومناضليه امتدادا لنفس المخطط الذي بدأه قادة دولة الاحتلال اليمني قبل حرب صيف (1994م) وبعدها ضد شعب الجنوب ونحمل سلطة الاحتلال كامل المسئولية عن كل ما يجري من انتهاكات ضد كوادر ومناضلي الثورة السلمية الجنوبية.
4- إن إحياء فعالية فك الارتباط - المعلن في (21/مايو/1994م) عن دولة الاحتلال اليمني - من كل عام تخص كل الشعب الجنوبي دون استثناء لأحد ولا تخص فردا بعينه أو جماعة أو حزبا أو جهة، وإعلانه في نفس هذا اليوم عام (94) كان بمشاركة كل رجال الدولة الجنوبية في حينه، وباركه شعب الجنوب بفرحته يوم إعلانه.
وقد أكد المناضلون في ثورتنا السلمية من كل عام منذ انطلاق الثورة السلمية المباركة في العام (2007م) وأكدتم أنتم في هذا اليوم أن أهمية إحياء الفعالية في مثل هذا اليوم له دلالة كبيرة في قلوب كل الجنوبيين الشرفاء وأن شعب الجنوب لا يقبل التشكيك بمثل هذا اليوم ولا المزايدة في سير العمل النضالي.
5- ندعو كل المناضلين والقيادة السياسية أن يترفعوا عن الخلاف والتخوين والتشكيك وأن يجعلوا أولوياتهم التسامح والارتقاء إلى هدف شعب الجنوب المتمثل بالتحرير والاستقلال والعمل بروح الفريق الواحد، كما يطالب بذلك شعب الجنوب؛ ولأن العدو يتربص بثورتنا وبنا جميعا، ولأن المرحلة الحالية والقادمة لا تقبل ثقافة الإقصاء أو التخوين أو التشكيك.
6- ندعو كل الجنوبيين العاملين لدى سلطة الاحتلال والمشاركين في الحوار اليمني إلى العودة إلى صف الشعب الجنوبي في هذه المرحلة الفاصلة التي حدد فيها شعب الجنوب خياره المتمثل بالتحرير والاستقلال وضحى من أجل ذلك بخيرة أبنائه الأبطال ورجاله الشجعان حتى نورّث جميعا ونصنع يدا بيدٍ للأجيال القادمة الحرية والحياة الكريمة والعزة والشرف.
ونؤكد باسم شعب الجنوب أنه لن يقبل المشاريع المنقوصة والمعرقلة لخياره المتمثل بالتحرير والاستقلال وهو ما عاهد عليه الشهداء في مواصلة النضال على نفس الخط الذي رسموه بدمائهم الطاهرة على درب الحرية.
7- نطالب المجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية أن يرفعا إلى المحاكم الدولية ملف مجرمي الحرب ضد الشعب الجنوبي للتحقيق معهم في الانتهاكات والجرائم والإبادة الجماعية وإخفاء أكثر من تسعين كادرا جنوبيا في حرب (94) وعلى رأس المتهمين نظام الاحتلال وكل من ثبت أنه حرض أو أصدر أمرا لقتل وإبادة أبناء الجنوب.
8- نطالب المجتمع الدولي أن يساند الشعب الجنوبي من أجل نيل حريته واستقلاله على كامل أراضيه لإيماننا بأنه الضمان الوحيد في استقرار أمن المنطقة دون أي حلول أخرى تزيد من تعقيد الوضع وتزيد من مأساة الشعب الجنوب في ظل تغطرس الاحتلال اليمني بآلته العسكرية.
9- سنظل ملتزمين لدماء الشهداء والسير على نهجهم في النضال السلمي على مبدأ التصالح والتسامح الذي اتفق عليه الشرفاء من أبناء الجنوب بأن يكون خيارا استراتيجيا لوحدة الصف الجنوبي ونسيان الماضي وقيام الدولة الجنوبية في المستقبل حتى التحرير والاستقلال.
10- نؤكد أن فعالية (21/مايو/2013م) في ساحة العروض عدن هذا العام تميزت عن سابقاتها كونها جاءت استجابة لدعوة الرئيس الشرعي السيد علي سالم البيض ونبارك دعوته لإشراك كل المكونات الجنوبية في اللجان التحضيرية للفعالية ونعتبر هذه الخطوة مقدمة لدعوة توحيد الصف الجنوبي ونحيي مواقفه الثابتة رغم كل الصعوبات والتحديات وعزمه وثباته إلى جانب شعب الجنوب ,,
11- نحيي كل المناضلين في كل ساحات الجنوب على نضالهم ونبارك هذا التجمع المليوني الجبار في هذه الذكرى الفاصلة بين مرحلتين وندعوهم إلى مواصلة النضال حتى يتحقق النصر ويُدحر الاحتلال من كل أراضي الجنوب.
عاش الجنوب حرا أبيا
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية لأسرانا الشفاء العاجل لجرحانا
صادر عن قوى التحرير والاستقلال فعالية (21/مايو/2013م