ومضات على طريق مليونية فك الارتباط ( 1-2 )
* الثورات العظيمة لا يشعلها إلا شعب عظيم وتقودها قامات وهامات عظيمة تتكئ على الفعل الثوري للشعوب في الميادين, وماهي إلا أيام معدودة وتشهد عدن أضخم مليونية في تاريخها, تلبية لدعوة الرئيس علي سالم البيض، بالزحف صوب العاصمة عدن, لإحياء الذكرى الـ (19) لإعلان "فك الارتباط" عن الجمهورية اليمنية, والتي ستحتضنها في الـ ( 21 ) من مايو الحالي, لذا فالعاصمة عدن على موعد مع أبنائها القادمون إليها من شتى أرجاء الجنوب وبالتأكيد ستكون هذه المليونية علامة فارقة في نضالات شعب الجنوب, وكاستقراء أولي للتحضيرات اجزم بان عدن ستحتضن هذه المرة سيولاً بشرية هادرة ومزمجرة في وجه مفقئو الأعين ليثبتوا للعالم اجمع بأنهم لازالوا هنا وسيبقون هنا لن يكلّوا أو يملّوا حتى تحقيق النصر المؤزر إن شاء الله.
** يقال ان كل مرحلة تنتج خارطة تحالفاتها الخاصة بالاستناد إلى مهام المرحلة واستحقاقاتها, وهذه مسألة طبيعية في اللعبة الديمقراطية, ولكن من غير الطبيعي إسقاط ما يثار في الجنوب تحت تلك اليافطة, وأن يتحول الاختلاف وإعادة رسم التحالفات إلى صراعات زعامة على حساب قضية ومصير شعب ووطن من خلال تنظيرات ومصطلحات هلامية يصعب الاتفاق على ملامحها النهائية، إلا أن المؤكد هو ان تلك الأفكار المبتسرة وهذه القيم المشوهة لن تجد طريقها إلى الجماهير .. بعد أن حاول هؤلاء وبأفكارهم خلخلة ثوابتنا وتشويه قيمنا.
*** اعتقد ان من عرفوا بالمتلونين وقعوا في مأزق مليونية إعلان "فك الارتباط" القادمة وانحسرت الخيارات امامهم فأما ان يعلنوا انهم مع مليونية فك الارتباط أو يقاطعوها والأخير يمثل نهاية لهم لذا اجزم بأنهم عاكفون حاليا على دراسة و وضع الخطط التي تكفل لهم الخروج الآمن و بأقل الخسائر من خلال ظهورهم علينا بتقليعات وتنظيرات تؤيد توجهاتهم, و الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت
**** عند خروجي للمشاركة في مليونية 27 ابريل الماضي في ساحة القرار قرارنا بالمكلا طرق مسمعي صوت جاري الذي أقعده المرض فقربت من النافذة التي ناداني عبرها فسمعت التلفاز وقد تم ضبطه على قناة "عدن لايف" ينقل مباشرة من ساحة العروض في عدن, وبعد السلام حدثني بمشاعر جياشة مترافقة مع حسرة على حاله وقد اغرورقت عيناه بالدموع وهو يشاهد الحشود المليونية قائلا بما معناه "ادفع نصف عمري لكي اعرف ما يدور بخلد عبد ربه منصور هادي الجنوبي وليس الرئيس اليمني عند مشاهدته للملايين ولكن الله وحده علام السرائر" وعلى كل حال فما يفاخر به شعب الجنوب اليوم هو انه فرض على أعدائه مشاهدة ومتابعة مليونياته مرغمين و هو الفخر بعينه والشرف المروم لكل جنوبي حر.
وحتى نلقاكم مع الجزء الثاني تقبلوا أجمل التحايا.