إشكالية التحضير للفعاليات الجماهيرية
لعل من أهم التأثيرات السلبية للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة الخاصة بأزمة السلطة في صنعاء على وطننا الجنوبي مستجد إشكالية التحضير للفعاليات الجماهيرية الجنوبية والدعوة لها وإدارتها بعد دخول مقاولين جدد على الخط غير الحراك الجنوبي التحرري الذي عرفته الجماهير مبكرا , حالة غير مألوفة قبل فبراير 2011م وبدأت أولا باستحضار الحالة اليمنية من خلال استحداث السكون المكاني (الساحات) و(المقرات) التي لم يتخندق بها يوما الحراك الجنوبي باعتباره حركة تحرر وطني وليس معارضة سياسية , قبل مقدم (الطابور) الوافد بدفع مسبق وتسلله للصفوف الأمامية كان الأصل قبل ذلك في كل فعالياته وحدة الصف والحراك الجنوبي بمواجهة بطش نظام الاحتلال اليمني وأجهزته القمعية , ليس بحثا عن تبرير أو تحميل النتائج لأحد فالشجاعة النضالية تقتضي تحمل المسؤولية الفردية أو الجماعية عما يحدث وما ستؤول إليه مستقبلا إذا لم يتم تداركها ومعالجتها بإطارها الكلي .
الحاجة لبناء (حامل سياسي) – للأسف- استخدمته النزعة الفردية بشكل سيء لحجز مواقع متقدمة لها , غابت المعايير النضالية منذ التأسيس وحلت عوضا عنها معايير أخرى جاءت بالنتائج الحالية , استمرار نزغ استقدام (الأنفار) من خارج صفوف الحراك في المكونات (السفري) تخوضا من الندية لمناضلي خط البداية وبحثا عن الولاء الشخصي ثقرة يتسلل منها النفعيون والانتهازيون (عبدالله حسن ألناخبي وأحمد القنع أنموذجا) , أخطاء تراكمت وعوضا عن جلد الركام لاستنهاضه عن طريق التطهر الثوري تتم شرعنته داخل مكونات بحجة تجاوز أخطاء الماضي بالإقصاء وضرورة استيعاب الكل بعلاته , بالطبع ليس تماهيا مع مزاج الرأي العام الذي شكلته سلفا تغطية إعلامية مخطط لها جاء السكوت على تلك الظاهرة من قبل مناضلي الحراك التحرري الجنوبي و لكنها سياسة الباب المردود , باعتبار جميعنا خطاء وخير الخطائين التوابين – أيضا – محاولة صادقة للثقة ببعض التي دونها تصبح الحياة مستحيلة في الجنوب الجديد المنشود الذي يتسع لكل أبناءه .
ليس بأخيرا لأن الأمر لن يكون أسواء مما هو عليه الحال بصوت عال :- الحراك التحرري الجنوبي لا علاقة له بعشوائية (دبشة) ما يسمى هيئة رئاسة المجلس الأعلى للمتسلقين ومنظماته (السفري) الوهمية , حقيقة رغم مرارتها تظل المكاشفة بها ظاهرة صحية والسبق للمبعوث الدولي جمال بن عمر الذي بصراحة غير معتادة واجه الرئيس المعين هادي وجنوبيي باب اليمن المشاركين بحوار صنعاء بأنهم (نكرة) لا يمثلون الشارع الجنوبي وحراكه , عملية تقييم مبدئية جريئة قاعدته الولاء للجنوب وثورته حتى استكمال مهام التحرر الوطني والبداية برفض فرض سياسة الأمر الواقع التي احترفها المقاولين الجدد على خط التحضير للفعاليات الجماهيرية الجنوبية
· زنجبار – أبين
17 مايو 2013 م
· منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن