لك عذرا ايها الفارس الضالعي
تمتلئ العين بالدمع أن لم تتخضب الوجنات بها في مواقف مختلفة في الحزن والفرح وإن كان الاخير ليس له معنى في قاموسنا ... ومع مرور الأيام تبقى لكل دمعة حكاية راسخة في الخيال , وهكذا هي الحياة تصارعنا بافراحها واحزانها ونحن رافعي الراية البيضاء معلنين استسلامنا في كثير من الحالات التي لا نستطيع ان نعمل شيء يقينا او يدفع عنا وعن من نحبهم اي أذى قد يصيبنا أو يصيبهم ... ومع هذا يبقى للجراح آثاره وللمنزل اطلاله ليكون كفيل باستحضار ما طوي في عالم النسيان .
عندها نضطر ان نقول عذرا لمن لم نقدم لهم شيء كانوا يتوقعوه منا فلسنا باحسن حال منكم , ومن هذه السطور سابعث اعتذاري لشاب يواجه الظلم ويصارع مر الحياة بين اربعة حيطان يكابد القهر بتهم ليس له فيها ناقة او جمل والصقت به كالصاق دم يوسف ( عليه السلام ) بالذئب وهو بريء منه وها هو اليوم الفارس الضالعي يتهم بذات التهمه و على علم منا بل ومن سجانيه الذين جعلوا ثلاثة اعوام من حياته عجافا والبسوه ثوب الحزن في حين هم لبسوا هم ثوب الخزي والعار ,.
واليك يا فارس الضالع اقول عذرا لأننا لم نكن عند حسن ضنك , عذرا يا فارس لتحملك دفع فاتورة باهظة محسوبة لك ومضافة الى رصيدك النضالي ونلت شرف البطولة والصمود , عذرا أيها الفارس لأنه ليس بايدينا عمل شيء لاجلك لا ننا في سجن واحد وان تمتعنا بالسير في مناكب الارض فنحن لا زلنا في عداد السجناء حتى ننال حريتنا باستعادة دولتنا , عذرا يا فارس ان فكرت ان صمتنا تقصير ( لا والله فانت حاضر فينا ) لكن الاحتلال الذي وضعك في زاوية ضيقة هو نفسه من وضعنا في وطن ضيق رغم مساحته الواسعة , فثق بنا اننا في الساحات نصرخ لاجل وطن طالما تغنيت به وصدحت باسمه وما مكوثك داخل السجن الا لان جذورك ثابته في اعماق وطنك الجنوب الذي صرت نشيدا يدوي في سماه بالحان الملايين وهم يعاهدون بالوفاء لك وللشهداء والجرحى , .
عذرا ايها الفارس فلو علم من اعطاك شرف البطولة لما بقيت معتقلاً ولو لحظة واحدة لكنهم يضنون ان الاعيبهم ومسرحياتهم ستتوج بالنجاح ولكن هيهات فاكثر من 20 عاما كانت كفيلة بمعرفتهم على حقيقتهم , وما محاكمتك الهزيلة التي غالبا ما يتم تاجيل جلساتها الا خير دليل على ان اسطواناتهم قد نفدت وكشفت عوراتهم ولا يستطيعون قولا , كانوا يريدوا وضعك في عداد المجرمين ولكن ( ما الله بغافل عما يعمل الظالمون ) فسلام عليك يوم ولدت وسلام عليك وانت تكابد الظلم والظلمات وسلام عليك وانت تسبح الله من مكانك وسلام عليك حتى نلقاك حيا , واعود من حيث بدأت فاقول انني واثناء وداعك ايها الفارس الضالعي بعد زياتي لك كاد الدمع ان يسيل من عيناي لأننا سنفارقك وشعرت وكأنني انا من ساذهب الى السجن وليس انت ...