ومضات على طريق مليونية فك الارتباط ( 2-2 )
انظر وكحّل عينيك
هاهو شعب الجنوب العظيم ينتفض ملبياً, وميمماً وجهه صوب عاصمته عدن, زاحفاً بتلك الحشود الجماهيرية الغير مسبوقة للثورة الجنوبية المعاصرة, بعد ان لملم جراحاته واستوعب المؤامرة و تشعباتها و أنطلق انتصاراً لخيار فك الارتباط, وتبقى الأبصار شاخصة ومشدودة صوب ساحة العروض بالعاصمة عدن يوم 21 مايو القادم لتتكحل بملحمة مليونية هي الأضخم, وليترجم من خلالها هذا الشعب حقه في العيش الحر والكريم على أرضه, فمليونية 21 مايو هي مليونية التأكيد على استقلالية القرار الجنوبي ورداً قوياً على كل محاولات صنعاء لوأد الثورة الجنوبية وتعرية أساليبها النتنة في زرع الفتن والعمل على إفشالها وكشف زيف آلتها الإعلامية وحملات التظليل التي هدفت إلى التشويش وعملت على خلق البلبلة, والاهم انها تعد تأكيداً على تمسكه بإعلان فك الارتباط وترجمة لصلابة وحدته الداخلية والتأكيد على سلمية ثورته, واعتقد انه بقدر الحشود الكمية والنوعية ومستوى التنظيم لمليونية فك الارتباط سيتحدد معها وبها مدى تقدم المجتمع الدولي نحو الحق الجنوبي.
اقصر الطرق للانهيار
ان التمادي في سوق الأكاذيب والترويج لها, كثيرا ما يفضي إلى الحقيقة, وإذا كانت المصداقية و الثقة تتكوَّن عبر سنين، فإنها تذهب خلال لحظات بفعل أحمق, ويسير صاحبها وباستعجال على طريق معبد وخط سريع للانهيار المريع, وما يثير السخرية الشديدة, انه بعد كل هذا الانجاز للثورة الجنوبية, ومع كل خطوة نخطوها للمضي قدما بمسيرتنا الثورية صوب التحرر, تبرز الأصوات النشاز ويظهر منظرون جدد يصطفون الى جانب من لفظهم وتجاوزهم شعب الجنوب في محطات سابقة والأمر المؤسف ان بعضهم نكن له الاحترام والتقدير لمواقفه البطولية السابقة لنصرة شعبه, ولكن ماذا نقول هذا حال الدنيا فنحن بشر نخطئ ونصيب, ولكن من المعيب ان يواصل المرء السير في طريق الخطاء بعد معرفته به.
عبود هو داك هو ماشي انقلب في عبود
لازال المحتل ممسكا بمفاهيم اهترت, بنواجذه وأسنانه حتى كاد فمه بكل مايحويه ان يتناثر أشلاء من فرط الضغط عليه وتعامى عن ان تلك المفاهيم أُذيبت توصيفاتها وتحللت, متأثرة بعدة عوامل, ولازالوا في غيهم يعمهون, وان دل ذلك على شيء إنما يدل على قصر نظرهم وضحالة فكرهم, وما يرددونه اليوم مجرد ثرثرة لاتسمن ولا تغني من جوع, رغم إدراكهم للحقيقة التي لا مناص منها وهي ان لا وحدة تدوم في ظل هذا الزخم، لذا يتوجب على المحتل ان يعي بان المكابرة والمناكفات اللفظية وإحساسه بعقدة النقص ومزاعم خصوصية, لا قيمة لها, لا تغير من الواقع شيئا و ان كل مسببات بقاءه على ارض الجنوب, ماهي إلا عوارض قابلة للزوال وتفتقد لأبسط أسباب الاستمرارية.
وحتى نلقاكم مع مشاهداتنا عن المليونية تقبلوا أجمل التحايا.